مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: نصف ساعة(*)


نهى عبد الله


عبثاً حاولا أن يجدا قاربهما بعدما قلبته تلك العاصفة التي هبّت فجأةً. كانا صديقَين يتقنان الصيد والسباحة، لكنّ ذلك لم ينفعهما لبلوغ الشاطئ. وبحلول الظلام، تضاءل أملهما بذلك، وبدءا يشعران بحركة غريبة تحت الماء. اتّسعت حدقتا عينَي أحدهما حين أدرك، أنّ الحركة الغريبة تعني وصول مجموعة من أسماك القرش الجائعة، فالمنطقة التي يصطادان بها مليئة بالأسماك الصغيرة، وهي طعام مثاليّ للأسماك الكبيرة. حينها، سيطر الذعر عليه، فجذبه صديقه بهدوء، وقال له: "انظر السماء، صحيحٌ أنّ مركبنا تحطّم، لكنّنا ماهران بالسباحة، ومزوّدان بسترتَي نجاة، وصحيحٌ أنّنا محاطان بأسماك القرش، لكنّنا على دراية بالتعامل معها، وصحيحٌ أنّ اللّيل حلّ، لكن هذا موعد وصولنا، فسيبحث الأصدقاء عنّا، كلّ ما نحتاج إليه هو الصمود والهدوء". نجحت هذه الكلمات في تهدئة صديقه، حتّى شعر بسمكة تحوم حول قدَميه، فعاد الذعر ليسيطر عليه، نهره صديقه: "هذه الأسماك لا تبدو كبيرة، والنجدة في طريقها إلينا، انظر إلى السماء، إنّ الله يرى حالنا ويسمعنا".

تحوّلت حال الخائف إلى غضب ويأس، وصاح: "هل جرّبتَ أن تصبح وجبةً لسمكة قرش؟ هل جرّبتَ أسنانها؟ أمضينا 15 ساعة على هذه الحالة البائسة، نصارع الرعب، ولم ينقذنا أحد في النهار، فكيف سيجدوننا بين هذا الظلام كلّه؟! لن أكون وجبة لأيّ سمكة". حلّ سترة نجاته، واختفى في الماء...

يقول الصديق الآخر خلال مقابلة توثّق قصّة نجاته: "بعد غرق صديقي عمداً بنصف ساعة فقط، لمحتُ ضوء قارب إنقاذ يقترب، فنفختُ في صافرة السترة؛ ليلاحظوا وجودي في العتمة. بعد يومين وجدوا جثّته، والمدهش أنّ أسماك القرش لم تقترب منه. نصف ساعة فقط من الأمل بالله، كانت تكفي لنجاتنا معاً".


(*) حادثة حقيقيّة لصيّادَين أستراليّين، 1985م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع