مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: ساعتُكَ مع الله

نهى عبد الله


كما كلّ صباح، استيقظ بتثاقل بُعيد شروق الشمس. تأفّف حين أدرك أنّها باتت قضاءً مرّةً أخرى. حضّر نفسه للذهاب إلى عمله. وضع كمامته على وجهه وغادر. في الطريق، تأمّل المشهد اليوميّ الذي بات تَكراره ثقيلاً، المحالّ مقفلة، قلّة من المارّة يبثّون شيئاً من الحياة في الشوارع، لا أطفال يمرحون وهم يحملون حقائب المدرسة، حتّى هو فقد متعة أن يتوقّف عند كشك "أبو مصطفى" ليشتري فنجان قهوته. وصل إلى عمله، لا يمكنه تفقّد زملائه وإلقاء التحيّة عليهم أو مشاركة أحدهم الفطور، سيكتفي بتمرير بطاقته على جهاز الدوام بصمت.

أنهى عمله، وفي لحظة اجتاح قلبَه حنينٌ إلى شيءٍ ما، قلّب الروزنامة، كان يوم الجمعة، يوم زيارة والدَيه اللذين يشتاق إلى احتضانهما كما في السابق، لكنّ خوفه عليهما ما زال يتحكّم بهذا الشوق.

في طريقه إلى المنزل، لمح مسجد الحي، ما زال جميلاً تحيطه الأضواء كأنّما يشتاق إلى مُصلّيه. وفيما كان يلاحظ زينة مختلفة ومصابيح إضافيّة، اجتاحه الحنين نفسه الذي شعر به في عمله، لكن بدرجة أعمق، وضع يده على قلبه وتمتم مستغفراً بهدوء، وإذ به يتذكّر رائحةً خاصّةً تنبعث قبيل مغرب رمضانيّ، تحمل معها سكينةً خاصّةً، وتذكّر تسبيحات المصلّين، واصطفافهم بعد الصلاة حين يرفعون أكفّهم وبصوت واحد خاشع يتلون: "اللّهم إنّي أفتتح الثناء بحمدك..". اشتّد حنين قلبه اشتعالاً، وصلته رسالة على هاتفه: "ثبت بالدليل الشرعيّ أنّ غداً أوّل أيّام شهر رمضان المبارك". أدرك أنّ ذاك الحنين لم يكن لاستعادة نمط الحياة السابق، ولا الحنين إلى والديه، بل كان شوقاً من نوع آخر. 

يقول أحد العلماء: "إنّ قلب المؤمن يعمل كالمنبّه، يشتاق إلى أن يحدّث الله ويناجيه، فيجذبه في أوقات الله الخاصّة، وينبّهه أنّها ساعتك مع الله".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع