أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

قضايا معاصرة: مناهضة الغزو الثقافي

 


اشتد الحديث في الآونة الأخيرة عن الغزو الثقافي، وتعددت الآراء فيه وتشعبت، فمن قائل إنه لا يتعدى تفاعلاً وتواصلاً ثقافياً الذي هو سمة ملازمة للحياة الإنسانية على مر العصور إلى قائلٍ بأنه حالة عالمية تضيق على الإنسان وتحاصره عبر تقييد حدود الاختيار والحوار من خلال أدوات الأعلام الحديثة التي تمارس دوراً هائلاً في التأثير على اختيارات الناس وأذواقهم.

النقاش استمر إلى حدّ أصبح فيه جدلاً محتدماً يخفت حيناً وتعلو نبرته أحياناً، غير أنه مهما يكن هنالك من أمر فإننا نعتبر التفوق المادي والتقني إثر الثورة الصناعية أدى إلى اعتبار هذه الدول بأن أنموذجها الحضاري يمثل الأنموذج المطلق الذي يقاس عليه مدى تحضر وتخلف الغير تبعاً لمدى التماهي مع قيمه.

وهنا يهمنا أن نوضح بأن الثقافة بمعناها الواسع والشامل تعني التكوين الفكري والروحي والنفسي للشعب وسلوكه وتقاليده وطراز حياته وكل ما يكون التراث وهذا كله يدخل ضمن ما يسمى بالشخصية الثقافية، ولكل شعب متميز هوية ثقافية ذات أصالة، ومثل هذه الهوية عامل أساسي من عوامل بقاء ومقاومة الشعوب العريقة في ما يسمى صراع الحضارات، ويعبر عن الاعتزاز بالهوية والذات الثقافية عن الرغبة في احتفاظ المجتمع بمقوماته الأساسية، ونشير إلى أن الإيمان بالذات وبالثقافة والاعتزاز بها والرغبة في الاحتفاظ بمقوماته الأساسية لا يجب أن يعني بأي حالٍ من الأحوال الانطواء والعزلة بل على العكس من ذلك فإن احتفاظ الثقافات بأصالتها هو الذي يمكنها من التفاعل والتطور والنمو والحوار والتبادل مع الثقافات الأخرى بما لا يتنافى مع المبادئ الأساسية التي تصون الهوية الثقافية وتعزز الاستقلال والسيادة الوطنية.
ولا شك في أن أمتنا الإسلامية تواجه اليوم أعتى هجمة ثقافية تهدف إلى سلخ المسلمين عن إسلامهم وطمس هويتهم الثقافية عبر إفراغها من مضمونها وفرض الغربة عن مبادئ الدين الحنيف، وذلك عبر تهديد برامج التربية والثقافة ومسخ كتب التاريخ والجغرافيا وحتى محاولة تحييد بعض الآيات القرآنية التي تبين حقيقة اليهود عن وسائل الأعلام كما طلبت الحكومة الصهيونية من مصر، إلى ذلك الكثير من نشر أفكار الانحلال والاستسلام وإشاعة الأنماط الاستهلاكية الهدامة في مجتمعاتنا الإسلامية.
الثقافة الإسلامية الثابتة على مبادئها هي السد المنيع الذي تتكسر على أعتابه كل حملات الغزو الثقافي الذي يستهدف حضارتنا وتراثنا ومفاهيمنا.

وعلى المثقفين الأصيلين الرافضين للتطبيع والمناهضين للغزو الثقافي الأميركي الصهيوني يقع عبء شرح مبادئ ثقافتنا الإسلامية للأجيال وإفهام أبعاد المؤامرات التي تحيكها دوائر الاستكبار العالمي على شعوبنا الإسلامية.
وهنا يكمن دور المثقف في التعبئة ومقاومة التطبيع وتنوير الأجيال وتحصين ساحاتهم النفسية من الاختراق الثقافي الذي يبشّر بالواقعية والانهزامية ليصبح الاستسلام سمة شعوبنا الأساسية إن على المستوى الفردي (انحلال. تهتك. وغربة عن الإسلام) وإن على المستوى المجتمعي (انهزام. استسلام. تطبيع...).
على جبهتنا المتكونة من محوري (الثقافة. المثقف) ننافح عن أمتنا وشعبنا ونردأ الأخطار المحدقة بنا وبذاتنا وبثوابتنا النبيلة وقيمنا العظيمة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع