مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: لستُ أنانيّة!!


ديما جمعة فواز

السلام عليكم، أنا فتاة في التاسعة عشرة من العمر، اسمي وعد. كانت حياتي مستقرّة وطبيعيّة حتى العام الماضي، حين مرضت والدتي وتوفيت لتترك خلفها مسؤولية أثقلت كاهلي.

لطالما كنت الفتاة الكبرى المدلّلة، ولكنني اليوم أمسيت معنيّة بالاهتمام بأختي وأخي الأصغر سناً مني. ومع ذلك، استطعت التأقلم مع ظروفي. فلله الحمد، تخرّجت من المدرسة والتحقت بمعهد لأُكمل في اختصاص لا يتطلّب حضوراً مستمراً. ولكن، حدث ما كنت أتوقعه منذ رحيل أمي، فرغم كل ما أقوم به في تدبير المنزل والاهتمام بإخوتي ووالدي، فوجئت بفكرة بدأت تتردد في المنزل وفي العائلة وهي "زواج أبي".

أخبرت والدي أنني مستعدة أن أترك الدراسة وأتفرغ للمنزل ولإخوتي ورجوته أن يعدل عن رأيه فوعدني بالتفكير، ولكن سرعان ما أخبرني أن زواجه أمسى واقعاً وضرورياً لاستقرار المنزل وأنه كان منذ أشهر يمهّد لي هذه الفكرة ولكني لم أظهر أي تجاوب، أما الآن فقد قرر الزواج مع بداية فصل الصيف، حين يأخذ إخوتي عطلتهم المدرسية!

وقع قرار والدي كالطامة على رأسي، فأنا منذ وفاة والدتي أضحّي بكل شيء وأسعى للتعويض عن غيابها... فكيف أمنعه من مشاركة امرأة غريبة حياتنا؟ وكيف سأستطيع أن أتقبل وجود أخرى في منزل أمي؟ الفكرة تخنقني، وحين تشاجرت مع عمتي قالت لي إنني أنانية لأنني أضغط على أبي كي يغيّر رأيه.. لست أنانية ولكني لا أريد أن ننسى أمي أو أن تحلّ أخرى مكانها.. ماذا أفعل؟

خطوات الحل
صديقتي وعد، رحم الله والدتك التي أحسنت تربيتك، فرُغم الدلال الذي خصّتك به استطعت أن تتحمّلي المسؤوليّة. وأنا أكيدة أنك نجحت إلى حدّ بعيد وأنّ أمك فخورة بك.. لقد أوردت في رسالتك أن قرار زواج والدك كان متوقعاً منذ البداية وصدقيني هذه الخطوة ليست نتيجة تقصيرك أو إهمالك كي تلومي نفسك... لذا، دعيني أورد لك باختصار بعض النصائح:

1 - لا بد أن رحيل والدتك أوجد فراغاً في المنزل ولا أحد يستطيع أن يشغل ذاك المكان. وأعتقد أن أباك يدرك ذلك ولن يطرح زوجته كبديل عنها لذلك لا تعتبري أن أحداً ما سيتمكن من أن يمحو ذكر أمك أو ينسيك إياها.

2 - ينبغي أن تنظري لمستقبلك العلمي والعملي والاجتماعي فزواج أبيك سيسمح لك بالاهتمام بمستقبلكِ، وممارسة هواياتك.

3 - من الطبيعي أن يؤلمك الموضوع، خاصة في الفترة الأولى، ولكن مع مرور الوقت ستجدين أن هذه الخطوة أساسية لاستقرار والدك النفسي ولمسيرة الأسرة بشكل عام.

4 - لا تقفي موقف الرافض للموضوع، بل شاركي في اختيار امرأة حسنة الخلق ومربية جيدة كي تصير سنداً للوالد ومرجعاً لك ولإخوتك.

5 - تعاملي مع الأمر بإيجابية لأن رد فعلك لا بد سينعكس على جوّ المنزل بشكل عام.

6 - فكري أنك بعد بضع سنوات ستتزوجين وتنشئين حياتك الخاصة وسيبقى أبوك وحيداً.. إذا نظرت إلى الأمر من هذه الزاوية ستتفهمين كلام عمّتك، وأنها لم تقصد أن تؤذيك إنما حاولت أن ترشدك إلى المستقبل.

7 - في الختام، الأيام تمر سريعاً، ومن أبرز نعم الله علينا النسيان. لا أقول إنك ستنسين يوماً من أنجبتك لأنها ستبقى حية في القلب والوجدان، ولكنك ستتمكنين من المضي قُدُماً في حياتك.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع