الشيخ محمود كريّم
ألقيتُ إليكْ
شوقاً لا يُحمَلُ بين ضلوعٍ محترقاتِ
كُرمى عينَيكْ
أصبرُ حتى يُعجِزَني الصبرُ عن الزفراتِ
وسقَيْتُ إليكْ
بِدُمُوعي أرضَ الوصلِ كَمْ أَهْوَاكِ
ولِجُودِ يديكْ
أحكمتُ الطوقَ على عُنُقي طمعاً برضَاكَ
***
يا بيت الله
أنتَ المعمورُ , وكلُّ جمالِ الكونِ خرابُ
وإليكَ يطوفُ الجمعُ , ويجتمعُ الأحبابُ
يا بيت الله
كمْ طافت رُوحي والهةً فلعلَّ مُناها
ولكم سبحتْ بدموعِ الشوقِ لنيلِ هُداها
يا بيت الله
أشكو لله جوى قلبي وأليم شجوني
أرجو أن تكحِلَ بالمهديِّ قريحَ جفوني
يا بيت الله
لي قلمٌ لا يجري حِبراً من دونِ هواكَ
وإليك قوافي الشعرِ تسيلُ تقولُ فداكَ
***
يا بيت الله
آلمني البُعد وما ألقاكَ فكيفَ عزائِي
وفؤادُ الصبِّ بهِ داءٌ ولأنْتَ دوائِي
أتسوَّل لا حَرجَاً أخشَى ما دُمْتَ رجَائي
عيرني القوم وعابوني بين الشعراءِ
يا بيت الله
لا غرو فإني من الأيتامِ ولستُ أبَالي
ما دمت حبيبي لا أخشى في الناس مآلي
***
يا بيت الله
خُذنِي لجواركَ إني اليوم أشدُّ هُياما
ما نفع العيشِ ولم أسمَعْ من فيكَ سلاما
يا بيت الله
أمنيتي الموتُ على كَفيْك فَتمْسحُ رأسي
فتزيل بذلك آلامي وتضمِّد نَفسي
يا بيت الله
ما عدتُ أطيقُ العيشَ لساعةِ أمسِي
عجَّلْ أفديكَ فقدْ عاينتُ مواضع رمسي
***
يا بيت الله
إن مرَّ الريحُ على نجدٍ فإِليْك سلامِي
فأنا أوقن أنك تسعى ما بين نِيَامِ
يا بيت الله
إلا مَنْ جاءك يستسْقِي مِنْ فيض غمامِ
أمْطِرْ بالرَّحمَةِ فالدنيا صحراء أَمَامِي