مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: حاجة الأطفال للمطالعة بين الواقع والطموح

 


تناولت دراستنا، والتي حملت عنوان: "حاجة الأطفال للمطالعة بين الواقع والطموح" عيّنة عشوائية من طلاب المدارس توزعت على خمس مدارس في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية، كما تنوعت هذه المدارس بين الرسمية والخاصة وتنوعت المراحل الدراسية أيضاً بين الابتدائية والمتوسطة.

وطالما أن الأطفال هم محور هذا البحث، قمنا باستفتائهم حول مطالعاتهم من ناحية الكم والمواضيع وغير ذلك مما يندرج تحت عنوان المطالعة وذلك وفق دراسة مسبقة وضعت خلالها الأسئلة اللازمة واختيرت العينات المتنوعة.

نضع هذه الدراسة ونتائجها بين أيديكم، علها تكون نافذة على الواقع الحقيقي للطفل في واقعنا المُعاش فتكون حافزاً لرفع الحرمان الثقافي بشكل أساسي، عن أطفالنا.

وقد جاءت نتائج هذه الدراسة كالتالي:
حوالي 75% من أطفال هذه العينة تتمحور اهتماماتهم خلال العطلة الصيفية حول الثقافة، فتتراوح بين قراءة القصص وهي أكبر الاهتمامات، ثم الدورات الثقافية وحل دفاتر العطلة الصيفية، أما 25% من الأطفال فتتمحور اهتماماتهم حول اللعب.
كما تبين الدراسة أن 35% من الأطفال يقضون أوقات فراغهم بقراءة المجلات و65% تتوزع اهتماماتهم خلال أوقات الفراغ بين مشاهدة التلفاز واللعب والنزهات ومراجعة الدروس تدريجياً.
كما تبين أن 80% من أطفال هذه العينة يخصصون وقتاً للمطالعة، و40% من الأطفال يفضلون قراءة القصة على سماعها أو مشاهدة الرسومات وكتابة القصة. كما أن الأكبر من هؤلاء يفضلون قراءة المجلات بكل ما تتضمنه يليها بالترتيب القصة الطويلة، الكتاب والقصة القصيرة، و75% من أطفال هذه العينة يفضلون قراءة القصص المصورة على سواها من غير المصورة أو التسالي في المجلات.
50% من هؤلاء الأطفال يفضلون المواضيع الدينية على سواها من الخيالية والعلمية.
60% من أطفال هذه العينة يفضلون الدروس على المطالعة.
40% يفضلون المطالعة على الدرس.
أكثر من 75% لا يُلزَمون بالمطالعة من قبل الأهل.
أما فيما يخص الكتاب كهدية، فقد تبين أن 45% من هؤلاء الأطفال يفضلون الكتاب كهدية على سواه من الألعاب والنقود والحلوى.
وفيما يخص مضمون المجلات، فإن ما يجذب الطفل لقراءة مجلة ما على صعيد هذه العينة، هو الصور والألوان ثم الموضوعات وذلك بنفس مستوى الاهتمام أي حوالي 75% من هؤلاء الأطفال أشاروا إلى هذين العنصرين من المجلة وإن كان عنصر الأولوان والصور ينال الاهتمام الأكثر وذلك بشيء بسيط.
كما تبين أن معظم مطالعات الأطفال هي مطالعات إلزامية من خلال المناهج المدرسية.
90% من الأطفال هنا، مستعدون أن يقصدوا المكتبات العامة للمطالعة. كما تبين أن معظم الأطفال الذين يطالعون أو لديهم اهتمامات في هذا المجال، لديهم مكتبة في منزلهم أو أن هناك اهتماماً من قبل الأب بالدرجة الأولى وذلك عبر إحضاره المجلات إلى المنزل وفي الدرجة الثانية تأتي الأم بفارق بسيط عن الأب.

أخيراً، إذا استقرأنا هذه النتائج نخلص إلى الأمور التالية:
أولاً: إن حب المطالعة موجود عند الأطفال، بيد أن ما يمنعه من التطور والظهور هو عدم التشجيع من قبل الأهل والمحيط بشكل خاص، وبالتحديد عدم وجود مكتبات عامة تعنى بمنشورات الأطفال التي تغذي عقول هذه الشريحة من الناس عبر وضع الكتاب بمتناول يدي الطفل.

ثانياً: إن ما يشجع الطفل على المطالعة هو المادة المطروحة أمامه ومدى جاذبيتها بالنسبة له، والجاذبية بالنسبة لهذه الشريحة تتركز على تنوع الموضوعات، الأمر الذي نجده في المجلة على عكس القصص الطويلة أو الكتب ذات الموضوع الواحد.

ثالثاً: كذلك فإن البيئة المنزلية، فيما يخص الأب والأم اللذين لهما الدور الأساس في توجيه الطفل إلى المطالعة وذلك عبر الاهتمام باقتناء الكتب وإيجاد مكتبة في المنزل واستعمال الكتاب الموجود فيها أمام الطفل حتى يصبح المنظر مألوفاً لديه، ولا يخفى دور الأهل في توجيه الطفل إلى الموضوعات التي تؤسس لديه فكراً سليماً بعيداً عن الانحراف السائد في مجتمعنا.

رابعاً: دور المدرسة في تنمية هذا الجانب الفكري، من شخصية الطفل يتجلى باختيار المادة ذات الموضوع الهادف وعدم التركيز فقط على الأسلوب الأدبي وحسب، لأن معظم مطالعات الأطفال هي مدرسية.

نأمل أن نكون جميعاً من الساعين لرفع الحرمان الثقافي عن أطفالنا، ذلك أن الأبحاث الكثيرة أثبتت أن حرمان العقل والروح من مصادر إنعاشها وسمّوها أسوأ أثراً في الإنسان من الحرمان المادي (المال والطعام).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع