الشاعر خليل عجمي
عيدَ الغدير حَماكَ الله يا عيدُ | يا مَن بكفّك سيفُ الحق مولودُ |
في كلّ عامٍ بهذا اليوم موعدنا | وفي لقائك تعتزُّ المواعيدُ |
مِن ألفِ عامٍ ونصفٍ لا تزال لنا | نوراً تُضاءُ به أيامنا السودُ |
ويشهدُ الله ما فارقتنا أبداً | فأنت في القلب والشريان موجودُ |
فماؤك العذب يا عيدَ الغدير بهِ | توضّأ الحق فاخضَرّت بكَ البيدُ |
لمّا بدا الحق في عينيك مُبتسماً | ولاحَ منكَ لدى التبليغ تمهيدُ |
نادى مُحمّدَ جبريلٌ وقال له: | بلِّغْ فإنّ كلام الله تأكيدُ |
ما إنْ أشار رسول الله نحو علي | بطرْفهِ هزّتِ الدنيا الزغاريدُ |
عيدَ الغدير بك الإسلام مفتخرٌ | وأنتَ بالشيعةِ الأبطال محسودُ |
في يوم ذكراك صوت الحق مرتفعٌ | يصونه من رسول الله تأييدُ |
أقبلْ فأنتَ لهذا الشعب فرحتُهُ | وتحتَ وطأتِكَ الديجور موؤودُ |
ما أنزل الله في القرآن من مُثُلٍ | إلّا وفيها الفتى الكرّار مقصُودُ |
وكلُّ ما تحتوي الآيات من عِبَرٍ | فيها لبيت رسول الله تمجيدُ |
بيتُ النبوّة للأجيال جامعةٌ | في كل يومٍ بها للعلم تجديدُ |
بيت النبوة في الآفاق كوكبةٌ | بفضلها ربُّ هذا الكون معبودُ |
عيد الغدير بك الأيام زاهيةٌ | لا يعتريها من الأعداء تهديدُ |
في يوم ذكراك قد صلَّت ملائكةٌ | على ضفافك والشيطان مطرودُ |
هذا محمد والكرار قد وقفا | والناس حولهما همسٌ وتنهيدُ |
كفُّ النبيِّ بكفِّ المرتضى التحمتْ | ووحيُ ربّك بالكفّينِ معقودُ |
ألقى النبيُّ أمامَ الناس خُطبتَه | وطرْفهُ للفتى الكرَّار مشدودُ |
وقال يا قوم هذا يوم عزّتكم | يومٌ بنُصرته الإسلام موعودُ |
مَنْ كنتُ مولاهُ في الدنيا فإنَّ علي | مولاهُ واليوم هذا عندكم عيدُ |
وراح يرفل بين الناس مبتسماً | وكفّهُ نحو بابِ العرش ممدودُ |
وخاطب الناسَ والتاريخ في لُغةٍ | ما زال منها بثغر الدهر ترديدُ |
هذا عليٌّ وليُّ الله حُجّتهُ | كلامُ عبدٍ بهِ قد جاء معبودُ |
هذا عليٌّ بأمر الله طاعتهُ | وكل أمرٍ لغير الله مردودُ |
باب الولاية مفتوح لحيدرةٍ | وكل بابٍ لغير الله موصودُ |
بخٍ بخٍ يا عليٌّ إنه نبأٌ | من السماء بوحي الله مسنودُ |
أنت الإمام الذي لولا مُهنّدُهُ | ما ظلَّ في الأرض إيمانٌ وتوحيدُ |
يا عيدُ ما لكَ في الأعياد من شبَهٍ | أنتَ المكارم والأخلاق والجودُ |
أنت الذي قد جعلتَ الحق رائدنا | أنت الوقار الذي يرقى به الصِّيدُ |
سقتْ يداك حقولَ المجدِ عِتْرتَهمْ | فأزهرَ الحقّ واخضرَّتْ به العودُ |
ورحتَ تزرع وجهَ الشمس نورَ هدىً | حتى تدلَّت على الدنيا العناقيد |
يا آيةَ الثقلينِ الأعظمينِ نعمْ | لولاك ما كان للقرآن تجويدُ |
يا بهجة الكون ما أحلاك مؤتلقاً | والكون يضحكُ والدنيا أناشيدُ |
هذا لقاؤك أفراحٌ وزغردةٌ | ومهرجانك أعراسٌ وتغريدُ |
وللإمام عليٍّ في ولايتهِ | رجالُ صدقٍ إذا يوم الفِدا نُودوا |
هذا عليٌّ أمير المؤمنين فلا | نرضى سواهُ وربّ الكون موجودُ |