مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مناسبة: فضل زيارة الأربعين


كمال زهر


السَّلام عليك يا أبا عَبد الله الحُسين
إن الأخبار في فضل زيارة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مستفيضة حتى لقد اعتبرها بعض علمائنا من ضروريات المذهب مثل صاحب الجواهر ويميل كلام بعض آخر منهم إلى الوجوب (كما صرح صاحب الحدائق الناضرة).
وإذا نظرنا إلى الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) نلاحظ ذلك بشكل واضح مثلاً ما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): "مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي (عليه السلام) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن ومؤمنة يقر للحسين (عليه السلام) بالخلافة من الله".
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) يخاطب أم سعيد الأحمسية قال لها: يا أم سعيد زوريه فإن زيارة الحسين واجبة على الرجال والنساء.

* فضل الزيارة مطلقاً
والأخبار في فضل زيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وثوابها ولا سيما الإمام الحسين (عليه السلام) وفضلها على الحج والعمرة أكثر من أن تحصى فعن الإمام الصادق (عليه السلام) "زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عشرين حجة وأفضل من عشرين عمرة وحجة".
ولعل السر في فضل زيارتهم على تلك العبادات أن في زيارتهم صلة وبراً لهم ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة (عليها السلام) وإجابة لهم، وتجديد عهد لولايتهم، وإحنياءً لأمرهم وتبكيتاً لعدوهم، وهذا عادة محصور بشيعتهم وبخصوص الموالين والمخلصين لهم العارفين من قدرهم ما جهله غيرهم.
وأما الحجة والعمرة والغزوة وغيرها من العبادات فإنها وإن كان فيها إنفاق أموال وأشخاص أبدان وهجران أوطان وتحمل مشاق إلا أنها ليست بتلك المثابة في المثوبة، فهي إنما تأتي من كل مدع للإسلام وإن كان ناصبياً بخلاف تلك، وفي هذا يقول الإمام الرضا (عليه السلام): "إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته وإن من آية الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة".

* زيارة الأربعين
قد جاءت الروايات لتبين لنا أن هناك أوقاتاً يستحب فيها زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
فكان من تلك الأوقات زيارته (عليه السلام) في العشرين من صفر (زيارة الأربعين) والتي هي من المستحبات الأكيدة بل من علامات الإيمان.
فقد روي عن الإمام العسكري (عليه السلام): علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
وقد ذهب معظم علمائنا إلى تأكيد استحباب زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) معتمدين على هذه الرواية وغيرها من الروايات أضف إلى ذلك مجيء السبايا في العشرين من صفر ورد الرأس الشريف ودفنه مع الجسد الطاهر أيضاً في العشرين من صفر بإجماع الشيعة كما صرح الشيخ القرشي والسيد ابن طاووس أن عمل الطائفة على ذلك ـ إلى غير ذلك من التأكيدات.
وإذا نظرنا إلى حديث الإمام العسكري (عليه السلام) نجد أن العلامات التي تحدث عنها الإمام (عليه السلام) هي مما اختص به الشيعة دون غيرهم بحيث أصبحت شعاراً للتشيع يعرفون بها ويخالفهم بها الآخرون.
من تعفير الجبين والتختم باليمين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وزيارة الأربعين وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) مراسم خاصة لزيارة الأربعين ووداع خاص بالزيارة وأن أول من زاره (عليه السلام) هو جابر بن عبدالله الأنصاري حيث التقى هناك بموكب السبايا مع الإمام زين العابدين وفي هذا يقول الشاعر:
 

زر قبر سبط الهاشمي ـ محمد ـ

ولديه حزناً واحسينا ناد

زر قبره في الأربعين وثق بها

يوم القيامة فهي خير الزاد

واذرف مدامع مقلتيك بمندم

مستعبراً متجلبباً بسواد

حتى كأنك جابراً لما أتى

مستقبلاً للعابد السجاد


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع