* من أمثال العرب:
- رُبَّ كلمةٍ تقولُ لصاحِبها دعني:
رُويَ أنَّ ملكا من ملوك اليمن خرج للصيد ومعه أحد أصدقائة المقربين إليه. و بينما
هم يتراكضون خلف الصيد، إذ رأى الملك صخرةً عظيمةً لكنها ملساء ناعمة, فصعد بفرسه
عليها ومعه ذلك الصديق الذي قال: يا إلهي ! لو أن إنساناً ذُبح على هذه الصخرة إلى
أين كان يبلغ دمه؟ فقال الملك اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ. فذُبح عليها. عندها،
قال الملك الغشوم :رُبَّ كلمةٍ تقولُ لصاحبها دعني. يُضرب هذا المثل لمن يقول كلاماً
لا حاجة له إليه, وقد يؤدي إلى ضرر القائل.
إنَّ المقدرةَ تُذهب الحفيظةَ:
المقدرةُ هي القدرةُ, والحفيظةُ الغضبُ، يروى هذا المثلُ عن رجلٍ عظيمِ من قريش في
سالف الدهر كان يطلب رجلاً. فلما ظفر به، قال: لولا أن المقدرة تُذهب الحفيظةَ
لانتقمت منك. ثم تركه.
• أُكلت يوم أُكل الثورُ الأبيضُ:
يروىَ أنَّ أمير المؤمنين علياً عليه السلام قال: إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار
ثلاثة كن في أجمة أبيض وأسود وأحمر، ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدر منهن على شيء
لاجتماعهن عليه. فقال للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا
الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة،
فقالا: دونك فكله, فأكله, ثم قال للأحمر: لوني على لونك فدعني آكل الأسود لتصفو لنا
الأجمة, فقال: دونك فكله, فأكله ثم قال للأحمر: إني آكلك لا محالة, فقال: دعني أنادِ
ثلاثاً, فقال: افعل، فنادى: ألا إني أُكلت يوم أُكل الثورُ الأبيضُ.
• مجيرُ أمِّ عامرٍ:
أمُّ عامرٍ هي الضبعُ. وقد رويَ أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حارّ. فبينما هم
كذلك، إذ عرضت لهم أمّ عامر فطردوها فاتبعتهم حتى ألجأها إلى خباء (أي خيمة) أعرابي،
قال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدُنا وطريدتُنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها
ما ثبت قائم سيفي بيدي, قال: فرجعوا وتركوه, فقام إلى شاةٍ فحلبها وقرب إليها ذلك،
وقرب إليها ماء, فأقبلت مرة تشربُ من هذا ومرة تشرب من هذا حتى عاشت واستراحت.
فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه, فبقرت بطنه, وشربت دمه, وأكلت
حشوته, وتركته, فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة فالتفت إلى موضع الضبع فلم
يرها, فقال: صاحبتي والله, وأخذ سيفه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها
وأنشأ يقول:
يـلاقي كمـا لاقى مجيرُ أم عامرِ |
ومن يصنعِ المعروفَ في غير أهلهِ |
غداً يصنع المعروف مع غير شاكرِ |
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من |
قال الشعراءُ:
قالَ الشاعر المصري محمود سامي البارودي:
ومن أطاعَ هَواهُ قلَّ ناصِرهُ |
من خالفَ الحَزمَ خانَتهُ مَعاذِرهُ |
مِنَ الزَّمَانِ فَإِنَّ اللَّه قَاهِرُهُ |
ومَنْ تَرَبَّصَ بِالإخْوَانِ بَادِرَة ً |
مَا لَمْ تَكُنْ فَوْقَ مَرْآهُ سَرائِرُهُ |
لا يَجملُ المرءُ في ظَرفٍ وفي أدبٍ |
مِثْلَ الصَّدِيقِ الَّذِي يُرْضيِكَ ظَاهِرُهُ |
وَمَا الصَّدِيقُ الَّذِي يُرْضِيكَ بَاطِنُهُ |
وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا تُخْفِي ضَمَائِرُهُ |
قَدْ لاَ يَفُوهُ الْفَتَى بِالأَمْرِ يُضْمِرُهُ |
وَالدَّهْرُ مأْمُونَة ٌ فِينا بَوَادِرُهُ؟ |
كيفَ الوصولُ إلى حالٍ نَعيشُ بها |
* من غريب القرآن الكريم:
* قال تعالى:
﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًاً﴾
[ص/44]
الضِّغثُ: قبضةُ ريحان، أو حشيش أو قضبان، وجمعه: أضغاث. قال تعالى: وبه
شبَّهَ الأحلامَ المختلطةَ التي لا يتبينُ حقائقها،
﴿قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾
[يوسف/44] أي: أخلاط من الأحلام.
* قال تعالى:
﴿أن لن يخرج الله أضغانهم﴾
[محمد/29]، الضِّغنُ: الحقدُ الشديدُ، وجمعه: أضغان.
* قال تعالى:
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾
[البقرة/138]، الصبغُ: مصدر صبغت، والصبغ: المصبوغ، وقوله تعالى:
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾
إشارة إلى ما أوجده تعالى في الناس من العقل الذي يميّزهم عن البهائم.
* من نوادر العرب:
* ذهب رجلٌ إلى الوالي وأنشده شعراً, قال الوالي: اطلب ما تشاء.
قال: هل تعطيني؟
قال: أجل
قال: أريد أن تعطيني دنانير بمثل الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية
قال: حباً وكرامة
قال الشاعر: قال الله تعالى: "إلهكم إله واحد", فأعطاه ديناراً
قال:"ثاني اثنين إذ هما في الغار", فأعطاه دينارين
قال: "لا تقولوا ثلاثة انتهوا", فأعطاه ثلاثة
قال: "ولا ثلاثة إلا هو رابعهم", فأعطاه أربعة
قال: "ولا خمسة إلا هو سادسهم", فأعطاه خمسة دنانير وستة
قال: "الله الذي خلق سبع سموات", فأعطاه سبعة
قال: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية", فأعطاه ثمانية
قال: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض", فأعطاه تسعة
قال: "تلك عشرة كاملة", فأعطاه عشرة دنانير
قال: "إني رأيت أحد عشر كوكباً", فأعطاه أحد عشر
قال: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله", فأعطاه اثني عشر
ثم قال الوالي: أعطوه ضعف ما ذكر واطردوه
قال الشاعر: لماذا يا مولاي؟! قال: خفتُ أن تقول: "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون".
* قال رجل نحْويٌّ لابنه: إذا أردت أن تتكلم
بشيء فاعرضه على عقلك وفكّر فيه بجهدك حتى تقوّمه ثم أخرج الكلمة مقومةً. فبينما
هما جالسان في الشتاء والنار مشتعلة وقعت شرارة في جبّته وهو غافل عنها والابن يراه
فسكت ساعة يفكر ثم قال: يا أبتِ أريد أن أقول لك شيئاً، أفتأذن لي فيه؟ قال أبوه:
إن حقاً فتكلم. قال: أراه حقاً. فقال: قل. قال: إني أرى شيئاً أحمر على جبتك. قال:
ما هو؟ قال: شرارة وقعت على جبتك. فنظر أبوه إلى جبته وقد احترق منها جزء كبير,
فقال للابن: لماذا لم تعلمني به سريعاً؟ قال: فكرتُ فيه كما أمرتني ثم قوَّمت
الكلام وتكلمتُ به, فنهره وقال له: لا تتكلم بالنحو أبداً.
* من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
* قال صلى الله عليه وآله:
"وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلّا حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟" (تحف
العقول: 56): قوله صلى الله عليه وآله فيه استعارة ، والمراد بها أنَّ سبب تعثّر
الناس إنَّما هو ألسنتهم، بعلة الأقوال السيّئة التي تصدر عنهم، هذا في الدار
الدنيا. فأمّا في الدار الآخرة فيعذَبون بسبب أقوالهم كما يعذَّبون بسبب أفعالهم,
ويكبّون في النار على مناخرهم. والتعبير عن هذه الحال بـ"حصائد الألسنة" من أحسن
العبارات؛ لأنَّه عليه وعلى آله الصلاة والسلام شبَّه ما يصدر عن ألسنتهم من
الأقوال التي تسوء عواقبها ويعود عليهم وبالها بالزارع الذي يجدُ عاقبة زرعه.
* فائدة إعرابية:
* طَالَمَا: مُرًكَّبَةٌ مِنْ "طَالَ" الفعلِ الماضي ومَعْناه: امْتَدَّ، و"ما"
الكافِّةِ فكَفَّتْها عن طَلَبِ فاعِلٍ ظاهرٍ أو مُضْمَرٍ، "مَا" عِوَضٌ عنِ
الفَاعِلِ نحو: "طالَمَا بَحثْتُ عَنْ صَديقٍ". سَمْعاً وطاعَةً: مَصْدَرَانِ
مَنْصُوبَانِ بتَقْدِيرِ فِعْلٍ, أي سَمِعْتُ سَمْعَاً وأَطَعْتُ طَاعَةً. ويجوزُ "سَمْعٌ
وطاعَةٌ" على حَذْفِ المُبْتَدأ، أو التَّقدير: أمْري سَمْعٌ وطاعَةٌ، أو على حذفِ
الخَبَرِ، والتقديرُ: عِنْدِي سَمْعٌ وطَاعَةٌ.
* أخطاء شائعة:
- خلا به لا اختلى به:
يقال: اختلى المضيفُ بضيفه, وهذا خطأ, لأنَّ الفعل "اختلى" لا يفيد نفس المعنى الذي
يفيده فعل "خلا" من انفراد شخصٍ بآخر.
-انطفأت النار وليس خمدت:
يفترق الانطفاء عن الخمود أن الأولَ يعني أن النار قد زال لهبها نهائياً, أما إذا
خمدت فيكون لهبها قد سكنَ دون أن يُطفأَ جمرُها.
- يُخيَّلُ إليّ:
- يقال: يخالُ لي أن الأمر كذا, والصحيح أن يقال: يُخيَّلُ إليّ, أي أتوهَّمُ أنه
كذا.
- عمود لا عامود:
يقال: هذا عامود طويل, والصحيح أن يقال: عمود, لأن هذه الكلمة لا يصح أن تحتوي ألفاً.
- عموم وعامة:
يقال: هذا بيان موجهٌ إلى عموم الناس, والصحيح أن يقال: إلى الناس عامةً. أما عموم،
فهي مصدر الفعل "عمَّ" بمعنى شملَ.
- يعاني:
يقال: يعاني فلان من آلام مبرِّحة, والصحيح أن يقال: يعاني فلان آلاماً مبرحةً, لأنَّ
الفعل "عانى" يتعدى بنفسه ولا يتعدى بحرف الجر "من".
• كلمات عامية أصلها فصيح:
- تقول العامة: حمِئَ على فلان, ويقصدون من ذلك أنه غضبَ, وهذا الاستعمال لفعل "حمِئَ"
هو استعمال فصيح, ويؤدي نفس المعنى الذي يؤديه في العربية الفصحى.
- تقول العامة: حَنَّنَ الطعامُ, إذا فسدَ وتغيَّرَ طعمه ورائحته. وأصلُ الفعل في
العربية الفصحى من "الحنين", وهو تغيّر رائحة الجوز والزيت ونحوهما بسبب الفساد.
- تقول العامة: حَوَّشَ الشجرة إذا قطف ثمرها. وأصل الفعل في العربية الفصحى: حاشَ,
أي جمعَ الشيءَ واستولى عليه. وفي الفصحى أيضاً يقال: حاش الذئبُ الغنمَ إذا جمعها,
والتحويش هو التجميع.
- تقول العامة: خشّ البيت, بمعنى: دخلَ. وهذا الاستعمال صحيح في اللغة العربية
الفصحى.
- تقول العامة: خضَّ الإبريقَ, إذا حرَّك ماءه حركة عنيفة. وأصل الفعل في العربية
الفصحى "خضخضَ".
- تقول العامة: خمَّجَ اللحم إذا فسدت رائحته وأنتنَ. وأصل الفعل في العربية الفصحى
"خَمِجَ", ويقال: خمج التمر إذا فسد جوفه وصار حامضاً.