*كأس الحبيب*
ألم يحن، فلقد طال الغيابُ؟ |
يا بهِيّ الطّلعة، متى الإيابُ |
والروح من الفراقِ أسقَمَها العذابُ |
القلب أضناه هجرُك والبِعاد |
كيف وأنت الكأس وحُبُّكَ الشرابُ |
عليلٌ في الهوى لا كأسٌ ولا خمرٌ |
ناراً في الحشا أوقدها اللُّهابُ |
فاسقني من كأسِك جرعَة تُطفئ |
تمنّع، فالوجود من غيرك سرابُ |
إرفع حجاب التنائي من البين |
وولّى في انتظارِ لقياك الشّبابُ |
أقبل إليّ، فلقد ضَاع عُمري |
حتى أدركني المشِيب والشيبُ يبابُ |
وعشتُ أَمنِّي النّفس في هواك |
أرَ منك وصلاً حتى ملّني الأصحابُ |
وكم حدّثت بحبِّك صَحْبي، فلم |
يروم مِداداً فلم يأت منك جوابُ |
وجف من خِطاب الجوى يراعي |
أوليس يكون بين المحبين عتابُ؟ |
فلا تلم حديث عاشق مفتتن |
وبساط سليمان، لنعليك رِكابُ |
وجهك مدار الشموس، وكعبتها |
معبدي عيناك، والحاجبان محرابُ |
والخالُ الأسود على الخد قبلتي |
كريح يوسف، وإن غيبتك الذِّئابُ |
وإنّي لأجِد ريحك ما هبّت الصبا |
وهل يسترُ وجْهَ الشمسِ الضّبابُ؟ |
شذاك ملأ الوجود تضوُّعُه |
قبلاً على الخدود يلثُمُها السحابُ |
فسل ورود الروض عن نداها |
قطرةٌ من كأسك، وإن لفّك حِجابُ |
سل شمس البدور عن سناها |
أضاءها، من وجه الحبيب شَهابُ |
سل العاشقين عن سرِّ خَمْرتِهم |
ومنيتي، بدمي في هواك الخِضابُ |
مُراد الفتى في العُرُسات تخضُّبٌ |
هديُها كبش، وهديُ غُرَّتِك الرِّقابُ |
تاللَّه! لأنت أشرف من كعبة |
ومهجتي، لنعلِ قدميك ترابُ |
أقدم، فالفؤادُ لقدميك نعلٌ |
وصدري يقيك إن طعنتك الحِرابُ |
أقدم، فإنّي وطئت الخدَّ مداساً |
أحمد حسين عودة
******
*أيّها المنتظر*
نامت قلوب الجاهلين وقد غفت...
ولكن قلب المؤمن لا ينام...
يطارد الملل، يسابق الوقت في عجل...
طعامه صلاة ودعاء، شرابه استغفار واجلال...
ينتظر قدوم المبلّغ المهديّ
ويراقب حقيقة الغد وأنوار الإيمان...
يراقب التائه وانحلال الفاسدِ
وينتظر القائد بعزمه المتوقدِ...
يتساءل عن شمس الحقيقة بعدما حلّ ظلام الجهل والترددِ...
منذ الولادة وهو ينتظر إمام الزمان والعصر...
فقل لمن فك أسره من طلسم الجهل والأسر
إن فجر الصّبح قريب!
وقل لمن تساءل عن الحقيقة الإسلامية ومخلص البشريّة
إن ابن النبي المصطفى والهاشمي المفتخر وخاتم الأئمة الإثني عشر
المهدي الغائب المنتظر هو القائد الصالح المنتصر!!
رجاء عواضة
******
*متى الملتقى؟*
بينما كان شاب مجاهدٌ يرتاحُ في ظل سنديانة معمرة قرب النهر، فإذا بطائرٍ نزل على غصن صفصافة تعيش على الضفة المقابلة، فما كان منه إلا أن بدأ بمناجاةٍ مع ذلك الطائر ولسان حاله يقول:
يا طائرُ بشرني: هل أنت حاملُ الخبر...؟
هل تعلمُ متى الظفر...؟
يا طائرُ أعلمني: هل لاقيت نورَ النور؟ هل حمَّلك بعض السطور...
باللَّه عليك قُلْ: هل أخبرته بأن الظلمَ قد عمَّ والفجور؟ هل أعلمته بأن دماءنا تُسفك وصارت بحور...؟
يا... طائرُ: هل عَلِمَ بأن الأرض حُررت والثغور...؟
هل نظر إلى الدساكر تلونت والسهول...؟
أيها الطائر: إعلم أننا قد سئمنا الأفول... قد ضقنا ذرعاً من تفشي الفجور "فيا ابن السادة المقربين، وابن النجباء الأكرمين، وابن الأطهار المطهرين وابن سيدة نساء العالمين"... يا... ثورة الحق في الأعماق، يا... بهاء النور في الآفاق، أيها المنتظر ما دام الفراق...
أما آن لفجرك أن يبزغ؟ فيا ربِّ عجِّل ظهورَ النور...
فمتى الملتقى ومتى الظهور؟
زهير أحمد ذكر
******
*إليك يا بقيَّة اللَّه*
إلى سحر الشوق...
إلى عبق النور الأصيل...
إلى جنة الورود الفوّاحة..
إليك يا مهدينا.. إليك يا حبيبنا..
نعزف الألحان على قيثارة الجهاد...
إليك نمد اليد لنخط أروع ملاحم البطولة والانتصار
في حضرتك وحضورك نداوي جراحاتنا..
في غيبتك..
فداوِنا بأناملك القدسية...
نزهة عليان