مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء*


آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي


الماء جوهر الحياة واستقاء الكائنات الحيّة علّة بقائها؛ الأمر الذي يفسّر توكيد الآيات والأحاديث فضل السقي لمختلف الأغراض كإرواء الإنسان والحيوان والنبات. وقد تربت على ذلك بركات وثواب دنيويّ وأخرويّ، إليك هنا بعضاً منها:

* فضل إرواء العطشان
1. الاتّصال بالولاية الإلهيّة: قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ”حقّ المؤمن على المؤمن... سبعة حقوق وواجبات ما فيها من حقّ إلّا وهو واجب عليه، إن خالفه خرج من ولاية الله وترك طاعته ولم يكن عزّ وجلّ فيه نصيب... ولا تَروى ويَظمأ... فإذا فعلت ذلك به وصلت ولايتك بولايته بولاية الله عزّ وجلّ“(1).

2. أفضل الأعمال: قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ”من أفضل الأعمال عند الله عزّ وجلّ إبراد الأكباد الحارّة [العطاشى]“(2).

3. العبادة المحبّبة عند جبرائيل عليه السلام: قال جبرائيل عليه السلام للنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ”يا محمّد، لو كانت عبادتنا على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال: سقي الماء للمسلمين، وإغاثة أصحاب العيال، وستر الذنوب“(3).

4. أوّل ثواب أخرويّ: روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله:”أوّل ما يُبدأ به في الآخرة صدقة الماء يعني في الأجر“(4).

5. في ظلّ عرش الله: عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال:”إنّ الله تبارك وتعالى يحبّ إبراد الكبد الحرّى، ومن سقى كبداً حرّى من بهيمة أو غيرها أظلّه الله يوم لا ظلَّ إلّا ظلّه“(5).

وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ”أفضل الصدقة إبراد الكبد الحرّى، ومن سقى كبد أحدٍ من بهيمة أو غيرها أظلّه الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه“(6).

6. إحياء الناس: قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: “من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفساً، ومن أحيا نفساً فكأنّما أحيا الناس جميعاً”(7).

* ثواب سقاية الماء
1. إدراك عمل الجنّة: أتى رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما عَمَل إن عملتُ به دخلت الجنّة؟ قال: “”اشتر سقاءً جديداً ثمّ اسقِ فيه حتّى تخرقه، فإنّك لا تخرقه حتّى تبلغ به عمل الجنّة”“(8).

2. ديوان الحسنات مفتوح: قال النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: ”خمسة في قبورهم وثوابهم يجري إلى ديوانهم: من غرس نخلاً، ومن حفر بئراً، ومن بنى لله مسجداً، ومن كتب مصحفاً، ومن خلَّف ابناً صالحاً“(9).

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ”خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته: ولد صالح يستغفر له، ومصحف يُقرأ منه، وقليبٌ [بئر] يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجري، وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده“(10).

ملاحظة: أيّ شخص يعمل عملاً نافعاً وباقياً، فإنّ ثوابه مستمرّ باستمرار ذلك العمل، حتّى بعد وفاة صاحبه.

* موارد سقاية الماء
1. المؤمنون العطاشى: قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ”من سقى مؤمناً شربةً من ماءٍ من حيث يقدر على الماء، أعطاه الله عزّ وجلّ بكلّ شربة سبعين ألف حسنة“(11). وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: “”ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم“(12)، وهو شراب خالص مختوم بنكهة المسك، ومُصان من الأيدي.

2. إخوة الإيمان: وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: ”من أطعم أخاه حتّى يشبعه وسقاه حتّى يُرويه، بعَّده الله من النار سبعة خنادق ما بين خندقين مسيرة خمسمئة عام“(13).

3. سقاية الكائنات الحيّة أينما كانت: وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: ”من حفر بئراً أو حوضاً في صحراء، صلَّت عليه ملائكة السماء، وكان له بكلّ من شرب منه من إنسان أو طير أو بهيمة ألف حسنة متقبَّلة وألف رقبة من ولد إسماعيل وألف بدَنة [ناقة]، وكان حقّاً على الله أن يُسكنه حظيرة القدس“(14).

4. السقاية للعبادة: قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ”يُؤتى بعبدٍ يوم القيامة ليست له حسنة، فيُقال له: اذكُر وتذكَّر، هل لك حسنة؟ فيقول: يا ربّ، ما لي حسنة غير أنّ فلاناً عبدك المؤمن مرّ بي، فسألني ماءً ليتوضأ به فيصلّي، فأعطيتُه. فيُدعى بذلك العبد، فيقول: نعم يا ربّ. فيقول الربّ جلّ ثناؤه: قد غفرت لك، أدخلوا عبدي جنّتي“(15).

(*) مقتطف من كتاب مفاتيح الحياة، ص 481-490.
(1) الخصال، الشيخ الصدوق، ص 350-351.
(2) الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 595.
(3) ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري، ج 3، ص 1800.
(4) الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 57.
(5) المصدر نفسه، ج 4، ص 58.
(6) ميزان الحكمة، مصدر سابق، ج 2، ص 1320.
(7) الكافي، مصدر سابق، ج 4، ص 57.
(8) الأمالي، مصدر سابق، ص 310.
(9) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 101، ص 97.
(10) الأمالي، مصدر سابق، ص 169.
(11) الكافي، مصدر سابق، ج 2، ص 201.
(12) وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 16، ص 343.
(13) إحياء علوم الدين، الغزالي، ج 4، ص 74.
(14) مستدرك الوسائل، الشيخ الطبرسي، ج 12، ص 386.
(15) بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 64، ص 70.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع