نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

البعثة الشريفة منارة العدل والخلاص

الإمام الخامنئي دام ظله


في البداية لا بد من تقديم أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى جميع المسلمين في العالم وأبناء الشعب الإيراني الشريف المؤمنين بمناسبة حلول هذا العيد الإسلامي العظيم.


رغم مرور عدة قرون من الزمن ورغم كل ما قالها لمفكرون والمنظرون في العالم بشأن البعثة النبوية الشريفة، ما زالت هذه الواقعة العظيمة بكل جوانبها تستدعي التأمل والتفكير.
لقد كانت بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حركة عظيمة شهدها تاريخ البشر، فهي حركة حصلت لتنقذ الناس وتهذّب نفوسهم وأرواحهم وأخلاقهم وتقويهم لمواجهة كل المشاكل والصعاب التي اعترضت البشر وما زالت على مر العصور والدهور.وكانت حركة عظيمة لك الأديان رسمت لأبنائها كيف يواجهون الشر والفساد وينتهجون الطريق السوي تحقيقاً للأهداف السامية.

أما الإسلام، هذا الدين السماوي المقدس فقد امتاز بخصوصية انفرد بها بين الأديان، هي نزول القرآن الكريم، هذا الكتاب السماوي الأبدي على أبنائه.
عندما نقرأ في القرآن الكريم ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَة فليس معنى ذلك أنه بمجيء خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ستتزكى نفوس البشر، أو تزكت، وليس معنى ذلك أن البشر بعد نزول القرآن الكريم لن يذوقوا طعماً للظلم والتمييز والشقاء ولن يواجهوا ما يواجهونه من مشاكل وصعاب في مسيرتهم نحو التكامل.
وإذا قلنا أن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث لإقرار العدل وخلاص المستضعفين وتحطيم الأصنام البشرية المريضة، ليس معنى ذلك أن البشر بعد بزوغ هذه الشمس سوف لا يرون ظلماً ولن يتحكم برقاب أبنائهم طاغوت أو صنم.

لقد أثبت الواقع أن أقطار العالم بما فيها الإسلامية منها قد توالت عليها أصنام، وتوالى عليها طواغيت وحكام جعلوا البشر يعانون مجدداً ما كانوا يعانونه من مشاكل وصعاب، طبعاً كل ذلك حصل بعد مضي عشرات السنين على طلوع فجر الإسلام.

إذاً فإن معنى أن الغاية من بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هي إنقاذ البشرية، شيء آخر، معنى ذلك إن ما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم للناس هو وصفة شاملة ومفيدة، وصفة لكل الأزمان تساعد البشر على التخلص من الجهل ومقارعة الظلم ومحاربة التمييز، وصفة تأخذ بيد الضعفاء المهدورة حقوقهم من قبل الأقوياء، وصفة تشفي البشر من كل الآلام التي عانى منها تكوينهم، أنها وصفة لمواجهة كل ذلك، و صفة كغيرها من الوصفات من عمل بها حصل على نتيجة، ومن تركها أو أهملها أو أخطأ فهمها أو لم يتجرأ على العمل بها لم يرَ نتيجتها وكأن شيئاً لم يكن.

إذا ما شخّص أمهر الأطباء الداء ووضع أفضل الدواء، وأخذت الوصفة ولم تستطع قراءتها أو أخطأت في قراءتها أو لم تلتزم بما جاء فيها أو أهملتها، ماذا سيكون أثرها على المريض؟ وما هو ذنب ذلك الطبيب الحاذق الماهر؟

قرون مضت والمسلمون نسوا أو تناسوا القرآن الكريم، وأتت حياتهم على الخطوط الواضحة للقرآن الكريم، وهم أما أساءوا فهمه وعملوا بالإساءة متعمدين، وأما فهموه ولكن كانت نقصهم الجرأة والشجاعة بأحكامه وحصدوا خير النتائج لكنهم لم يضحوا دفاعاً عما حصدوه.

وفي صدر الإسلام إذا كان الناس لم يفهموا ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتجرأوا على العمل به فبسبب خوفهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل هؤلاء الناس في قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتنَا عَوْرَة وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا، أو لم يضحوا في سبيل ما حققوه من مكاسب فهدرت، أو ضحوا فصانوها.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام "ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم لما قام للدين عمود ولا أخضرّ للإيمان عود".

حسناً أنها وصفة، لكنها لأي شيء؟ أنها لمعالجة الجهل، هذا الجهل الذي لا يمكن معالجته بالاختراعات والاكتشافات، فمهما بلغ البشر من علم ومعرفة يبقون جهالاً طالما لم يدركوا العلاقات الإنسانية الصحيحة، ويبقون جهالاً طالما لم يميزوا بين الحق والشر، وهذا هو البلاء الذي يجعل البشر يغرقون في تعاسة وشقاء.
البشر مهما حققوا من مكاسب مادية يبقون غارقين في جهلهم طالما أن أساس حياتهم قائم على الظلم، وطالما أن القهر يحكم الناس، وطالما أن هناك قوى مقتدرة تهدد حقوق الضعفاء، وطالما أن نجم الإنسانية قد أفل وأن المكر قد ساد العالم، فالبشر يبقون في جهالتهم.

وحول الظروف التي واكبت ظهور الإسلام والبعثة النبوية الشريفة نجد في كتاب نهج البلاغة العديد من الجمل المعبّرة، منها "الدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور"، وجاء في مكان آخر "في فتن داستهم بأخفافها ووطأتهم بأظلافها وقامت على سنابكها".

لقد أشغلوا الناس بالفتن وأغرقوا البشر بالمشاكل والمشقات وقطعوا عليهم الطريق، هذه الأمور كلما سادت العالم، كلما ازداد الإنسان ضلالة وجهالة، وحينما يسود الظلم العالم، ويأكل القوي الضعيف، ويقتل الأخ أخاه، وتفسد الأخلاق تصبح الحاجة للعودة إلى تلك الوصفة ملحة، فالوصفة لا يبطل مفعولها، وهذا هو حالنا اليوم كلما ظهرت حركة إسلامية في بقعة ما من العالم أخذ أصحا القلم المسموم ينعتونها بالقديم وبأنها ذات مفعول باطل، لقد ولّى زمن هذا الكلام، أنه ناجم عن عدم معرفة بالإسلام وعدم فهم لحقيقة الدين الإسلامي وما حمله للبشرية، أو أنه يهدف إلى تحقيق مآرب مشؤومة.

إن البلاء الذي لحق بشعوب الجزيرة العربية آنذاك نتيجة جهالتها وعصبيتها يلحق اليوم بشعوبنا الإسلامية، هناك فقر، وهناك جهل وأمية في دول إسلامية، وهناك تخلف علمي، وهناك استبداد داخلي، وهناك هيمنة القوى الاستكبارية، وهناك الخلافات الداخلية. أكثر من مليار مسلم يعيشون اليوم على سطح الكرة الأرضية بمقدورهم أن يصبحوا طرفاً مهماً في القضايا والشؤون العالمية المصيرية لكن تشتتهم وما يعانون من مشاكل داخلية يحول دون ذلك، وأصبحت هذه الأمة العظيمة التي تضم بين أبنائها الكثير الكثير من المفكرين والعلماء والشخصيات المرموقة لا حول لها ولا قوة، لماذا؟

من بإمكانه معالجة هذه الآلام؟ نعم إنه الإسلام الإسلام وبعثة نبي الإسلام وعلى الشعوب الإسلامية أن تتمسك بحبله، طبعاً الطريق ممهد والأبواب مشرعة، فالقرن الماضي، القرن التاسع عشر والأفضل أن نقول القرن الرابع عشر الهجري كان قرن الصرخة الإسلامية.

منذ مطلع القرن أصدر المرجع الإسلامي الكبير "الميرزا الشيرازي" فتوى بشأن التعامل مع الشركة الإنجليزية، وكانت بمثابة صرخة أيقظت شعباً بأكمله ثم جاءت واقعة الحركة الدستورية في إيران وانطلقت حركات إسلامية في الهند وتنامت الصحوة الإسلامية في الغرب غرب العالم الإسلامي في الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا، وبرز كبار المحدثين والمفكرين والشخصيات أمثال السيد جمال الدين وغيره، ذاك القرن كان قرن الصرخة، قرن الجهاد، والقرن الذي تلاه هو قرن التجربة.

هذا القرن الذي نعيشه اليوم هو قرن التجربة، القرن الرابع عشر الهجري كان قرن الصرخة والصحوة، أما القرن الخامس عشر الهجري الحالي فهو منذ بدايته قرن التجربة والسعي والمثابرة، وقد رأينا أن الشعوب الإسلامية قد مرت بالتجربة وهي الآن في طريقها للسعي والمثابرة. أن الجمهورية الإسلامية كانت أول من خاض هذه التجربة، لقد عشنا مشاكل كثيرة وكبيرة لأننا كنا أول من يخوض هذه التجربة التي ينبغي على المسلمين أولئك الذين يريدون إنجاح الحركة الإسلامية في بلدانهم أن يستفيدوا منها، فالشعوب بمقدورها أن تظهر عملاً يفوق عمل الشعب الإيراني بشموليته وأن تحقق ما حققه، بسعيها وهمتها ونصرة الباري تعالى، فالمسلمون ليس أمامهم من خيار سوى العودة إلى الإسلام وتطبيق حكمه.

لا تعقدوا آمالكم على أعداء الإسلام الذين ينفثون حقداً بمسايرتكم، كما يجب أن لا تركنوا إلى تحمل ما لا طاقة لكم عليه.

الكل يعلم خلال السنوات الماضية على انتصار الثورة الإسلامية ماذا قالوا في الشعب الإيراين؟ وماذا كتبوا بحقه؟ وكيف عاملوه؟

 كلها تجارب للشعوب الإسلامية وهل هناك أحلى وأفضل من هذه التجربة، أن يستطيع شعب تحم شتى أشكال الضغوط من جميع الجهات، وتحمل حرب فرضت عليه واستمرت ثماني سنوات، وتحمل ضغوطاً اقتصادية وسياسية وثقافية، وتحمل حصاراً اقتصادياً وعدواناً عسكرياً، وعانى من كثرة الأعداء وتكالب القوى الكبرى، أن يستطيع شعب كهذا مواصلة مسيرته وتقوية ذاته يوماً بعد يوم ليس للمسلمين تجربة حية أحلى منها وأفضل.

﴿مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ، هذا هو حال الشعب الإيراني اليوم، استطاع أن يعتمد على نفسه ويتحرك ويتقدم على طريق إفشال المؤامرات، تخطى الحرب وأفشل مخططات الأعداء الذين اتحدوا عليه في هذه الحرب، وكل ذلك حصل ببركة الإسلام. إنها التجربة الأفضل للمسلمين، طبعاً هناك ما قيل ويقال ضدنا ونحن لم نتوقع غير ذلك، لأن كبريات وسائل الإعلام العالمية هي بيد الصهاينة وبيد الأمريكان، وما يثير الدهشة هو أن يخرس الصهاينة ويكفوا عن المساس بالجمهورية الإسلامية، وما يثير الاستغراب هو أن تكف أمريكا وأبواق الدعاية العملية لها عن توجيه الاتهامات لنا، هذا ما يثير الدهشة والاستغراب والتعجب، لقد اتهمونا بكل صنوف التهم، ماذا استحصلوا من ذلك وماذا أصابنا منه؟ استنفروا كل المنظمات العملية لهم باسم الدفاع عن حقوق الإنسان وعن فلان وفلان، لماذا؟ ليتهموننا بانتهاك حقوق الإنسان، حسناً، من من العقلاء في العالم لا يطلق ضحكة سخرية لدى سماعه مثل هذه الافتراءات؟ أن كيان القوى الكبرى قائم في الحقيقة على معاداة الإنسان وهدر حقوقه ومصالحه، وأمريكا التي جبل تاريخها بارتكاب الجرائم بحق الشعوب، لا يهمنا أن تتهمنا بانتهاك حقوق الإنسان ولن نهتم لذلك، إننا نقول أن حقوق الإنسان تكون مصانة ومحفوظة في ظل الإسلام والحكومة الإسلامية، الإسلام الذي يقول ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ، إن حكم الله، جاء لينفي كل حكم ظالم، لا يحق لأحد أن يحكم الناس دون معايير ثابتة واضحة ومقبولة من قبل الناس.

كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية اليوم هم من انتخاب الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر حتى القيادة، وهذا يعني أن المعايير لا تكفي في النظام الإسلامي، بل يجب أن يتم إلى جانب ذلك انتخابات من قبل الشعب، هل هذه هي الديمقراطية أم تلك التي تروج لها أبواق الدعاية المأجورة تلك الديمقراطية التي نراها اليوم في الغرب، طبعاً أولئك حتى لا يؤمنون بها إطلاقاً، ومجريات الأحداث الأخيرة في الجزائر قد أثبتت أنهم لا يعرفون للديموقراطية معنى ولا يؤمنون بها، وهذا ما نلحظه في أطراف العالم وأكنافه، في الجزائر، لماذا شن الغرب حرباً إعلامية بهدف ضرب الإسلام هناك؟ ولماذا لا تريد القوى الكبرى في العالم أن تدرك حقيقة الأمر؟ وللأسف هذه هي حال بعض المسؤولين في الجزائر، لا يريدون الرضوخ للأمر الواقع لماذا يتحدثون عن تدخل إيران في شؤونهم الداخلية؟ أي تدخل هذا الذي يعنون؟ ألم تروا الانقلاب العظيم التي حصل في بلدكم؟ شعبكم هو ذاك الشعب الذي ناضل وحارب في سبيل الإسلام، أنه شعب مسلم، لماذا تهينون شعباً بأسره وتقولون أن إيران تلقنهم الإسلام؟ الشعوب الإسلامية ليست بحاجة لمن يلقنها الإسلام، لا، أنها إسلامية في الأصل انظروا ما حصل في البلدان التي تجاورنا شمالاً والتي كانت يوماً مقاطعات سوفياتية، فبعد سبعين عاماً ونيف من القهر الديني، وعشرات السنين من القهر الديني المصحوب بالعنف، رأيتم كيف أن شعوب هذه البلدان قد نطقت بالإسلام ورفعت رايته دون أن يطلب منها أحد أو يلقنها أو يعلمها، وهذه هي حال غيرها من البلدان فالشعوب ترغب في الإسلام لأنها عرفته، المسلمون صرخوا وقاوموا قرناً من الزمن، وها هم يجنون ثمرة صرختهم ومقاومتهم، وانتصار الثورة الإسلامية بفضل تضحيات هذا الشعب، بدأت تبرز نتائجه وآثاره.

إن الشعوب تلجأ طوع إرادتها إلى الإسلام وطبيعي أن النصر في النهاة سيكون حليف الشعوب رغم كل ما تواجهه من إحباط وعراقيل.
إننا نحمل معنا بكل فخر واعتزاز تجربة إسلامية وإننا نؤمن بأن الإسلام سيحمينا ويساعدنا في كل خطوة من خطواتنا طالما أننا نتمسك بهذه العروة الوثقى الإلهية، ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا.

علينا أن نتمسك بقوة بهذه العروة الوثقى وأن نعتصم بحبل الله، وقد لمسنا آثار ذلك في قضايانا الاقتصادية وفي الحرب وفي العدوان الأمريكي وفي مرحلة إعادة البناء وفي إعلام المعادي للجمهورية الإسلامية وفي كل مجالات الحياة.

لقد أوصانا إمامنا الراحل رضوان الله تعالى عليه ذلك المرشد الكبير والمعلم العظيم لهذا الشعب وسائر الشعوب الإسلامية بأن نتمسك بالإسلام لنكون منصورين دوماً، طبعاً هناك بعض الصعاب يجب تحملها، فهذه الصعاب هي بداية الراحة وا لسكينة فتحقيق الخلاص والحرية والرفعة والشموخ والنصر والتخلص من هيمنة القوى الجائرة لن يتم دون صعاب، علينا أن نتحمل هذه الصعاب، كما تحملها المسلمون في صدر الإسلام في البداية ليعيشوا فيما بعد قروناً من الزمن أحراراً وأسياداً وقوة فريدة في العالم. وبالرغم من أن الفساد قد استشرى فيما بعد داخل أركان الحكومات الإسلامية، إلا أن الإسلام بقي مصاناً بفضل ذلك الأساس القوي والبنيان المرصوص منذ البداية، إن على الشعوب الإسلامية أن تتحمل الصعاب والمشاق وتضحي لتتخطى المشاكل وتجتاز العراقيل.

إننا والحمد لله نرى للمستقبل أفقاً جلياً، ونعتبر هذه الصحوة صحوة مباركة، إننا نشعر بأن حراب القوى الكبرى بدأت تتآكل سنانها، وقد رأينا أفول نجم تلك القوى الكبرى، وتشتت اتحادها العظيم من جغرافية العالم، ولم يبق لتلك القوى التي كانت تهيمن على شطر من العالم اسم ولا أثر.

إن مسيرة التاريخ تثبت لنا أن العالم يسير باتجاه محو القوى الكبرى الجائرة وسمو القيم بإذن الله، طبعاً ذلك مشروط بالجهاد والمجاهدة، إذ لا شيء يتحقق دون جهاد أو مجاهدة، ﴿مَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ هذا هو الشرط علينا نحن المسلمين أن نسعى وأن نؤمن ليشملنا الله تبارك وتعالى برحمته، هذا هو دربنا، وهذا هو الدرب الذي سلكه الشعب الإيراني، وهذا هو الدرب الذي مشى عليه شبابنا المؤمن الملتزم، أنه درب شعب أخلص في جهاده في سبيل الإسلام حتى يومنا هذا، نسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بيدنا وبيد كل الشعوب الإسلامية، وأن يهدينا ويحمينا وينصرنا، وأن يجعل ولي عصرنا أرواحنا لمقدمه الفداء راضياً علينا برضاه، إنه سميع مجيب.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع