من وصايا الإمام محمّد الجواد عليه السلام
"حسبُ المرء من كمال المروة تركه ما لا يحمل [يَجمُل] به، ومن حيائه أن لا يلقي أحداً بما يكره، ومن عقله حسنُ رفقِه، ومن أدبه أن لا يترك ما لا بدّ له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه، ومن ورعه غضّ بصره وعفّة بطنِه، ومن حُسن خُلُقِه كفُّه أذاه، ومن سخائه برّه بمن يجب حقُّه عليه وإخراجه حقَّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه وتجنّبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمِه إيثارُه على نفسه، ومن صبره قلّةُ شكواه، ومن عقلِه إنصافُه من نفسه، ومن حِلمِه تركُه الغضبَ عند مخالفته، ومن إنصافِه قَبُوله الحقّ إذا بانَ له، ومن نصحِه نهيُه عمّا لا يرضاه لنفسه، ومن حفظِه جوارك تركُه توبيخك عند إساءتك مع علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه ذلك عند غضبك بحضرة من تكره، ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤنة أذاك، ومن صداقتِه كثرةُ موافقتِهِ وقلّةُ مخالفتِه، ومن صلاحِه شدّة خوفِه من ذنوبه، ومن شكرِه معرفةُ إحسانِ من أحسنَ إليه، ومن تواضعِه معرفتُه بقدرِه، ومن حكمتِه علمُه بنفسه، ومن سلامته قلّة حفظِه لعيوبِ غيرِه وعنايتُه بإصلاح عيوبه"(1).
1. الأربلي، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، ج 3، ص 140. وقد رويت الوصيّة أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلامكما في بحار الأنوار، ج75، ص80.