مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مشكاة الوحي: في التقوى

 


قال الله تعالى:  ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾.

التقوى تعني في العرف وفي اصطلاح الأحاديث "وقاية النفس من عصيان أوامر الله ونواهيه وما يمنع رضاه وكثيراً ما عرفت بأنّها حفظ النفس حفظاً تاماً من الوقوع في المحظورات بترك الشبهات" فقد قيل: "ومن أخذ بالشبهات وقع في المحرمات وهلك من حيث لا يعلم".

فكما أنّ المريض الطالب لصحته يجب عليه اجتناب كلّ ما يضره، ويزيد من مرضه لكي يتماثل إلى الشفاء كذلك طالب الكمال يجب عليه اجتناب كلّ ما هو منافٍ للكمال، وعن كل مانع من وصوله إليه لئلا يشغله عن سلوكه طريق الحق "من يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".
لا بدّ أن نعرف أنّ التقوى، وإن لم تكن من مدارج الكمال والمقامات، ولكنّه لا يمكن بدونها بلوغ أي مقام وذلك لأنّ النفس ما دامت ملوثة بالمحرمات، فلا تكون داخلة في الإنسانية، ولا سالكة طريقها، وما دامت تميل إلى المشتهيات واللذائذ النفسية وتستطيب حلاوتها، فلن تصل إلى أول مقامات الكمال الإنساني. ذلك أن للنفس الإنسانية صحةً ومرضاً كما للجسد صحةً ومرضاً وعلاجاً ومعالجاً.
غير أنّ صحة النفس وسلامتها عبارة عن الاعتدال في طريق الإنسانية، ومرضها وسقمها هو الاعوجاج والانحراف عن طريق الإنسانية وإنّ الأمراض النفسية أشدّ فتكاً بآلاف المرات من الأمراض الجسمية. وذلك لأنّ هذه الأمراض إنّما تصل إلى غايتها بحلول الموت. فما أن يحل الموت وتفارق الروح البدن، حتّى تزول جميع الأمراض الجسمية والاختلالات المادية، ولا يبقى أثر للآلام أو الأسقام في الجسد ولكنّه إذا ذاق أمراضاً روحية وأسقاماً نفسية – لا سمح الله – فإنّه ما إن تفارق الروح البدن، وتتوجه إلى ملكوتها الخاص، حتّى تظهر آلامها وأسقامها.

لذا فإنّ الإنسان الراغب في صحة النفس، والمترفق بحاله، إذا تنبه إلى أنّ وسيلة الخلاص من العذاب تنحصر في أمرين: الأول: الاتيان بما يصلح النفس ويجعلها سليمة والآخر هو الامتناع عن كلّ ما يضرها ويؤلمها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع