صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مشكاة الوحي‏: في الصبر

 


الصبر هو السكينة وعدم الاضطراب عند البلايا والمصائب وعكس الصبر الجزع واليأس وهو أقصى ما يُعبَّر عن ضعف النفس أمام المشاكل والمصاعب، والصبر من المراتب الرفيعة التي تنضوي تحتها أكثر الأخلاق الفاضلة، وقد تحدث القرآن الكريم عن الصبر والصابرين في كثير من المواضيع وأثبت صفاتهم، وبشَّرهم أن الله سيوفيهم أجورهم فيها: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ .

والله قد وعد في كتابه الصابرين بأنه معهم فقال:  ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ . إذا نستنتج أن الصبر من الصفات التي ترفع الإنسان درجات وتجعله في مصاف المكرمين لما لهم من الأجر والثواب فيكو الله معهم ويعطون بلا حساب، فالصبر هو كنز من الكنوز التي على الإنسان التي يمتلكها لحين الشدة وعند البلاء فتكون عوناً له، وعند ابتلاء الناس بالمصائب إن صبروا فتصبح عليهم نعمة لأنها توجههم نحو الباري عز وجل وتجعلهم قريبين منه فيتصلون به مباشرة، والصبر هو من الدعائم الأربع التي بُني عليها الإيمان كما قال سيد الموحدين عليه السلام وهي اليقين والصبر والجهاد والعدل.

فالإنسان المؤمن هو الذي يتمتع بصفة الصبر فلا يجزع عند البلاء ولا يطلق العنان لنفسه بالهوى فيسترسل في رفع الصوت وضرب الخدود وشق الجيوب و... الخ من عدم ضبط النفس عند المُصاب وتحصيل الصبر يكون بمراعاة أمور منها: التأمل والتفكر في الآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضيلة الابتلاء في الدنيا وهي كثيرة حيث يرتفع الصابر درجة وتمحى عنه سيئة.
وأيضاً أن يتذكر أن وقت المصيبة قصير وقليل وسيرفع عنه بأسرع وقت وأن ينظر إلى من جزع ماذا استفاد هل رُفع الغم والهم عنه عند الجزع أم أنه ازداد ظلمانية.

وأيضاً بالنظر إلى مصائب الغير التي هي أعظم وأكبر فتهون مصيبته وأن يعلم أن البلاء دليل الفضل، وكلما كان الإنسان مقرباً من الله كثر بلاؤه حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كرم عبد على الله إلا ازداد عليه البلاء".
وأن يتذكر أن المصيبة قد أتت من الله وهو لا يريد إلا صلاحه والخير له وهناك كثير من الأمور التي يمكن أن تخفف عنه المصائب وتجعله من الصابرين فيكون ممَّن يحبهم الله تعالى ويقربهم منه ويجعلهم معه حيث قال في كتابه العزيز: (وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين).

ولا ننسى أن نذكر أن الصبر هو الرضا بقضاء الله والاطمئنان لما آل إليه حله من مصائب، أمَّا احتراق القلب وانسكاب الدموع هو من المقتضيات البشرية للعبد وأنه يخرج العبد عن حدّ الصبر كالمريض الذي يصبر على القضاء إلاَّ أنه ما زال يتألم ويتأثر بألمه فالمهم هو الصبر على المصاب وعدم الجزع والهلع اللذين يسببان الهلاك لصاحبهما وربما يخرجانه عن إيمانه فيطغى ويكفر.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع