مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مصباح الولاية: في الرياء

 


الرياء كما يعرفه الإمام الخميني قدس سره هو عبارة عن إظهار وإبراز شيء من الأعمال الصالحة أو الصفات الحميدة أو العقائد الحقة الصحيحة، للناس لأجل الحصول على منزلة في قلوبهم والاشتهار بينهم بالصلاح والاستقامة والأمانة والتدين، بدون نية إلهية صحيحة.

وهذا الأمر يتحقّق في عدة مقامات أشدها عذاباً وأسوأها عاقبة، الرياء في أصول العقائد والمعارف الإلهية. فصاحب هذا العمل إذا كان في واقعه لا يعتقد بالأمر الذي يظهره، فهو من المنافقين، أي أنّه مخلّد في النار، وأنّ هلاكه أبديّ، وعذابه أشد العذاب. وأما إذا كان معتقداً بما يظهر، لكنّه يظهره من أجل الحصول على المنزلة والرتبة في قلوب الناس، فهذا الشخص، وإن لم يكن منافقاً إلاّ أنّ رياءه يؤدي إلى اضمحلال نور الإيمان في قلبه، ودخول ظلمة الكفر إلى قلبه، فإنّ هذا الشخص يكون مشركاً، ولكن في الخفاء، لأنّ المعارف الإلهية والعقائد الحقّة التي يجب أن تكون خالصة لله، ولصاحب تلك الذات المقدسة قد حوّلها – المرائي – إلى الناس، وأشرك فيها غيره، وجعل الشيطان متصرفاً فيه، وعلى ذلك فهذا القلب ليس لله، لأنّ الإيمان من الأعمال القلبية، وليس هو مجرد علم، وقد جاء في الحديث الشريف: "كل رياءٍ شركٌ".

وهذه الفجيعة الموبقة، والسريرة المظلمة والملكة الخبيثة، تؤدي بالإنسان في النهاية إلى أن تصبح دار قلبه مختصة بغير الله وتؤدي ظلمة هذه الرذيلة بالإنسان تدريجياً إلى الخروج من هذه الدنيا بدون إيمان.

هذا الإيمان الخيالي الذي يمتلكه المرائي هو صورة بلا معنى، وجسد بلا روح، وقشرٌ بلا لب ولا يكون مقبولاً عند الله تعالى، كما أشير إليه في حديث مذكور في كتاب الكافي، عن علي بن سالم، قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله عزّ وجلّ: أنا خيرُ شريكٍ مَنْ أشرك معي غيري في عملٍ عمِلَهُ لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً" وبديهي أن الأعمال القلبية في حال عدم خلوصها لا تصبح مورداً لتوجه الحق تعالى ولا يتقبلها بل يوكلها إلى الشريك الآخر، الذي كان يعمل له ذلك الشخص مراءاةً. إذاً فالأعمال القلبية تصبح مختصة بذلك الشخص، وتخرج من حدّ الشرك، وتدخل إلى الكفر المحض. بل ويمكن القول إنّ هذا الشخص هو من جملة المنافقين. وكما أنّ شركه خفي فنفاقه خفي أيضاً فهذا المسكين يتصوّر أنّه مؤمن ولكنه مشرك منذ البداية وفي النتيجة هو منافق، وعليه أن يذوق عذاب المنافقين، وويل للذي ينتهي عمله إلى نفاق.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع