الأستاذ حسين علي متيرك
عذراً يا صاحب العمامة الشــامخـة.. فــإن يستـشهد ولـــدي ويسفك دمي أهون عليّ من أن يحزن قلبك..
رضيعُ السبطِ في الشهرِ الحرامِ |
فطيمُ الموتِ في حرِّ السهامِ |
عزيزُ الروحِ والأحشاءِ ظامٍ |
سقاهُ السّهمُ من كأسِ الحِمامِ |
سماءُ الطفِّ لم تروِ غليلاً |
بذاكَ اليومِ من قطْرِ الغَمَامِ |
وماءٌ للفراتِ العذبِ بُخْلاً |
على الأطهارِ من قومٍ لئامِ |
رويداً جاءَ يحملُه أبوهُ |
ونارُ القلبِ تذكو باضطرامِ |
وصاح وما لهذا الطفل ذنبٌ |
جناهُ ولم يعِ شرَّ الخِصامِ |
كلانا ظامئٌ فاسقوا صغيراً |
غفتْ عيناهُ من ألمِ السِّقامِ |
أَمَا في القومِ من رجلٍ رحيمٍ |
أما في القلبِ بعضٌ من وئامِ |
سهامُ الغدرِ جاءته جواباً |
من الأرجاسِ أبناءِ الحرامِ |
أحرملةُ الخبيثُ الأصلِ ماذا |
فَعَلْتَ بعترةِ خيرِ الأنامِ؟! |
ذَبحْتَ من الوريدِ إلى الوريدِ |
رضيعَ السبطِ من قبلِ الفِطامِ |
يلوذُ بحضنِ والدِهِ صريعاً |
نظيرَ الطائرِ المذبوحِ دامِ |
وكفُّ أبيهِ تحملُه اصطباراً |
وسترُ الجسمِ بعضٌ من لثامِ |
حريصٌ أن تسيلَ دماهُ أرضاً |
خيامُ نسائِه جُلُّ المُرامِ |
ولكنْ بعضُها للنثر شكوى |
لربِّ العرشِ في أعلى مقامِ |
أيا أمَّ الرضيعِ خذي ذبيحاً |
لعلّ الدمعَ بعضٌ من هيامِ |
فيعلو الصوتُ نحوَ العرشِ قولاً |
إلهي خصمُهم يومَ الزّحامِ |
هو الجبّارُ في يومٍ عصيبٍ |
هو الميزانُ عدلاً ذو انتقامِ |
وللحوراءِ في الخطبِ نصيبٌ |
تنوءُ بحملِهِ هامُ العظامِ |
أيا مولاي ذكراكمْ وجوبٌ |
علينا في قعودٍ أو قيامِ |
أطلّ الصبحُ أم غابَتْ نجومٌ |
عليكم في ثوانيها سلامي |