مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قراءة نقدية لأكثر مجالس العزاء

تعتبر أيام عاشوراء أعظم تجمع للشيعة الموالين في لبنان.

وأنت تجول ببصرك في كل منطقة أو شارع أو قرية تشاهد هذا الحضور الكبير، وتشكر الله تعالى بأن ثورة كربلاء ما زالت حية في دماء الشيعة. بل يمكن تسجيل هذه الملاحظة وهي أن عاشوراء هذه الأيام قد تطورت على مستوى حضور الناس وتفاعلهم إلى درجة عالية جداً.

فمظاهر السواد تغطي كل شيء حتى الأطفال الصغار والرضّع، ويوزع الناس المأكولات عن روح أبي عبد الله عليه السلام وتتفاعل الأجواء إلى درجة تشعر فيها وكأن لبنان كله أصبح في عزاء.

ولكن من جانب آخر نلحظ تقصيراً واضحاً في استغلال هذا الحضور بطريقة إيجابية. من حيث تفهيم الناس حقيقة النهضة الحسينية وأهدافها العظيمة.

وإذا كان الأئمة الأطهار عليه السلام يؤكدون على البكاء والتباكي والإبكاء على مصاب الحسين عليه السلام فذلك بالدرجة الأساسية كتعبير عن رفض الظلم والظالمين. وكان البكاء في حالات كثيرة يمثل روح الرفض والمواجهة وطريقة لإعادة الحياة إلى الأرواح المنهزمة في الدنيا. ومن خلال مجالس العزاء كانت معالم النهضة الحسينية تتضح للناس ليصبح ذلك باعثاً قوياً للنهوض والثورة على الظالمين في عصرهم.

ويمكن أخذ إيران الثورة نموذجاً بارزاً في هذا المجال، فإن الإمام وأتباعه استطاعوا أن يبينوا للشعب ظلم الشاه ومؤامرات الأعداء من خلال مجالس العزاء والسيرة الحسينية. يقول الإمام: "إن كل ما عندنا هو من عاشوراء".

وليس هذا استغلالاً على الطريقة الماركسية التي استعملها الشيوعيون في العراق حيث كان لهم قرَّاؤهم الذين يدعون إلى الشيوعية. بل إن هذا استلهام من عاشوراء وتطبيق لمبادئها السامية على أرض الواقع.

لماذا لا يشير قرَّاء العزاء إلى المظالم الكثيرة التي تحدث في بلدنا، وكأن ما يجري في لبنان يومياً ليس شيئاً منكراً. وكأن الأسرى والمعتقلين والتضييق المستمر على المقاومة والمجاهدين أمراً عادياً. وكأن الحرمان الكبير الذي يوصل الإنسان إلى حد الموت كمداً شيئاً سهلاً.

إنه من المؤسف حقاً إنك تشاهد مئات الناس من الذين لا يصلّون حتى الصلاة الواجبة، يحضرون مجالس عاشوراء ثم يخرجون منها دون أن يغير ذلك منهم شيئاً.

لماذا لا يلامس القرَّاء واقعنا ويدخلون إلى أعماق الناس ويخاطبون وجدانهم. هل جفّ مداد كربلاء عن العطاء؟!

وهل توقفت ثورة الإمام العظيم عن سيلها الهادر منذ مئات السنين؟!

وأين هي الدماء الحرة؟

والنفوس الأبية؟ والعبرات المؤمنة؟؟

إنها دعوة صادقة إلى كل قرّاء السيرة الحسينية وفقهم الله ورفع الله درجاتهم إلى أعلى عليين فإننا لا نساويهم بغيرهم، ولكننا نلتمس منهم ذلك.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع