الوصية السياسية الإلهية
الإمام الخميني قدس سره
* القسم الأول: الاقتصاد لا شرقي ولا غربي
أ- لا للرأسمالية
من الأمور التي تلزم التوصية والتذكير بها هي أن الإسلام لا يؤيد الرأسمالية الظالمة الجشعة التي تحرم الجماهير المضطهدة المظلومة بل يرفضها رفضاً قاطعاً ويعتبرها نقيض العدالة الاجتماعية كما ورد في الكتاب والسنة.
1- الطروحات الخاطئة
ولو أن بعض الذين في قلوبهم زيغ والجاهلين بنظام الحكم الإسلامي والقضايا السياسية الحاكمة في الإسلام طرحوا ويطرحون الإسلام في أقوالهم وكتاباتهم بصورة وكأنه يؤيد عدم تحديد الرأسمالية والملكية.
2- حجب نور الإسلام
وبهذا الطرح النابع من فهمهم المنحرف للإسلام، حجبوا الوجه النوراني للإسلام، ومهدوا الطريق لأعدائه المغرضين كي يهاجموه ويعتبروه نظاماً كالأنظمة الرأسمالية الغربية أمثال التي في أميركا وانجلترا، وسائر الدول الغربية الناهبة، وانبروا لمعارضته لغرض أو حمق، استناداً إلى أقوال وأفعال أولئك الجهلة دون الرجوع إلى العارفين حقاً بالإسلام.
ب- لا للشيوعية أيضاً
وليس الإسلام نظاماً كالنظام الشيوعي"والماركسية اللينينية" التي ترفض الملكية الفردية وتتبنى الملكية العامة مع فارق كبير اليوم عما كانت عليه في المراحل القديمة- حسب نظريتها- في إشاعة المرأة وإباحة السحاق واللواط، وهو نوع ماجق من الدكتاتورية والاستبداد.
ج- الإسلام نظام وسط
بل الإسلام نظام وسط يعترف بالملكية ويحترمها ويضع حدوداً لظهورها والتصرف ولو عُمل بها حقا لدارت عجلات الاقتصاد بصورة سليمة تضمن العدالة الاجتماعية اللازم توافرها في نظام سليم.
د- الفهم القاصر للبعض
وفي مقابل الفئة الأولى هناك فئة أخرى ولزيفها وجهلها بالإسلام ونظامه الاقتصادي السليم طرحت الإسلام بأنه لا يختلف عن المذاهب الفكرية المنحرفة لماركس وأمثاله متذرعة في ذلك ببعض الآيات الكريمة وبعض عبارات نهج البلاغة ولم تلتفت إلى سائر الآيات الكريمة وفقرات نهج البلاغة، ومن دون دليل استندت إلى فهمها القاصر وراحت تتبع المذاهب الاشتراكية وتدعم كفراً وديكتاتورية وإرهاباً ماحقاً يتجاهل القيم الإنسانية، وتدعم حزب أقلية يتعامل مع جماهير الناس، تعاملاً حيوانياً.
* القسم الثاني: وصية إلى المعنيين باقتصاد البلد
وصيتي لمجلس الشورى ومجلس أمناء الدستوري والحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس القضاء الأعلى.
1- ابتعدوا عن قطبي الشرق والغرب
كونوا خاضعين لأحكام الله تعالى ولا تتأثروا بالدعايات الفارغة لقطب الرأسمالية الظالم الناهب، وقطب الاشتراكية والشيوعية الملحد.
2- احترموا الموازين الشرعية
واحترموا الرساميل والملكية المشروعة ضمن الضوابط الإسلامية وطمئنوا الشعب حتى توظف الرساميل والجهود البناءة، لتحقق للحكومة والبلد الاكتفاء الذاتي وتنشط الصناعات الخفيفة والثقيلة.
3- أيها الأثرياء وظفوا أموالكم
وأوصي الأثرياء وأصحاب الأموال المشروعة أن وظفوا ثرواتكم، وبادروا إلى النشاطات البناءة في المزارع والقرى والمصانع، فإن هذا العمل بذاته عبادة قيمة.
4- رفهوا الفئات المحرومة
وأوصي الجميع بالسعي من أجل رفاهية الفئات المحرومة، إذ أن خيركم دنيا وآخرژة هو في الاهتمام بأوضاع محرومي المجتمع الذين عانوا الآلام والصعاب طوال تأريخ الظلم الملكي والإقطاعي.
5- العطاء خير الدنيا والآخرة
وكم هو جميل أن يبادر المتمكنون- متطوعين- لتهيئة مساكن لسكنة المغارات والأكواخ ساعين لرفاههم وليثقوا بأن في ذلك خير الدنيا والآخرة فيما هو بعيد عن الإنصاف أن يكون هناك من لا مأوى له وإلى جانبه من يملك عمارات عديدة.