ندى بنجك
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون (الزمر: 95).
.. أوْقدتُّ جَذْوةَ أفْكاري..
فأطْفأتها شمْسُك..
لملمتُ بقايا أحْرفٍ من قعْرِ الرُّوح..
فتاهتْ سَراباً أمام ذُخْرك..
حاولْتُ أن أُنقِّبَ عن لُغةٍ تُحدِّثُ عن
سرِّكَ المجهول..
فتبعثرت الكلمات.. وتلاشت المعاني
بين غيابٍ وحُضور..
فَمِنْ أيْنَ أُنادِيْك؟؟
والصّوتُ ريْحٌ غَاضِبٌ..
والحنايا مُشْتَعلةْ..
ومِنْ أيْنَ أُنَاجِيْك؟؟
والأنفاسُ يحْبِسهُا صمْتُكَ..
والرُّوحُ مُؤْصَدةْ..
يا غَارِقاً في سَفَرٍ ملكوتيّ..
ألِوَجْهِكَ القُدْسِّي بسْمةُ الحياة..؟
أم أنَّكَ الحياةُ.. يَغْرقُ على أعْتابِها
الزّمن..؟
كوْكبٌ دُرّيّ..
انبثق من سماءِ الرِّسالة..
وأتى يتهادى على شِفاه الكونِ غيباً
ووحياً لا يُحاكى..
هَلْ تَعْرفونَهْ؟؟
زيتونةٌ لا شرقيةٌ ولا غربية...
زيتُها في النفوسِ الأبيّةِ يُضيء ويسْري عَلْقماً في الشرايينِ الفَاغِرة..
هَلْ تعْرفونَهْ؟؟
نُورٌ على نُور..
يَنصبُّ في قنديلِ النبوَّة..
ويبْذُرُ أنغاماً من الشّوقِ..
وترانيمَ من الضوءِ..
في المساءاتِ الحالِكة..
هَلْ تعْرفونَهْ؟؟
إنّه الغيْثُ الذي يشتاقُه التُراب..
إنه الشِّراعُ الذي يَبْرقُ فوق أمواجِ الروح..
إنه النورُ الأعظم..
يُكحِّلِ عمراً من الجهاد..
ودروباً من الإنتصار..
ونبضَ قلْبٍ لا يخْفِق..
إنه البُشرى التي تعْبقُ من أكُفِّ الكوثر..
إنه العدلُ المزْهِرُ في صفحاتِ القرلآن..
والأملُ المنتظر..
هَلْ تعْرفونَهْ؟؟
هو نسائِمُ من رحيْقِ الفردوس..
وبسمةٌ تطْفحُ في العيونِ الدّامعة..
هو خَتْمٌ لإثني عشر كوكباً..
يغْرسونَ حبّاتِ الهُدى والنور في القلوبِ الخاوِيَة..
فيا عبقاً من الطُّهرِ..
ووجهاً آخرَ لمحمّد..
قُمْ..
للقدسِ التي أذْواها النزْفُ..
وعلى ذُرَاك لا تزالُ حالمة..
للأرْضِ التي أثْخنها الوجعُ..
وهي لسيفكِ الوضّاءُ شاهِرة...
قُمْ..
وعانِقْ تلك الجسوم الطّاهرة..
التي أنت لها النِّداءُ.. والصَّدى..
النزفُ والجرحُ..
والقبضةُ الثّائِرة..
يا أيُّها السَّابح في لُجَّةٍ من الضِّياء..
يا أيها السَّاكنُ خلف أسْرارِ السماء..
قُمْ..
واسْكُب نورَك بُحوراً وشطْآنا..
اسْكُب نورَك دُهُوراً وأزْمانا..
فلك الجُرحُ ينزف..
يا عمامةَ الهدُى..
ولك الدمُ ينشد..
يا قِيْثارة المصطفى..