بقلم: الشيخ حسن حمادة (*)
ليس أدل من بيان الخامس عشر من رجب للعام ألف وأربعمئة وتسعة للهجرة الذي كان الإمام الخميني سلام الله عليه قد وجهه إلى العلماء الأعلام والمراجع العظام والأساتذة والطلبة في الحوزات العلمية، على خطر شريحة العلماء - إيجاباً أو سلباً - ومدى تأثر الإمام البالغ بها في حديها النوراني والظلماني، إلى درجة أضحت معها هذه الحالة ظاهرة اجتماعية فريدة وعجيبة تستحق التأمل والدراسة والاستنتاج، وعد البيان من أهم البيانات التي كتبها الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه، ويكفي في استظهار أهمية البيان وبالتالي المخاطبين به معرفة النقاط التالية:
أولاً: التوقيت، وكان صدوره قبل ثلاثة أشهر من رحلة الإمام (قدس سره الشريف) حيث كان الإمام أشبه بالمعتكف إلا عن متابعة المسائل الحساسة والملحة، بل وكان منقطعاً بالكامل عن ملاقاة أفراد شعبه الذي أحبه حتى العشق بعد أن أراق ماء وجهه الشريف أمامهم - بالموافقة على القرار 598 - وذلك عملاً بالتكليف الإلهي.
ثانياً: الظروف الدقيقة في إيران الإسلام والتي كان أكثرَها حراجة قرارات الإمام، الأول الموافقة على القرار الدولي 598 وما صاحب تلك الموافقة من تفسيرات خاطئة في الداخل والخارج، والثاني قرار عزل الخليفة المحتمل الشيخ منتظري والذي عنى شغور موقع النيابة ومواجهة المجهول.
ثالثاً: المضمون حيث عالج الإمام أهم القضايا السياسية والإستراتيجية كالحرب ونتائجها، وضوابط السياسة الخارجية، والعلاقة مع الغرب (ملف سلمان رشدي) ووحدة العلماء المجاهدين في مقابل الانتهازيين، ومن جهة المضمون يعتبر البيان بحق جزءاً متمماً للوصية السياسية الخالدة.
رابعاً: الترقب للبيان والذي يعطيه أهمية خاصة حيث كانت الأمة الإسلامية جمعاء والعالم بأسره، الصديق والعدو، ينتظرون كلمة أو موقفاً أو بياناً من الإمام لتلمس معالم المرحلة الجديدة واستكشاف آفاق المستقبل، واللافت أن هذا الموقف المترقب الذي كانت تنتظره الأمة بأسرها جاء على شكل بيان موجه إلى شريحة من شرائح الأمة هم العلماء المجاهدون، إلا أن مضمون البيان لم يقتصر عليهم بل جاء شاملاً وعاماً ومجيباً عن تساؤلات الجميع، ولعل السر في ذلك أن العلماء هم الأقدر على تفهم إشارات الإمام العميقة والدقيقة في ذلك الجو الحساس والحرج وبالتالي هم الأقدر على التبليغ والتوضيح للناس في الحاضر والمستقبل عندما تدعو الحاجة، إضافة إلى وجود العلماء الثوريين في عمق الأحداث التي عناها الإمام وهم المعنيون عنها بالدرجة الأولى.
ومما تقدم يعلم أهمية وخطر الشريحة المخاطبة وهم العلماء وعلى هذا الأساس كان اختياري للبيان نقرأ فيه معاً علاقة ونظرة الإمام (قدس سره الشريف) إلى العلماء:
* العلماء الشهداء:
بداية لم يخفِ الإمام مشاعره العميقة وحبه الكبير للعلماء الشهداء الذين تشظوا في الجبهات دفاعاً عن الإسلام "فخطوا رسائلهم العلمية والعملية بدم الشهادة ومداد الدم" فاستحقوا أن يستمطر الإمام عليهم وعلى أرواحهم صلوات الله وسلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأن يلحظ فيهم الصفات والمناقب التالية:
- أنهم حملة أمانة الوحي والرسالة.
- أنهم حملة أركان عظماء الإسلام ومجده.
- أنهم النبراس المبدد لظلمات ليل الأمة.
- أنهم الذين خنقوا الأماني الدنيوية بحبل حقائق العلم.
- أنهم كشفوا حقيقة الفقه والتفقه.
- أنهم طلائع التضحية.
- أنهم دعاة الناس إلى الحق وإلى طريق الجهاد الدامي.
- أنهم طلاب الشهادة.
- أنهم حضار محافل ذكر العارفين والعاشقين.
- أنهم صادقو الحديث واللهجة.
ولم يخف إمام العاشقين تحرقه لعدم نيله ما نالوا من شهادة حمراء "فليس جميع المشتاقين المريدين يصلون إلى منيتهم (الشهادة)".
* علماء السلف الصالح:
وبعدما رسم الإمام أجمل صور العشق الإلهي في محراب شهادة أحبّته من العلماء الشهداء الذين ارتفع منهم الآلاف في جبهات الحرب المفروضة والظالمة، يحلو للإمام أن يتحدث عن حصون الإسلام "من العلماء العظام الذين جاهدوا طوال حياتهم من أجل تبليغ وترويج قضايا وأحكام الحلال والحرام" ذاكراً لهؤلاء الصلحاء مناقبهم الطيبة ومنها:
1 - حفظ وجمع العلوم القرآنية وآثار الرسول الأعظم وأحاديثه وسنة المعصومين عليهم السلام بعيداً عن التحريف المقصود وغير المقصود!!؟
أ - التحريف المقصود وهو فعل السلاطين الظلمة الذين جندوا إمكاناتهم كافة لمحو آثار ومعالم الرسالة الحقة، وقد تصدى أولئك الأفذاذ "لمهمة تدوين وتنظيم وتبويب وتنقيح وتحقيق تلك العلوم... ولم تكن مهمة يسيرة... ولولاهم يعلم الله أية علوم محرفة كانت ستقدم لعامة الناس على أنها علوم القرآن والإسلام وأهل بيت النبوة عليهم السلام".
ب - التحريف غير المقصود وهو تدخل وتصرف العلماء في نقل ورواية وتأويل الأحاديث إذ قد "سعى علماء الإسلام العظام جاهدين طوال حياتهم من أجل ترويج أحكام الحلال والحرام الإلهية دون تدخل ولا تصرف". كما يشمل التحريف غير المقصود استنباط الأحكام الشرعية من قبل مجتهد لا يملك الاجتهاد الصحيح فيقيس الدين برأيه، فعدم التدخل وعدم التصرف بل بذل الوسع والجهد لمعرفة رأي الشرع والحكم الإلهي لا رأي المجتهد الخاص هو سر عظمة علماء السلف الصالح. "نعم لم تكن هذه المهمة يسيرة... ولكنا بحمد الله نشهد اليوم ثمار تلك الجهود المضنية متجلية في الكتب والمصنفات المباركة".
2 - دقة وخلوص المنهج الاجتهادي والبحثي "فلا أظن أن هناك منهجية للبحث في العلوم الإسلامية - بصورة معمقة شاملة - أنسب من طريقة السلف الصالح".
3 - الدفاع عن قضايا المستضعفين وتقديم الروح في سبيلها "فلقرون متمادية كان علماء الإسلام المجاهدون هم سند المحرومين... وقد تحملوا في كل عصر أشكال الأذى والمرارة دفاعاً عن المقدسات الدينية والوطنية... وقدموا شهداء عظاماً قرابين للحضرة القدسية".
4 - قيادة الثورات والانتفاضات "ففي كل انتفاضة وثورة إلهية وجماهيرية كان علماء الإسلام هم الطليعة التي بادرت لترسم على جبينها خطوط الدماء والشهادة... وفي أي منها لم يكن علماء الإسلام هم الذين اعتلوا مشانقها واستعدت أجسادهم الطاهرة للشهادة في ساحات الوقائع الدامية".
5 - عدم الرضوخ لعبدة المال ف"لم يحدث أبداً أن خضع علماء الإسلام الأتقياء للرأسماليين وعبدة المال الإقطاعيين بل أنهم احتفظوا لأنفسهم بشرف هذا الموقف على الدوام".
6 - العيش بفقر وقناعة لكن بعزة وعظمة "كسبوا العلوم الدينية بالزهد والتقوى ومجاهدة النفس ورياضتها وبعد وصولهم إلى الدرجات العلمية والمعنوية السامية واصلوا نفس المسلكية، فحياتهم حياة الزهد والفقر والفاقة والإعراض عن التعلق بالدنيا وزخارفها، فلم تستذلهم أبداً منة الآخرين".
7 - الحذر الشديد من الثقافة الغربية ف"إن معارضة علماء الإسلام لبعض مظاهر المدنية في السابق ما كانت إلا بدافع الخشية من التسلل الأجنبي وإدراكهم لمخاطر الثقافة الأجنبية لا سيما الثقافة الغربية المبتذلة... فعلماء الإسلام الأتقياء أصبحوا لا يثقون بأي شيء غربي بعد ما شاهدوه من كذب ناهبي العالم".
ارتباط الجماهير بهم وحبها لهم إذ أن "الذي كتب لعلماء الإسلام الحياة والنفوذ والحب في القلوب هي خصال العظمة التي تحلوا بها كالقناعة والشجاعة والصبر والزهد وطلب العلم وعدم الارتباط بقوى السلطة والأهم من كل ذلك هو الشعور بالمسؤولية تجاه الجماهير".
بعد هذا البيان العذب والرائع والدقيق لخصائص ومناقب السلف الصالح من العلماء حيث يرى الإمام ضرورة توفر ذلك في كل جيل علمائي من الخلف ليكون خير صلة يحفظ القيمة القصوى للخط ويكفل سعادة الدارين، يلتفت الإمام في بيانه إلى الجانب المظلم والأسود في شريحة العلماء، هذا الجانب المفروض عليها فرضاً والمسبب للقروح التي لا شفاء منها، ويحذر الإمام وينبه إلى خطر وجود مجموعات وأفراد غير قليلين يشكلون تهديداً عظيماً للإسلام والروحانية ويرى أنهم ينقسمون إلى أقسام ثلاثة:
1 - (العلماء) العملاء وهم النفوذيون الذين اخترق بهم أعداء الإسلام الحوزات منذ زمن بعيد ولا يزال ضمن تركيز خاص في زمن الثورة والإسلام الأصيل وهؤلاء على نحوين:
أ - عميل مهمته أن يدرس في الحوزة لسنوات قليلة ويلبس الزي والعمامة ويشرع بارتكاب المحرمات أو المكروهات أو بعض المباحات غير المقبولة من الروحاني بهدف تشويه السمعة العطرة للروحانية وتضعيف العلاقة بين الجماهير المحبة والروحاني.
ب - عميل مهمته أن يدرس في الحوزة لسنوات طوال قد تصل إلى العشرات من السنين وأن يحصل درجة الاجتهاد - ولو صورة لأن الاجتهاد الحقيقي نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده المخلصين - ليتحول بذلك إلى عالم معروف ومرموق له اتباع ومريدون وبعد ذلك يبدأ بحرف أفكار مريديه وعموم الناس سواء في عقيدتهم أو فقههم أو ثقافتهم أو في الأمور والمواقف السياسية وما شابه، وخطر هذا العميل أكبر وأعظم وأخفى.
2 - (العلماء) المتحجرون وهم يتحجرون في فكرهم وتصرفاتهم بسبب الأفق الضيق والفهم الخاطئء للإسلام وهم لا يقبلون نقاشاً حول أفكارهم وينغلقون على أنفسهم ولا يفقهون روح الإسلام والشريعة فيفقدون البوصلة ويجمدون على الظاهر والقشر.
3 - (العلماء) المتقدسون وهم أدعياء القداسة، لا ينتج عنهم عمل مفيد ولا يتدخلون في أي شأن من شؤون الأمة ويحصرون دورهم في المساجد ومجالس الدعاء ويظهرون بمظهر النسّاك.
ورغم وجود الفارق في المنطلقات والنوايا بين الأقسام الثلاثة إلا أنه وعلى مستوى النتيجة هم متشابهون في توجيه الضربات إلى الإسلام والمجتمعات الإسلامية ولعل الضربات الأكثر إيلاماً وجهت من قبل المتحجرين دون القسمين الآخرين "إن ما قطعته هذه الفئة المتحجرة من أنياط قلب أبيكم الشيخ العجوز لم تستطع أبداً أن تقطعه كل ضغوط الآخرين" "وما هو بالضئيل خطرُ التحجر والحمقى المتظاهرين بالقدسية في الحوزات العلمية".
ويمكن تلخيص صفات وشعارات تلك الفئة الفاسدة من العلاء بالتالي:
* الصفات:
1 - الخمول والسكوت مقابل الظالمين وأعداء الإسلام لا سيما السلاطين والظلمة.
2 - النشاط والحيوية والعمل ضد الثورة والإسلام المحمدي الأصيل.
3 - المراءاة والمتاجرة بالدين.
4 - التلون والنفاق وتوجيه الضربات للجذور الدينية "ضربات توحي بأن لا شغل لهم غير توجيهها".
5 - طرح فكر وشعار فصل الدين عن السياسة "ومع الأسف فإن هذه الحربة قد فعلت فعلها لدى الحوزات وعلمائها ووصل الأمر إلى اعتبار التدخل في السياسة لا يناسب شأن الفقيه".
6 - عدم الوعي أو إظهار التحامق أو كلاهما كسباً لعطف الناس وكأن القداسة تساوي الجهل والحماقة "على حد زعم البعض فإن عالم الدين يكون جديراً بالاحترام والتكريم عندما يفيض بالحمق في التعامل مع الناس".
7 - عدم الجدوى من الحوار معهم أو النصيحة لهم.
8 - الخوف من السلطان الظالم وطاعته والدعوة إليه وتبرير ذلك بأنه شيعي أو مسلم تجب طاعته بصفته ظل الله على الأرض أو حامي الشيعة.
* الشعارات:
1 - استحالة مواجهة المدافع والدبابات باللحم والجلد.
2 - لسنا مأمورين بالجهاد والمواجهة.
3 - من يتحمل مسؤولية الدماء التي تراق اثناء الجهاد والدفاع.
4 - بطلان الحكومة التي تقام قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه المبارك وكل ذلك تحت ألف حجة وحجة وإن قلتَ قلتُ!!؟
* في مواجهة الآفة المدمرة:
إن اخطر الخطر هو ما يصعب دفعه ومن هذا القبيل خطر علماء السوء إذ يصعب مكافحته وتوقي خطره الداهم على الإسلام وعلى دنيا وآخرة الناس البسطاء والطيبين "ما الذي يجب عمله! الأمر صعب ولكن لا مناص يجب فعل شيء" ومما يجب فعله:
أولاً: حفظ الوحدة بين الثوريين من العلماء ويعد ذلك واجباً شرعياً إلهياً أولياً "إن الواجب الشرعي الإلهي الأول هو حفظ الوحدة والتلاحم بين الثوريين من علماء الإسلام وطلبة علومه، وبغياب ذلك فأمامهم ليلة مظلمة وقلق وأمواج مدمرة وأعاصير عاتية، وليس هناك من مبرر شرعي ولا عقلي يجيز اليوم أن تؤثر اختلافات الأمزجة على الإلفة والوحدة بين علماء الإسلام وطلبة علومه الرساليين".
ثانياً: التنسيق بين العلماء وطلبة العلوم المجاهدين، والتنسيق أمر لازم لمنع الاختراق والنفوذ كأفراد وثقافة وفكر وبالتالي منع وصول المتسللين إلى المواقع المؤثرة في الحوزات والمجتمعات الإسلامية، فعندما يكون الجسم العلمائي الثوري متماسكاً ومتلاقياً ومنسقاً بفضل أطره الخاصة من تجمعات وهيئات ولقاءات جادة وفعالة وشاملة يؤمن وحدة الشريحة الثورية وتعارفها، فينعزل أولئك المتسللون ويبقون أفراداً مشتتين لا قيمة ولا خطر كبير لهم بخلاف ما لو تشتت وضع الشريحة الثورية وانعدم التنسيق فيما بينها فسوف يتسلق بسرعة أولئك الزاحفون الانتهازيون مستفيدين من الوهن والضعف والتفرق. "إذا لم ينسق طلاب الحوزات ومدرسوها فيما بينهم فلا يمكن التنبؤ بهوية الجهة التي سيحالفها النجاح ولو فرضنا المحال وقلنا أن الحاكمية الفكرية ستصبح للمتلبسين بزي العلماء والمتحجرين فماذا سيكون جواب العلماء الثوريين أمام الله تعالى وأمام الجماهير!!؟".
ثالثاً: عدم التأثر السلبي بسبب مواقف وتصرفات أصحاب السهام المسمومة والرصاصات الماكرة والمتحجرة، والإصرار بالمقابل على المضي قدماً في طريق الجهاد - أصغره وأكبره -؛ فلا بد وأن يعد العلماء المجاهدون صدورهم لتلك الطعنات بكل تحمل وصبر وعناد وتصميم رغم أنها أشد إيلاماً بما لا يوصف من جراحات المدافع والقذائف والرصاص فأين رصاص الدم "من رصاص التعريض واللمز والنفاق فهي تحرق الأكباد والقلوب وتمزقها".
رابعاً: الإصرار على متابعة الأهداف المقدسة للإسلام والثورة ووضع الدم على الأكف في سبيل تحققها، وذلك على سبيل الهجوم المعاكس تجاه رأس الأفعى إذ أن هدف هؤلاء التعساء - خاسري الدنيا والآخرة - جر العلماء الثوريين إلى صراعات جانبية بعيداً عن منازلة أعداء الأمة الكبار "إسرائيل" وأميركا والكفر العالمي والذين هم أسياد وأولياء تلك الأفاعي الرقطاء "ولم تكن النصيحة مجدية في قبال ذلك ولا الكفاح السلبي ولا التبليغ ولم يكن هناك من سبيل سوى المقارعة والتضحية والفداء، وهذا هو ما هيّأ الله تعالى وسائله".
خامساً: ثقة العلماء الثوريين بأنفسهم وقدراتهم العلمية والفكرية والجهادية وعدم التأثر بمقولة أن غير الثوريين - المتفرغين للتحصيل بعيداً عن هموم الناس - يملكون عقلاً أو علماً أو تخطيطاً لا يملكه الثوريون "لماذا نتوهم أن العقل وحسن التدبير والتخطيط منحصر في الآخرين!! إنني أنبه الطلبة الأعزاء إلى ضرورة الحذر من إيحاءات المتظاهرين بالقدسية وعليهم أيضاً أن يعتبروا من التجربة المرة لحكم المتظاهرين بالثورية والتعقل الذين لم ينسجموا يوماً مع مبادئء وأهداف علماء الدين المجاهدين".
سادساً: الحضور الفكري والعملي الدائم في كل الساحات وعدم تخليتها للحظة واحدة "على العلماء أن يمسكوا دائماً بزمام حركة الفكر ويحيطوا باحتياجات المجتمع المستقبلية وأن يبقوا متقدمين دائماً عدة خطوات على الحوادث ليكونوا قادرين على اتخاذ ردود الفعل الصحيحة تجاهها" ولكي لا يسبقهم في ذلك غيرهم من المتربصين فيصل إلى موقع قيادة الجماهير زوراً والتأثير الكاذب على عواطفها وخطب ودها لمصالحه الهدامة.
سابعاً: أن يعي أفراد الأمة وعامة الشعب كيف يميزون بين علماء السوء وعلماء الإسلام المضحين لأجلهم وكيف يتعاملون بالتالي مع هؤلاء وأولئك وهذا الدور وإن كان من مهام المجتمع إلا أنه على العلماء المجاهدين توعية الناس تجاه هذا السلوك ليكفوا عن سلوك عدم التمييز الخاطئء.
* وصية الإمام الأخيرة حول الفرصة الأخيرة:
"إننا إذا لم نقم بخدمة النظام الإسلامي وإذا تجاهلنا التجاوب الجماهيري مع علماء الدين وهو تجاوب لم يشهد التاريخ له نظيراً فلن تكون لنا فرصة عمل أفضل من هذه".
ودعاء الإمام الأخير للعلماء، حصون الإسلام وفخره:
"اللهم ضاعف اقتدار علماء الإسلام... واحفظ الحوزات العلمية خنادق لحماية الإسلام الأصيل وفقهه، اللهم وارزق شهداءهم جوارك السرمدي... وضاعف فينا عشق كرامة خدمة دينك وعبادتك وخلّده في قلوبنا...".
(*) مسؤول الأنشطة الثقافية في حزب الله.