مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الإمام القائد: سعادة المرأة في ظلّ الإسلام

 


ألقى سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله) في ذكرى ولادة السيدة الزهراء عليها السلام كلمة مهمّة في جمع من النساء المسلمات. وفيما يلي تقرير ملخّص عنها.


أوضح سماحة قائد الأمة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي خلال اللقاء، مكانة ومسؤوليات ودور المرأة والرجل في المجتمعات البشرية وذلك على أساس الحكمة الإلهية والنظرة الإسلامية وأكّد ضرورة توظيف القانون والمقرّرات ورفع المستوى الفعلي والفكري للنساء وللمجتمع بشكل عام من أجل حلّ المشكلة العالمية المتمثّلة في المرأة والرجل.

في هذا اللقاء الذي تمّ بمناسبة ذكرى الولادة الميمونة لسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ويوم المرأة، قال سماحته:"إذا ما توصّلت المجتمعات البشرية إلى معرفة صحيحة لمكانة المرأة والرجل في الطبيعة البشرية ووظيفتها بالشكل الصحيح فإنّ النظام الإلهي الكامل سوف يتحقّق وفي ظلّ هذا النظام سوف يقدّم كلّ موجود الفائدة من وجوده كما ينبغي فلا يمارس ظلماً ضدّ إنسان ولا تهدر موهبة، وسوف تكتسب البشرية فوائد جمّة من فيض الانسجام والتعاون والتآلف الصحيح بين المرأة والرجل.

واعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي أنّ جمال وكمال المجتمع البشري مرتبطان بحلول المرأة والرجل كلّ في مكانته الحقيقية فتفضل قائلاً: "في ظل النظام الإلهي ليس لكلّ من المرأة والرجل أن يعتبر نفسه أكثر ضرورة وفائدة من الآخر، وطبقاً لهذه النظرة فإنّ الجميع يقفون في مستوى واحد، وسيكون الدور الموحّد للمرأة والرجل في دورة الحياة الإنسانية مستنداً إلى القيام بالواجب بهدف إكمال عالم الوجود، ونظام الحياة البشرية، وهذا الموضوع المهم يمثّل نفس منظار الحكمة الإلهية في خلق المرأة والرجل.وأشار قائد الأمة الإسلامية إلى وجود نطاق واسع مشترك من العلاقات بين الرجل والمرأة في ميدان الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قائلاً: طبقاً للنظرة الإلهية والإنسانية فإنّ كلاً من المرأة والرجل يتكفّل بأداء واجبات أساسية في المجال الخاص بحياته، وعليه أن يعمل بها، ولكنّهما يؤديان – في نفس الوقت – مسؤوليات على نطاق واسع من خلال المشاركة والتنسيق وتنفيذ قدراتهما".

وفي معرض إشارة سماحته إلى الاختلافات التكوينية بين المرأة والرجل قال: "استناداً إلى نظام الخلق الإلهي فإنّ المرأة تتصف بضعف أكثر في تركيبتها بالقياس إلى الرجل، وبناءً على ذلك ففي ظلّ وسطٍ ينعدم فيه القانون. أو تكون فيه السلطة – سلطة العقل والمنطق – ضعيفة فإنّ الذي يتمتع بقوة وعنف جسديين أكثر من الآخرين سوف يوجّه الظلم إلى الأضعف منه، ويبادر إلى استثماره وهذه الخسارة الكبرى التي تكبّدها – للأسف – المجتمع البشري منذ البدء، ونحن نشاهد هذه الظاهرة المريرة والقبيحة اليوم في العالم فيما يتعلّق بالمرأة والرجل".

ووصف سماحة آية الله العظمى الخامنئي الإحصائيات والأرقام المتعلّقة بالممارسات الظالمة الموجهة إلى المرأة في العالم الغربي بأنّها ظاهرة مخزية ومشينة قائلاً: "في البلدان الغربية ومن ضمنها أميركا حيث يطبل الغربيون للمساواة بين حقوق المرأة والرجل، هنالك إحصائيات مهمّة عن ممارسة العنف ضدّ النساء واستغلالها في المجالات المختلفة، وبناء على ذلك فإنّ مشكلة المرأة ليست قابلة للعلاج طبقاً للتفكير الغربي، الذي يفتقد للحجاب والضوابط الشرعية، ونرى في مقابل ذلك أنّ مساعي الإسلام تستهدف إيجاد بيئة نزيهة تستند إلى العقل والحكمة، ولا تمدّ فيها يد الأعداء لتتطاول على الضعيف".

واعتبر قائد الأمة الإسلامية التأكيد على العامل المعنوي من أجل إضعاف العامل المادّي والجسمي شرطاً لمواجهة البغي والتطاول فيما يتعلّق بقضية الرجل والمرأة فصرّح قائلاً في هذا المجال: "لكي تحلّ قضية الرجل والمرأة يتعيّن تدوين القوانين والمقرّرات اللازمة والمصادق عليها، وأن يتمّ رفع المستوى العقلي والفكري للنساء من خلال ممارسة الأنشطة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية والفنية المختلفة، وأن يصار أيضاً إلى تنمية المستوى الفكري العام للمجتمع، ففي ظلّ المجتمع الذي يتمتّع فيه الجميع بالوعي والفكر والحكمة لا يتمكن أن يتعرّض أيّ إنسان للاعتداء من قِبل إنسان آخر".
 

وأكّد سماحة القائد أنّ القوانين والتشريعات الإسلامية المتعلّقة بالرجل والمرأة هدفها تحقيق وضمان السعادة لهما وأضاف: "خلافاً للضجّة التي يثيرها العالم الغربي حول قضية الحجاب بحجّة أنّها تتنافى مع حقوق المرأة وحريّتها فإنّه ليس لهذه القضية أيّ علاقة بحقوق وحريّة المرأة، فالحجاب يمثّل أمراً واجباً على كلّ من المرأة والرجل، فعلى كلّ واحدٍ منهما أن يلتزم بهذا الواجب بشكل من الأشكال، وفي حال ترك الالتزام بالحجاب فإنّ المرأة سوف تتعرّض لذات البلاء الذي نشهده اليوم في الأوساط الغربية بسبب استغلال المرأة".
واعتبر سماحة قائد الأمة الإسلامية أنّ تفكّك وانحلال البنيان الأسري في المجتمعات الغربية وعدم ارتباط الزوج والزوجة أحدهما بالآخر من إفرازات ظاهرة السفور والانفلات الخلقي وأضاف قائلاً: "لقد عالج الإسلام قضية الحجاب بحكمة بالغة، فالحجاب مطلوب في نطاق الحياة الخاصّة بالمرأة والرجل، وفي هذا المجال تعدّ العباءة الحجاب الأفضل، ولكنّه لا يمثّل في ذات الوقت – أمراً متعيناً، فالشريعة الإسلامية رسمت حداً للحجاب لا ينبغي تخطيه ولا داعي هنا إلى الإفراط والتفريط".

وفي نهاية كلمته اعتبر سماحة قائد الأمة الإسلامية السيد علي الخامنئي الأنواع المختلفة من الزينة والحلى والموضات والألبسة والمظاهر من عوامل النيل من سعادة النساء وأكّد ضرورة اجتناب النساء والفتيات لهذه المظاهر الخدّاعة والمضلّة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع