إن بعثة النبي الأكرم تعتبر حركة عظيمة في تاريخ البشرية، عبر إنقاذها للإنسان وتهذيب النفس والروح وأخلاق البشرية، وكذلك عبر مواجهتها للمشاكل والصعوبات التي كانت تواجه البشرية في كل الأدوار ولا تزال، إن جميع الأديان في مواجهة مستمرة مع الشر والفساد من أجل إ يجاد سبيل وصراط مستقيم نحو الأهداف السامية، إلا أن الدين الإسلامي فضلاً عن هذا يمتاز بخصوصية هي أنه يعتبر علاجاً نافعاً لجميع العصور. وعندما نطالع في القرآن الكريم ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين﴾ٍ نجد أن هذا لا يعني أنه بمجرد مجيء الدين الخاتم والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، فإن نفوس البشر قد تزكت أو سوف تتزكى وكذلك لا يعني أن البشرية بعد نزول القرآن سوف لا تلاقي في سيرها نحو الكمال المصاعب والموانع والشقاء، والذي نقوله بأن الرسول والإسلام جاءا من أجل تحكيم العدل وإنقاذ المستضعفين وتحطيم الأصنام البشرية وغير البشرية ليس بمعنى أن البشرية وبعد سطوع هذه الشمس المضيئة سوف لا تعاني من الظلم، أو سوف لا يكون هناك طاغون يحكم، أو سوف لا يتحكم صنم ما بمصير البشرية.
والواقع أيضاً يدل على ذلك، حيث أنه بعد ظهور الإسلام ظهر في أقطار العالم وحتى في المحيط الإسلامي - وبالطبع بعد مرور عدة قرون - بعض الأصنام والطواغيت وتحملت البشرية أنواعاً من الظلم وبقيت نفس تكل المعضلات التي كانت تعاني منها.
إذاً، فإن معنى وغاية وهدف البعثة والذي يتجسد في خلاص الإنسان شيء آخر. فالذي جاء به الإسلام والرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس هو العلاج الشافي لكل عصر، وهو الذي يقدر على القضاء على جهل الإنسان والوقوف بوجه الظلم والعنصرية وهو الذي يمنع من سحق الضعفاء على أيدي الأقوياء، بل هو الذي يعالج كل المشاكل التي كانت البشرية تعاني منها من بداية الخلق إلى اليوم.
ولكن الذي ينبغي الانتباه إليه هو أن هذا العلاج يشبه العلاج الطبي الذي يشخصه الطبيب للمريض، فإذا ما ترك ولم يعمل به أو سيء فهمه أو حتى لم يكن هناك الإقدام والشجاعة في استعماله فإنه لن يكون ذا أثر يذكر. فخيرة الأطباء عندما يصف علاجاً معيناً لأحد ما، ويأتي ذلك ويهمل العلاج ولا يستعمله، حينئذ يفقد العلاج الأثر المرجو منه، فأي تقصير في هذا لذلك الطبيب الحاذق؟ وهكذا فإن المسلمين ولقرون عديدة قد أهملوا ما جاء به الإسلام وأودعوه طي النسيان، ما أدّى إلى محو المعالم القرآنية الواضحة في حياتهم، أو أنهم أساؤوا فهمه ولكنهم تحركوا ضده، ولعلم أدركوا ما جاء به الإسلام ولكن لم يمتلكوا تلك الشجاعة الجرأة المطلوبتين للتحرك به. أو أنهم قد تركوا واستطاعوا أن يحققوا شيئاً ما ولكنهم لم يضحوا للحفاظ عليه وحتى في عصر صدر الإسلام، فلو أن المسلمين لم يدركوا كلام الرسول أو لم يكن لديهم الشجاعة اللازمة للعمل به وكما أشار القرآن إلى البعض من أمثال هؤلاء ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ لما تحقق شيء وكل ما تحقق كان نتيجة للتضحية والتفاني والدفاع عن الإسلام.
إن أمير المؤمنين عليه السلام يقول في هذا المجال وبكل صراحة «ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم لما قام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود» وعلى هذا الأساس فإن هذه أمور لازمة وضرورية بل هي علاج لجهل البشر، طبعاً لا نقصد بالجهل هنا ما يقابله في الجانب الآخر أي الاكتشافات والاختراعات العلمية ولكن نريد أن نقول بأن البشرية حتى إذا ما استطاعت أن تصل إلى مراحل مختلفة من التطور العلمي، أو وصلت إلى القمة في العلم، فإنها تعيش الجهل إذا كانت تجهل العلاقات الإنسانية الصحيحة، أو أنها لا تعتمد المساواة والعدالة بين البشر، ترى في الإنسان نظرة ازدواجية وطبقية من حيث الحقوق والأحكام وهذا ما ابتليت به البشرية وجلب لها المآسي والآلام فبناء الحياة البشرية على أساس الظلم وتسلط الأقوياء على الناس وسحقهم للضعفاء وانعدام نور المعرفة والإنسانية هو أيضاً عين تلك الجاهلية حتى مع وجود التطورات العلمية المادية وكما جاء في نهج البلاغة حول ظروف طهور الإسلام والبعثة النبوة فهناك عبارات وجمل واضحة من قبيل (الدنيا كاسفة النور وظاهرة الغرور). وفي مجال آخر جاء (في فتن داستهم ودفعتهم بإغلاقها وقامت على سنابكها) ومتى ما يحصل هكذا ظروف من تفشي الظلم وتسلطه على رقاب الناس وتجاوز القوى الكبرى على المستضعفين وتقاتل الأخوة وفساد الأخلاق فذلك هو اليوم الذي يجب فه تقديم ذلك العلاج المفيد لكل وقت والذي هو الإسلام.
الذي يحدث اليوم في العالم هو أنه أينما يسمح بحركة إسلامية ترى يكتبون بأن الإسلام قد أصبح قديماً ولا يفيد لهذا الزمن، وهذا يدل إما على عدم فهمهم لحقيقة ومحتوى الدين الإسلامي وإما على عدائهم له، فمنذ انتصار الثورة وأيادي الاستكبار بسبب حقدهم وعدائهم للجمهورية الإسلامية وثورتها يعلنون ويكتبون ويصفون الإسلام هنا بالرجعية أو بأنه قد عفا عليه الدهر ومضى. كلا فإن الذي تقصدون ليس رجعياً ولا قديماً، بل الدواء اللازم لآلام البشرة المزمنة فطالما هناك آلام فإن هذا الدواء يبقى هو العلاج، فالبعثة النبوية دائمة والإسلام الذي جاءت به تلك البعثة هو الذي يفيد في كل وقت وهو الحل للبشرية كلها. والأجدر بالشعوب الإسلامية قبل غيرها الانتباه إلى أوضاعها والعودة إلى الإسلام، لأن جميع الآلام والمعاناة التي كان يعاني منها الناس في العصر الجاهلي ف الجزيرة العربية من الجهل والعصبية سائدة اليوم بين الشعوب الإسلامية، فالدول الإسلامية تعيش الفقر والجهل والتأخر، بل الاستبداد وتسلط القوى الكبرى وتفشي التفرقة والاختلاف بينهم. فأكثر من مليار مسلم يعيشون على هذه الكرة الأرضية والذين بإمكانهم أن يكون لهم دور مصيري في الحوادث المهمة في العالم، ولكن مع وجود المصاعب والمشاكل والتشتت الحاصل بينهم، فإنهم مع كونهم كتلة بشرية عظيمة وحتى فيهم العلماء والمفكرون أصبحوا في الهامش ودون أثر، لماذا؟ من الذي يستطيع أن يتغلب على تكل الموانع والمشاكل؟ الإسلام، وانبعاث لبعثة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والرجوع إلى أحضان الإسلام.
طبعاً الأبواب أصبحت مفتوحة اليوم لهذا الطريق، فقد كان القرن السابع عشر أو القرن الثالث عشر الهجري قرناً للدعوة إلى الانبعاث ابتداءً من المرجع الإسلامي الكبير الميرزا الشيرازي الذي تحدى الشركات البريطانية بفتواه المشهورة حيث استطاع أن يحرك شعباً بأكمله، ومروراً بالحركة الدستورية في إيران والحركات الإسلامية في الهند وكذلك الصحوة الإسلامية في غرب دنيا الإسلام، وحتى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقد تحرك فيها كبار رجال الإسلام، أمثال السيد جمال الدين وغيرهم.
فقد كان القرن الماضي قرناً للعودة والانبعاث للتحرك، أما القرن الحالي أي القرن الخامس عشر الهجري فهو قرن التجربة والعمل منذ ابتدائه فنرى الشعوب الإسلامية اليوم يملكون تجربة عمل يعملون فيها.
ولقد كانت الجمهورية الإسلامية بمثابة التجربة والنموذج الأول للمسلمين وكان هذا سبباً لتحملها الكثير من الصعاب. على الشعوب الإسلامية أن تقتدي بهذه التجربة وتستفيد منها في تحركها الإسلامي لتحقيق عمل أكبر مما حققه الشعب الإيراني وذلك بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى وعلو الهمة. فلا سبيل للمسلمين إلا العودة إلى الإسلام وتحقيق الحكومة الإسلامية، ولا أمل يرجى من الاعتماد على أعداء الإسلام والحاقدين عليه.
اليوم، ماذا يقولون وماذا يكتبون عن هذا الشعب وكيف يتعاملون معه وكل هذه تجارب شعوب الإسلامية، أي شيء أجمل من هذه التجربة حيث استطاع شعب أن يقاوم كل الضغوطات والمصاعب التي أوجدها له، كالحرب المفروضة التي دامت ثماني سنوات ومختلف الضغوط الاقتصادية منها والسياسية والثقافية فضلاً عن الحصار الاقتصادي والاعتداء العسكري، وعلى رغم من كل هذا ورغم أنف القوى الكبرى في العالم بقي شعبنا صامداً وأصبح يقوى يوماً بعد آخر، وهذه تجربة عزيزة وجذابة للمسلمين ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾، ولقد تحقق كل هذا ببركة الإسلام، وطبعاً يتكلمون علينا عبر وسائل الإعلام من هنا وهناك ونحن لا نتعجب من ذلك، فالأبواق الدعائية من الدرجة الأولى في العالم يسيطر عليها الصهاينة والأمريكان، بل إننا نعجب فيما إذا لم تهاجمنا ولم يتهمنا الإعلام الصهيوني، ليقولوا ما يشاؤون ولينعتونا بأنواع التهم، وليطلقوا على المنظمات الخاصة بهم اسم الدفاع عن حقوق الإنسان كي تأتي وتتهم الجمهورية الإسلامية بنقض حقوق البشر.
حسناً أي شخص عاقل في العالم لا يسخر من هؤلاء؟ فأمريكا في كل تاريخها أو على الأقل تاريخها الأخير الذي نعرفه لا تملك إلا الجنابة ضد الشعوب والبشرية جمعاء. فلا يهمنا هؤلاء بنقض حقوق البشر،غ فنحن نقول بأن حقوق البشر لا تتحقق إلا في ظل الإسلام والحكومة الإسلامية، والإسلام هو الذي يقول ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾، وكل حكومة ظالمة تنقض هذا الحكم، ليس لأحد أن يحكم الناس إلا وفقاً لمعايير مقبولة عند الناس، في الجمهورية الإسلامية كل المسؤولين الذين يسيرون أمور الشعب بشكل أو بآخر هم من انتخاب الشعب إما بشكل مباشر أو غير مباشر وحتى القائد، وهذا يعني أن النظام الإسلامي لا يكتفي فقط بوجود المعايير المقبولة بل إن انتخاب الشعب شرط لازم لا يمكن تجاوزه فهل هذه الديمقراطية أم تلك التي تحصل في ظل الإعلام الغربي الكاذب في الدول الغربية وحتى نهم لا يؤمنون بديمقراطيتهم الكاذبة التي يتزعمونها.
الحوادث التي حدثت في بلاد الجزائر أثبتت ذلك وكشفت عن أنهم لا يعتقدون أية ديمقراطية أليست عملية الانتخابات وأخذ رأي الشعب هي من الديمقراطية؟ فلماذا إذا لا يقبلون ذلك في الجزائر، فلماذا لا همَّ لهم إلاّ ضرب الإسلام هناك، فلماذا لا يدركون هذه الحقيقة، وللأسف حتى بعض المسؤولين الجزائريين أيضاً لا يريدون درك وقبول هذه الحقيقة ويقولون بأن إيران تتدخل في شؤوننا الداخلية، أي تدخل هذا، ألا تعرفون الشعب الجزائري، فهو نفس الشعب الذي جاهد طويلاً في طريق الإسلام وهو نفس ذلك الشعب المسلم فلماذا تهينون هذا الشعب وتقولون بأن إيران هي التي تعلمه التحرك الإسلامي.
فالشعوب الإسلامية لا تنتظر كي يعلمها أحد ما الإسلام، فهم مسلمون، والشعوب الإسلامية في الجمهوريات السوفياتية السابقة خير دليل على ذلك فعلى الرغم من مرور أكثر من سبعين عاماً على فرض فصل الدين عن السياسة عليهم وبمختلف وسائل القمع والقوة، ولكن رأيتم كيف أنهم بدأوا يميلون نحو الإسلام من دون أن يوجههم أحد على ذلك. هذا دأب المسلمين في كل مكان فالشعوب تريد الإسلام وتطلبه عن علم ومعرفة، فقرن من الدعوة بدأ يحقق نتائجه في دنيا الإسلام.
والشيء المسلَّم به هو أنه رغم كل العراقيل فإن النصر بالتالي سيكون من نصيب الشعوب. نحن والحمد لله نحمل معنا وبكل فخر واعتزاز تجربة الإسلام ونعلم بأننا طالما بقينا متمسكين بالإسلام فسوف تصوننا هذه العروة الوثقى الإلهية من كل زلة قدم ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ٌ لذا علينا أن نتمسك بأحكام هذا الحبل الإلهي في جميع أمورنا الاقتصادية، والبناء والإعمار.
إمامنا الراحل رحمة الله عليه ومعلم شعبنا والشعوب الأخرى قد أوصانا بهذه القضية حين قال (ما دمنا متمسكين بالإسلام فلا فشل هناك) طبعاً هذا لا يعني بأنه لا توجد صعوبات، هناك صعوبات يجب تحملها وكلها مقدمات للخلاص والرفاه. فالعزة والحرية والخلاص من سيطرة القوى الظالمة والوصول إلى لذة الحكومة الإسلامية تصحبها مشاكل وصعوبات لا بد من الصمود أمامها وتحملها، وحتى في صدر الإسلام، فالمسلمون الأوائل قد تحملوا نفس الصعوبات ليثمر هذا التحمل ويصبح المسلمون لقرون عديدة سادة العالم والقوة الفريدة فيه، ولو أن الفساد قد دب في أركان الحكومات الإسلامية إلا أنها استطاعت أن تحفظ ذلك البناء المستحكم ذلك البناء الأولي المرصوص. فعلنيا أن نتحمل الصعوبات وعلى الشعوب الإسلامية الإيثار والتضحية في هذا الطريق حتى يستطيعوا عبور الموانع.
نحن والحمد لله نرى الأفق واضحاً، ونعتبر هذه الصحوة صحوة مباركة ونعتقد بأن حرية القوى الكبرى تصدأ أكثر يوماً بعد آخر، كما تلاشت إحدى القوى الكبرى ولم يبق لها في الجغرافيا اليوم أثر بعد كل تلك القوة والسيطرة التي كانت تمتلكها فإن جريان الأحداث في العالم بهذا الشكل يبين لنا بأن حركة الأحداث في العالم وحركة التاريخ تسير نحو محو القوى الظالمة وفنائها في العالم، ورشد ونمو القيم إن شاء الله وطبعاً هذا لا يتم إلا بشرط السعي والمجاهدة في هذا الطريق حيث لا يمكن أن يحصل شيء دون مجاهدة ومثابرة وإيمان (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) فنحن وجميع المسلمين علينا التسلح بسلاح الإيمان ليفتح الله تعالى بنا أبواب رحمته وهذا هو طريقنا وطريق شبابنا المؤمن وطريق الشعب الذي جاهد للإسلام.
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا جميعاً ويهدينا ويسددنا.
أسأله تعالى أن يرضي عنا قلب إمام العصر عجل الله فرجه الشريف ويسره بنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته