في كثير من الأحيان لا يدري الشخص أنّ جسماً غريباً استقرّ في أذنه إلّا عند إحساسه بآلام حادّة فيها، ما يستدعي حالة طوارئ لإخراج الجسم الغريب منها. فما هي الطرق الأسلم لإخراج هذه الأجسام دون أذيّة الأذن أو إحداث أيّ ضرر بها؟

* الأجسام الغريبة
الأجسام الغريبة على أنواع وأحجام مختلفة، منها:
1- أجسام صلبة وقاسية، كالخرز وحبوب الطعام.
2- أجسام رخوة وليّنة، كالحشرات والقطن...

هذه الأجسام يمكن أن تسدّ الأذن، أو تصل إلى الطبلة فتجرحها، وتسبّب آلاماً حادّة تنذرنا بوجود هذا الجسم الذي لا يمكن اكتشافه. وفي حال عدم إحساسنا بالألم لا ندري بوجود هذا الجسم إلّا عن طريق الفحص الطبّي.

* طُرق إخراج الجسم الغريب
إذا أحسّ الشخص بأن جسماً غريباً دخل أُذنه فعليه أن:

1- يحني رأسه من جهة الأذن التي دخل فيها الجسم ليحاول إسقاطه خارجها. وإن لم تُجدِ هذه الطريقة نفعاً يمكن الاستعانة بشخص لسحب الجسم الغريب من الأذن بهدوء. والمعالجة بهذه الطريقة تنفع مع الكبار في السنّ فقط أما الأطفال فلا يمكن استخدام الأسلوب نفسه معهم، لأنّ أُذن الصغير حسّاسة للغاية. ويدلّ بكاء الطفل ووضعه إصبعه في أذنه على أنّ هناك جسماً ما فيها، وعندها الأفضل مراجعة الطبيب.

2- تُستخدم قطرات طبيّة لإخراج الحشــرات التــي قد يتــكرّر دخولها إلى الأذن في فصل الصيف، نتيجة انتشارها بكَثرة، خاصّة في القرى. فإنّ الخطوة الأهم هي إعاقة حركة الحشرة داخل الأذن، باستخدام مادة زيتيّة متوفّرة في الصيدليّات على شكل قطرات. وفي حال عدم وجودها، يمكن استخدام قليل من زيت الزيتون المسخّن بدرجة حرارة 37 مئوية فقط، ثم التوجّه فوراً إلى أقرب طبيب لإخراج الحشرة بأمان.

* لأذن آمنة من الأجسام الغريبة
1- من المعروف أنّ الجسم الغريب يدخل صدفة إلى الأذن عند الكبار، أمّا الصغار فيقومون بذلك نتيجة الفضول، لذا يجب على الأهل إبعاد كافّة الأشياء التي تضرّ بأطفالهم، ووضعها في أماكن بعيدة عن متناولهم.

2- الأشخاص الذين ينامون في الفلاة وخارج المنزل في الصيف، ننصحهم باستعمال الأقراص والمبيدات للقضاء على الحشرات، أو شراء زجاجة تحتوي على المادة الزيتيّة، التي ذُكرت سابقاً، وإبقائها طوال فترة الصيف في المنزل؛ لأنّها المساعد الأول في التخلّص من الحشرات.

* لا تستهن بدخول الماء إلى أذنيك
قد لا نكترث عند دخول بضع قطرات من الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام أو السباحة؛ لأنّ الأمر ينتهي غالباً بأن تقوم الأُذن بتنظيف نفسها بشكل تلقائيّ بمدّة زمنية قصيرة.
لكن قد ينتابك شعورٌ مزعج لوجود الماء في الأذن ويسبّب مخاطر؛ حيث يؤدّي إلى التهاب حادّ في الأذن الخارجيّة. والسبب هو أنّ الماء يوفّر رطوبة داخل الأذن ما يسمح بتكاثر البكتيريا والفطريّات، بالتالي تهييج أنسجة قناة الأذن الخارجية، وقد يسبّب انسدادها.
أما أعراض هذه الالتهابات: صداع شديد، آلام حادّة، إفرازات الأذن وأحياناً ضعف في السمع.

تنبيه: إنّ تكرّر الالتهابات في الأذن الخارجية قد يسبّب ثقباً في الأذن الوسطى (عادة تحتوي على الهواء فقط، ولا يوجد فيها أيّ سوائل صمغية) التي ستلتهب بدورها أيضاً عند تكرار دخول الماء الذي سيعبر من الأذن الخارجيّة إليها عبر ذلك الثقب. وأعراض وجود الثقب دوَارٌ شديد مترافق مع ألم في الأذن.

بالتالي قد تتفاقم مشكلة الالتهابات لكلّ من لا يملك معرفة جيّدة بكيفية التعامل مع الماء الذي يدخل إلى أذنه عند السباحة أو الاستحمام.

* طرق إخراج الماء
تختلف طريقة إخراج الماء من الأذن بعض الشيء عن طُرق إخراج الأجسام الليّنة والصلبة، وتبدأ بالخطوات الأساسية بعد الاستحمام والسباحة:
1- تحريك الرأس بقوة بالاتجاهين.

2- يفضّل استخدام مجفف الشعر على مسافة آمنة (30 سم).

3- يمكن استخدام طرف منديل لتجفيف الجزء الخارجيّ من الأذن بحرص، ولا تستخدم أيّ أعواد قطنية أو غيرها؛ لأن الرطوبة الداخلية للأذن تجعلها رقيقة، سهلة الخدش.

4- في حال استمرار الشعور لديك بوجود الماء، قُمْ بالاستلقاء على وسادة بحيث يكون الرأس جانبياً على الأذن المتضرّرة. انتظر عشر دقائق حيث من المفترض أن تكون الجاذبيّة قد أجبرت الماء على الخروج نزولاً.

5- في حال لم تنجح الخطوات السابقة، استخدم قطرتين فقط من القطرة الذي ذكرناها سابقاً، في الأذن المتضرّرة وهي مرفوعة إلى الأعلى، وبعد ثوانٍ قليلة، اقلب الرأس بحيث تصبح الأذن المتضرّرة نحو الأسفل. وكرّر المحاولة حتى يخرج كلّ الماء الموجود في الأذن.

6- في حال استمرار الشعور بوجود الماء لعدّة أيّام، ينصح بزيارة الطبيب فقد يكون السبب وجود كميّة كبيرة من الصمغ التي يتسبّب الماء في زيادة سمكها، ويمكن إذابتها في عيادة الطبيب فقط.

7- أمّا في حالة ثقب الطبلة فيجب الذهاب فوراً إلى الطبيب؛ لأنّ الماء سيكون بالتأكيد خلف الطبلة، ما يؤدّي إلى بعض الالتهابات الخطرة على سلامة السمع.

* إجراءات وقائيّة بعد الاستحمام والسباحة
ينصح الأطباء بـ:
1- الحرص على تجفيف الأذن بعد كلّ حمام أو سباحة بطرف منديل من الخارج فقط وتحريك سدة الأذن (الجزء اللحميّ البارز إلى جانب قناة الأذن) لثوان بسيطة، بشكل يسبّب ضغطاً خفيفاً على القناة، ما يحرك قطرات الماء إلى خارج الأذن.

2- استخدام السدّات الطبيّة التي يمكن الحصول عليها من الصيدليّات، خاصة لمن يمارسون الرياضات المائيّة؛ إذ إنّ الانتقال بين ماء أحواض السباحة العذب وماء البحر المالح يتسبّب في تغيير حموضة الجسم (PH)، فتحصل بعض الالتهابات أيضاً.

3- الانتباه للأطفال وعدم تركهم يمارسون السباحة بمفردهم، وذلك لمنعهم من غطس رؤوسهم تحت الماء. وأثناء الاستحمام يجب الانتباه إلى عدم وصول الماء بشكل مباشر إلى الأذن، ويفضّل استخدام سدّات الأذن في كلتا الحالتين.