مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أمراض القلب: السبب الرئيس للوفاة

تقرير: نانسي عمر


بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، ظلّت أمراض القلب السبب الرئيس للوفاة على الصعيد العالميّ على مدى السنوات العشرين الماضية، إذ سجّل عام 2015م وفاة نحو 17.7 مليون نسمة جرّاء الأمراض القلبيّة، أي ما يمثّل 31 % من مجموع الوفيات في العالم في العام نفسه.
للتعرّف أكثر إلى طبيعة هذه الأمراض وأعراضها وأسبابها، سألنا الدكتور حسان كاظم المختصّ في أمراض القلب والشرايين وعدنا بالمعلومات الآتية.

* ما هو مرض القلب؟
يبيّن الدكتور حسان كاظم أنّ عبارة «مرض القلب» تشمل طيفاً واسعاً من الأمراض التي تصيب القلب وتؤثّر في وظيفته؛ فعندما نقول إنّ فلاناً مريض قلب، فهو إمّا يعاني من مشاكل في شرايين القلب أو صمّاماته، أو تشوّهات خلقيّة، أو مشاكل وراثيّة كتضخّم العضلة وبعض الأمراض الأخرى مثل ضغط الدم المرتفع ومشاكل الكلى وغير ذلك.

تتّصف أمراض القلب بنوبات من الألم الحادّ في منطقة الصدر ناتجة عن انسداد أحد الشرايين المسؤولة عن إيصال الدم والأوكسيجين إلى القلب، ما يؤدّي إلى انخفاض معدّل الأوكسيجين الذي يصل إلى القلب أو انعدامه كليّاً، متسبّباً بحدوث جلطات قلبيّة وذبحات صدريّة وغيرها من الأعراض التي تشكّل خطراً على حياة المريض.

* أنواع الأمراض القلبية
ثمّة أنواع مختلفة من الأمراض التي تصيب القلب، بحسب الدكتور حسان كاظم، التي ذكر منها:
1. مرض الشرايين: ينتج عن حدوث ضيق أو تصلّب أو انسداد في الأوعية الدمويّة، ما قد يؤدّي إلى عدم وصول الدم إلى القلب أو أيّ عضو آخر كالدماغ. وعندما يصيب هذا المرض الشرايين التي تغذّي عضلة القلب، يسمّى بـ«مرض الشرايين التاجيّة».

2. تشوّهات القلب الخُلقيّة: تنشأ العيوب والتشوّهات القلبيّة وتتطوّر عادةً حينما يكون الجنين في الرحم لأسباب لا تزال مجهولة، ويمكن اكتشاف العَيب الخُلقيّ الحادّ في القلب في غضون ساعات أو أيّام أو أشهر بعد الولادة.

3. اضطرابات نظم القلب: هو عدم انتظام ضربات القلب، فتكون أعلى من معدّلها الطبيعيّ، أو أقلّ منه، أو بصورة غير منتظمة.

4. قصور أو اعتلال عضلة القلب: لا يزال السبب الرئيس لاعتلال عضلة القلب، أي توسّعها أو تضخّمها، غير معروف، وهذه المشكلة تأتي عادة في واحد من ثلاثة أشكال: فإمّا أن تكون عضلة القلب ضعيفة أو واسعة جدّاً، أو سميكة جدّاً، أو قاسية ومتصلّبة ومحدودة.

5. اضطرابات في الصمّامات: توجد في القلب أربعة صمّامات قد يُصاب أحدها بضرر ما فيحدث خلل في عمله، وتُصنّف الاضطرابات الأساسيّة في عمل صمّامات القلب في مجموعتين:
أ. تضيّق الصمّام: أي عدم القدرة على ضخّ الدم ونقله إلى الأجزاء المختلفة في القلب، ما يتطلّب أن يقوم الأخير بمزيد من الضغط في ضخّ الدم من أجل الوصول إلى المستوى الطبيعيّ.
ب. توسّع الصمّام: هذا يؤدّي إلى الاستمرار في تدفّق الدم حتّى في الوقت الذي يفترض أن يمنع الصمّام ذلك.

6. الالتهابات القلبيّة: تحصل هذه الالتهابات عندما يصل إلى عضلة القلب عامل منبّه مثل فيروس أو بكتيريا أو مادة كيميائيّة ما.

يعدّ مرض انسداد الشرايين الأكثر شيوعاً بين مرضى القلب. وفي هذ الحالة، يحتاج المريض إلى تركيب «رسّورات للقلب» أو إجراء عمليّة «قلب مفتوح». أمّا المشاكل الخلقيّة وتلك التي تصيب صمّامات القلب، فهي أقلّ شيوعاً، والتعاطي معها يكون محصوراً بعدد من أطبّاء القلب المختصّين.

* أعراض أمراض القلب
تتشابه أعراض أمراض القلب بين معظم المرضى، نذكر منها:
1. التعب في سنّ مبكّرة.
2. ضيق حادّ في التنفّس، الأمر الذي يعوق حركة الإنسان.
3. ألم في الصدر.
4. عدم انتظام نبضات القلب.
5. تورّم القدمين والكاحلين واليدين أحياناً.
6. التعرّق.
7. الشعور بالدوار والغثيان والإغماء.
8. ألم أو خدر أو برودة في الساق أو الذراع.

* تشخيص مرض القلب
يوضّح الدكتور حسان كاظم أنّ التشخيص بشكلٍ أوّليّ يحصل من المريض نفسه، فإذا شعر بتعب في سنّ مبكّرة أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفّس، يجب عندها أن يستشير الطبيب المختصّ ويشرح له عن الأعراض التي تحصل معه. وبناءً على تشخيص الطبيب، قد يطلب منه إجراء تخطيط للقلب، أو اختبار للجهد، أو صورة صوتيّة للقلب؛ حتّى يتمكّن من تشخيص طبيعة المرض وتحديد طريقة العلاج المناسبة.

* عوامل تساهم في الإصابة بالمرض
يؤدي العامل الوراثيّ دوراً أساسيّاً في إصابة الناس بأمراض القلب المختلفة. وعدا عن ذلك، ثمّة مجموعة عوامل تساهم في ذلك، منها:
1. التدخين.
2. سوء التغذية.
3. ارتفاع ضغط الدم.
4. ارتفاع الكوليسترول في الدم.
5. مرض السكّريّ.
6. السمنة الزائدة.
7. قلّة النشاط الجسديّ.

وممّا لا شكّ فيه أنّ أمراض القلب ترتبط بأمراض أخرى، وعلى رأسها أمراض الرئتين والكلى والكبد. كذلك، قد تصاب بعض النساء الحوامل بمشاكل في القلب ما ينعكس سلباً على الحمل.

* الوقاية من أمراض القلب
في حال استبعاد العوامل الوراثيّة، يمكن الوقاية من أمراض القلب، وذلك من خلال:
1. الإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله.
2. علاج الأمراض والمشاكل الصحيّة الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكّريّ.
3. ممارسة الرياضة بشكلٍ يوميّ.
4. التقليل من تناول الدهون المشبّعة والملح.
5. المحافظة على وزن صحيّ.
6. التخفيف من حدّة التوتر جرّاء الضغوطات اليوميّة أو الظروف الحياتيّة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع