الأسير المجاهد محمد بدير/ سجن عسقلان/فلسطين المحتلة
هم الأسرى أم نحن، سجناء الدنيا الضيّقة.
لقد صنعوا من سجنهم الصغير معراجاً
فحلقوا إلى ساحات القرب،
وأرسلوا إلينا من نفحاتهم...
أرى الأيام تنعيني خفيّا |
إلى رمسي تدافعني جفيّا |
وقلبي من نكير القبر شاك |
ومنكره، أعمالي الشقيّة |
وآه من رقاد منه روحي |
تباكيني، صباحي والعشيّا |
ونفسي منه موحشة بداء |
فكيف وقد تناستني البرية |
لهذا الزهر يوماً يا خليلي |
سيطلع من براعمه بكيا |
يناجي الخلق حزناً والتياعاً |
وأدمعه، تبله ندّيا |
عيونك إن رأت هذا فأيقن |
بأني قد رحلت إلى المنيّة |
تراني حينها ألقى وحيداً |
تبارحني، وتذروني عرّيا |
أتعجب كيف أن الزهر يبكي |
ويحزن في نضارته الزهية |
فلا تعجب وقد عاشت عظامي |
ولحمي والدّما، نار الرزية |
فلما هال أهلي الترب فوقي |
ومسّ الجذر أعضائي البليّة |
رفاتي أغذت الجذر الشجون |
فصار الزهر مثلي في الرزّية |
مصابي الزهر يبكي يا خليلي |
ليسقي من ثرى لحدي الظمّيا |
فإني قد ذريت الأرض خلفي |
وأضحى الترب يعلوني سوّيا |
بضيق اللحد أمسيت السجين |
كما أسجنت عمري في الدنية |