قد ينتج الهمّ عن كثرة البلاء، أو قد يكون نتيجة الوقوع في مظلوميّة تورث المظلوم جرعة همّ وافية، وقد ينتج عن التسرّع وسوء الاختيار وعدم التدبّر بعاقبة الأمور... وفي كلّ الأحوال، فإنّ الله هو مفرّج الهموم كما ورد في الأدعية، لذا، نلجأ إليه ليكشف همّنا ويزيح كربنا. وإليكم بعض الأذكار والأدعية التي تُؤدّى لهذه الغاية:
1. الذكر اليونسيّ: عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث: «وعجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، فإنّي سمعت الله عزّ وجلّ يقول بعقبها: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾»(1).
2. دعاء لطلب فتح الأمور المتضايقة: من الأدعية التي تُقرأ عند الشدّة وتضايق الأمور: «يا من إذا تضايقت الأمور فتح لنا باباً لم تذهب إليه الأوهام، فصلّ على محمّد وآل محمّد وافتح لأموري المتضايقة باباً لم يذهب إليه وهم يا أرحم الراحمين».
وقد نُسب هذا الدعاء تارة إلى النبيّ الأعظم(2) صلى الله عليه وآله وسلم وأخرى إلى الإمام المهديّ(3) عجل الله تعالى فرجه الشريف. وهو من الأدعية التي يردّدها ويوصي بها سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله وسماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله).
3. يا رؤوف يا رحيم: عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «رأيت أبي عليه السلام في المنام فقال: يا بنيّ، إذا كنت في شدّة فأكثر من أن تقول: (يا رؤوف يا رحيم)، والذي نراه في النوم كما نراه في اليقظة»(4).
4. صلاة ودعاء: عن الثمالي قال: سمعت زين العابدين عليه السلام يقول لابنه: من أصابته منّا مصيبة أو نزلت به نازلة، فليتوضّأ وليسبغ الوضوء ثمّ يصلّي ركعتين أو أربع ركعات ثمّ ليقل في آخرها: «يا موضع كلّ شكوى، ويا سامع كلّ نجوى، ويا شاهد كلّ ملأ، ويا عالم كلّ خفيّة، ويا دافع ما يشاء من بليّة، يا خليل إبراهيم، ويا نجيّ موسى، ويا صفيّ آدم، ويا مصطفى محمّد، أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته وقلّت حيلته وضعفت قوّته دعاء الغريب الغريق المضطرّ الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلّا إيّاك يا أرحم الراحمين». فإنّه لم يدعُ بهذا أحد إلّا كشف الله عنه كربته إن شاء الله(5).
(1) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 55.
(2) قصص الأنبياء، قطب الدين الراوندي، ص 363.
(3) صحيفة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، جمع جواد القيومي، ص 22.
(4) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 90، ص 272.
(5) الدعوات، قطب الدين الراوندي، ص 129.