مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فقه الولي | فقه الرياضة (1)

الشيخ علي معروف حجازي


يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: «ينبغي لثقافة الرياضة أن توجد في المجتمع وتترسّخ، وأن يشعر الجميع بأنّهم بحاجة إليها».

كلّ رياضة توجب الضرر المعتنى به للجسم أو إيذاء الآخر فهي محرّمة. أمّا الألعاب الرياضيّة النافعة لسلامة البدن مثل:

الجري وكرة القدم أو السلّة ونحوها فلا بأس بها.

وفيما يأتي بعض التفاصيل.

* أولاً: كرة القدم
1. حكم لعب كرة القدم: تجوز ممارسة لعبة كرة القدم من دون مراهنة، سواء أكان هدف ذلك الترويح عن النفس، أم تنشيط الجسم، أم الحصول على الجوائز المخصّصة للفائزين، أم نحو ذلك، ولكن لا بدّ من مراعاة أن لا تؤثّر ممارستها على أداء الواجبات الدينيّة.

ولا تجوز المراهنة على هذه اللعبة؛ فلا يجوز الشرط والرهان ولو بأن يقرأ الفريق الخاسر للفريق الرابح زيارة عاشوراء مثلاً، أو أن يختم له القرآن، أو يصلّي صلاة الليل وأمثالها.

2. دفع الخاسر نفقات المباراة: إنّ إقامة المباراة مع الاتّفاق على أنّ الخاسر يدفع نفقات الملعب يُعدّ قماراً، وهو حرام.

3. الرهان وتوقّع نتيجة المسابقة: الرهان في المواقع الإلكترونيّة لتوقّع نتيجة الفريق الفائز في مسابقات كرة القدم ليس حراماً، ولكن الأحوط استحباباً ترك المشاركة في هذه المسابقات. والشخص الذي يفوز في التنبّؤ لا يكون مالكاً للجائزة شرعاً إلّا إذا ملّكه إيّاها مالكها بعقد شرعيّ كالهبة والصلح.

4. جوائز تشجيعيّة: إذا جُمع مقدار من المال من كلّ لاعب، واتّفق جميع اللاعبين على أن تُشترى به جوائز تشجيعيّة تُعطى للفريق الفائز فقط، فلو كانت الأموال رهاناً على الفوز لم يجز للفائزين تسلمها، وأمّا لو كانت تبرّعاً بعنوان تشويق الفائزين فلا بأس بذلك، وكذلك بدفع الأموال للفائزين، وبقبولها.

5. المراهنة: إذا تراهن شخصان على أنّه إذا فاز فريق معيّن فإنّ مشجّع الفريق المهزوم يقوم بتقديم وجبة عشاء لصاحبه مثلاً، وبعد انتهاء المباراة تتغيّر النيّة بينهما بحيث تكون من باب الضيافة، علماً بأنّ مشجّع الفريق المهزوم يُلزم بالوجبة؛ هذا الرهان باطل، وإن أُلزم الخاسر بالإطعام فالأكل منه حرام، وإن استضافهم بطيب نفسه فهو حلال.

6. الملابس الرياضيّة القصيرة (الشورت): يجوز للاعبين الرجال ارتداء الملابس القصيرة (الشورت).

7. الإفطار للمشاركة في مباراة كرة القدم: إنّ ما يصيب المرء في مباراة كرة القدم من الجوع والعطش ليس مسوغاً شرعياً في نفسه للإفطار.

8. الرياضات المشابهة لكرة القدم: الأحكام السابقة تنطبق أيضاً على الألعاب المشابهة لكرة القدم، مثل كرة السلّة والشبكة ونحوهما.

* ثانياً: المصارعة والرياضات القتاليّة
1. حكمها: لا تجوز ممارسة الألعاب الرياضيّة التي تشكّل خطراً على حياة اللاعبين أو تعرّضهم لضررٍ شديد كما في بعض أنواع الملاكمة، وتجوز إن لم يكن فيها ضرر بليغ.

2. المراهنة: لا تجوز المراهنة على هذه الألعاب.

3. حكم حصول الضرر: إذا جَرح أحدُ اللاعبين الآخرَ أثناء المباراة الرياضيّة، أو تسبّب بفقدان عضو من أعضائه، فيجب عليه دفع الأرش(1) والدية للمجروح أو المتضرّر. ولكن إذا قام صندوق الضمان أو الاتّحاد بدفع المتوجّب، سقط الوجوب عن ذلك الشخص.

* مشاهدة المرأة كرة القدم ومصارعة الرجال
إذا کانت المشاهدة بالحضور إلی ساحة المصارعة أو كرة القدم والنظر إلیها مباشرة، أو کان بقصد التلذّذ والریبة، أو کان فیها خوف الوقوع فی المعصیة والفساد، فلا تجوز، وإلّا فلا بأس فیها، والتفصيل في ما يأتي:

1. لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى بدن غير المحارم من الرجال، ما عدا المقدار المتعارف كشفه من بدنه، كالرأس والوجه والرقبة والكفّين والرجلين، بشرط أن لا يكون بتلذّذ وريبة.

2. لا تجوز المشاهدة علی الأحوط وجوباً لو کانت عبر البثّ المباشر عبر التلفاز، ولا إشکال فیها في غیر الصور المذکورة.

* ثالثاً: البلياردو
إذا عُدّ من آلات القمار عرفاً، فلا يجوز اللعب فيه ولو بدون رهان، وإذا لم يُعدّ من آلات القمار عرفاً، فيجوز بدون شرط ورهان.


(1) أصل الأرش الخدش، ثم قيل لما يؤخذ دية له «أرش».(الموسوعة الفقهية الميسرة، الشيخ الأنصاري، ج 2، ص 94) وقيل: دية الجراحة، وما وجب من المال في الجناية على ما دون النفس.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع