إبراهيم منصور
*من الأدب الشعبي (الزَّجل)
معروف أنّ بلدة مشغرة في البقاع الغربيّ فيها مسلمون شيعة ومسيحيّون، وفي هذه البلدة مغارة عين بوزيد، نظراً لوجود عين ماء مزدوجة أي تنبع من مكانين متقاربين في المغارة، فكأنهما عينان. وفي إحدى حفلات الزجل التي أُقيمَتْ في هذه البلدة قال الشاعر المرحوم زين شعيب:
يا مشغرة لْفِيكِ مْغارة بعينتينْ |
وْعا مُقْلِةِ الشعبين تبكي دمعتَيْنْ |
عينْ تبكي دمعْ مريمْ عالمسيحْ |
وعينْ تبكي دمعْ زينبْ عالحسينْ |
*فائدة لغويّة
وزن "تَفْعَال": من أوزان المبالغة والتكثير، فكلّ كلمة جاءت على وزن "تَفْعال" هي بفتح التاء، لا كسرها. وقد ندر ما شذّ عن هذه القاعدة كلمة "تِلقاء"، فهي بكسر التاء، نقول: جاء من تلقاء نفسه. وعلى وزن "تَفْعال" تقول العرب: تَرْدادُ الصوت، وتَهْذارُ اللسان، وتَصْفاقُ الأكفّ، وتَقْتالُ القوم، وتَسْيارُ الرَّكْب، وتَهْذابُ النفس، وتَسْكابُ الدمع وتَلْطامُ الصدر...
*من المتقارب لفظاً ومعنىً
- زَمَخَ الرجلُ بأنفه زمخاً: تكبّر وتاه. وشَمَخَ بأنفه: تكبَّر وتاه. وأُنوفٌ زُمخٌ، أي شُمْخ.
- زَنَخَ الطعام وسَنَخَ: تغيَّر طعمه وريحُه، فهو زَنِخٌ وسَنِخ.
*من أجمل الردود
قال الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط للإمام عليّ عليه السلام: "أنا أحدُّ منك سِناناً، وأبسطُ منكَ لساناً، وأَملَأُ للكتيبة منك".
فردَّ عليه الإمام عليه السلام قائلاً: "اسكُتْ! فإنما أنت فاسِق". فنزلَتِ الآية: ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ﴾ (السجدة: 18)(1).
*عامّيّ أصله فصيح
نقول بالعامية: "كِخّ كِخّ" للطفل إذا أردنا أن يمتنع عن تناول طعام معيّن. وأصل التعبير بالفصحى: كَخَّ يكِخُّ كَخّاً وكخيخاً: نامَ فغطَّ.
*من أجمل الشعر
ما قاله الشاعر الكبير بولس سلامة في مدح الكليّة الجعفرية التي شادها السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي، في صور:
"صُورُ" أُمُّ البحرِ حَيَّيْتُ ثَرَاها |
والخِضَمَّ الأزرقَ الساجي فَتَاها |
جاءَها من آلِ طه "سيِّدٌ" |
فدَعَا الشمسَ فلبَّتْ مَنْ دعاها |
شادَ فيها للمعالي مَعْهداً |
فعروسُ الفكرِ ماسَتْ في حُلاها |
أينما لاحَتْ لطه رايةٌ |
جاءها جبريلُه يحمي حِماها |
عَلَمُ "الصادق" يزهو فوقها |
فالعظيمُ الجدِّ والمجدِ نماها |
كعبةُ العلمِ "عليٌّ" بابُها |
وحسينٌ وأخوه جانِباها |
أَرَجُ الزهراءِ في أجوائها |
فعلى الجُدرانِ شيءٌ من شَذاها |
عِترةُ الأطهارِ هل مِنْ مؤمنٍ |
يدخلُ الجنَّة إلّا في رضاها؟! |