ع.ب.
جلست مع نفسي، أهدئ من روعها، أسليها، أناغيها، أبثها لوعتي وتشاركني، ترى أنبكي؟ أم نضحك؟ ترى أنمدح أم نرثي؟ جمعت أفكاري، بحثت عن الكلمات فلم أجدها وأي كلمات تلك القادرة على مدح الإمام أو رثائه.. نظرت إلى البعيد البعيد إلى الأفق.. مررت بالخيال، الكلمات مبعثرة حروفها.. جمعت الحروف وحّدت الكلمات، مررت بالشمس لآخذ قبساً من نورها فقالت عندكم الأنوار فلِما تأتي إلي؟ مررت بالحبر لآخذ من سعته إلهاماً ومداداً فقال بينكم الأوسع والملهم فاغرب عني، تذكرت الأرض فتوسلت إليها أن تمدّني بشيء من وجودها فأجابت بعد الخميني يا بني الجود مفقود فالله من أجله علينا كان يجود وبعده لا مطر، لا برق، لا ورعد...!! آه يا سيدي ما أعظم الفراق...
لِما حالت بيننا السدود؟ آه يا سيدي كيف نعبر تلك الحدود؟ دقّ قلبي، غصّ حلقي، جفّ لساني وعلق في الحلق، مررت بالأم علّي آتي منها بشيء من الرأفة، بقليل منها وتُحرّك فيّ العواطف لأجد الكلمات، سألتها الحنان صدقةً.. دمعت منها العيون ماذا تقول؟ وما تعوّدت أن ترد محتاجاً لكنها أجابت بصوتٍ خانق.. رحل من هو مني أعطف وبطفلي أرأف... دعني وشأني!!
بكيت، تألمت، حزنت.. جلست هنيهة وقمت على عجل، مسحت الدمع عن عيني، جففت العق المتصبب، وطرت بروحي غلى جثة الزهراء، وصلتها لثمت ترابها المقدس، عفرت به وجهي، أقسمت على ذلك السيد العظيم بأبي أنت وأمي عنك ماذا أقول؟
فإذا بي أسمع صوتاً شجياً، لا أدري أمن الأرض أم من السماء أتى هذا الصوت؟ وقال يا بني لا تهلك أسىً ولا تجزع بينكم علي شمس تبعث الضياء والخميني خادمكم كان لا أكثر..
.. عرفت السرّ، هدأت من روعي قبّلت المرقد الشريف وعرفت الحقيقة! ما كان الإمام إلاّ ولياً من أولياء الله الصالحين.