مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

في ميادين الحياة مع المعصومين (عليهم السلام): مودَّة ورحمة

 


أخي المسلم العزيز؛ إذا أردت أن تصل رحمة الله إليك فاسع ما استطعت إلى أن تصل أرحامك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صلوا أرحامكم حتى يصل الله رحمته إليكم".

فصِلَة الرحم لها آثار عظيمة في الدنيا والآخرة منها ما ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهي زيادة للعمر ونفيٌ للفقر وبسط في الرزق وخير في الآخرة ومنماة للعود ومهوّنة لسكرات الموت ودافعة للبلاء ومحسّنة للخلق ومطيّبة للنفس ومُنسئة في الأجل ومعمّرة الديار ومهوّنة للحساب، وتقي ميتة السوء.

فهل نحن مستغنون عن هذه الأمور أم بحاجة إليها؟ فتعالوا نصل أرحامنا حتى نحصل على رحمة من الله وفضل كريم.
وصلة الأرحام على أقسام: فإن كان الموصول فقيراً فحاول أن تغنيه وإن كان عاجزاً فلا تبخل عليه بقوّتك لإتمام أعماله.

* مواساة الناس
لقد كان أمير المؤمنين يأبى أن يجتمع طعامان في مائدة واحدة، ففي أيامه الأخيرة جيء له بلبن وملح، فأبى إلاَّ واحداً منهما، وقال: أنا خليفة المسلمين وعليَّ أن أحيا كأفقر الفقراء وأضعف الضعفاء. لقد اعتبر أمير المؤمنين (عليه السلام) من ما يقوم به حتى حال الأكل تكليف ينبغي له أن يقوم به باعتباره خليفة المسلمين، أما نحن فنعتبره درساً وكل حياة المعصومين دروسٌ في الإيثار، منهم القدوة وعلينا الاقتداء بهم.

* الابتداء بالسلام وإزالة الكبر
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه عوَّد نفسه على عدم ترك ثلاثة أشياء: الجلوس على الأرض، والسلام على الناس ابتداءً، وعدم التوقّع من أحد التسليم عليه. فقد كان يُسلّم على أحقر الناس وأصغرهم، فقد كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "خمس لا أدعهن حتى الممات: ... والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سُنّةً من بعدي". فالابتداء بالسلام يزيل الكبِر إذ على الكبير أن يبتدئ الأصغر بالسلام، والسلام ابتداءً يُعلم الإنسان التواضع الذي كان يمارسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نقتدي به ونكون دُعاةً للناس ليعلّموا بعضهم ابتداء السلام ولنكون ممن قال عنهم الرضا (عليه السلام): "إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام" فمن هو ليس كذلك فلينتبه إلى خللٍ في نفسه حتى لا يكون خارج طاعة الله أو على الأقل. أقل طوعاً من غيره كما قال الرضا (عليه السلام): "أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام".
وعن الباقر (عليه السلام) قال: "إن الله يحب إفشاء السلام" فهل نحن ممّن يحبهم الله ويرضى عنهم؟ وهل ندَّعي الإيمان ولا نتّبع ملّة الرسول وآله صلى الله عليه وآله وسلم؟

* التحابب يجلب البركة
لو أمعنا النظر في بيت احتوى زوجاً وزوجة متحابين في الله لشاهدنا نزول بركات الله عليهما بشكل لافت للنظر، وكذا محبَّة الأب مع أبنائه، والجار مع جاره، والشاري مع البائع، والشركاء في ما بينهم، فإذا نحابَّ الجميع في ذات الله لأنزل الله عليهم بركات من السماء، ولأخرج عليهم بركات من الأرض، ومن بين أيديهم، ومن خلفهم، جزاء محبتهم لبعضهم البعض، فقد قال الرضا (عليه السلام): "ما ضاق مجلس بمتحابين".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع