مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الأسرة وقضايا الزواج‏

إعداد: محمود دبوق‏


المؤلف: الدكتور علي القائمي.
الناشر: دار النبلاء.


الحياة ليست قصة مترعة بالألم والعذاب كما يراها بعض المتشائمين، وهي ليست حكاية جميلة تطفح بالسعادة كما قد يتصورها بعض البسطاء. بهذه العبارة الجذّابة يبدأ الدكتور القائمي غمار الحديث عن الأسرة وقضايا الزواج في كتاب هو من أكثر الكتب اقتراباً من الواقع الأسري ومشاكله، بحيث يدخل في أقسام الكتاب الستة والفصول المتفرعة عنها إلى أدق التفاصيل أهميّة، ويحدد الدواء الناجع لكل مشكلة تعترض هذه الحياة "المقدسة" في الأسرة والعلاقات الزوجية التي هي أساس هذا المجتمع.

* أساس الحياة الزوجية
بتحليل دقيق يبدأ الدكتور القائمي بالكلام عن انحصار همَّ الكثيرين في البحث عن مظاهر الحياة لا عن معانيها وعندما تعترضهم أمواج الحياة: "يذرفون الدموع لأن الحياة قد حرمتهم من تحقيق بعض اللَّذائد". وفي بحث أسباب النزاع بين الزوجين يشير الكاتب لعدة عناصر سلبية تساهم في تأجيج هذا النزاع ومنها: المفاهيم الخاطئة عن الحياة، وجهل الطرفين ببعضهما قبل الزواج، وكذلك سعي أحد الطرفين لإثبات سيطرته على الآخر، والندم على الزواج، أو التعلق بشخص آخر على أمل أن يكون زوجاً بديلاً. ينتهي هذا الفصل "الأول" إلى معالجة أربعة عناوين أخرى هي: ضرورة توّفر المودّة والحب الزواج والواجب الهدف الذي يفتح الطريق لأي زوجين شابين بما يكفل لهما عدم الوقوع في الفراغ والحياة المريرة أسلوب العمل. بعد ذلك يشرح أهداف الحياة العائلية ثم يبين أهداف الزواج فيذكر منها: الحصول على الاستقرار التكامل الحفاظ على الدين بقاء النسل. ويتحدث عن مقومات الحياة الزوجية ويعدد الضوابط التي توفر استمرار هذا الرباط القائم بين الزوجين.

* بواعث النزاع‏
في القسم الثاني يتحدث عن بواعث النزاع ويشير إلى جملة من الأسباب التي لها دور كبير في ظهور المشاكل في الحياة الزوجية وقد جعل كلاً منها في فصل منفرد:

1- غياب الخبرة في الحياة الزوجية: والذي يؤدي إلى اختيار واحدٍ من حلول ثلاثة: أ- طريق الطلاق . ب- طريق التحمّل والعذاب. ج- طريق الإصلاح وهو الطريق الأمثل الذي يحضُّ عليه الإسلام.

2- الطموحات اللامحدودة: يتناول هذا الفصل موضوع الطموحات ومنشؤها وينصح في نهايتها أن يكون الإنسان واقعياً في طموحه وصبوراً في تحقيق ما يصبو إليه.

3- الشكوك وسوء الظن الذي ينسف أساس الاتحاد بين الزوجين ويفقدهما القابلية على الاستمرار، ثم يعدد بواعث الشك ويحثّ على ضرورة التخلص من سوء الظن.

4- الرغبات: يعالج هذا الفصل مسألة الهوى نتيجة أسر الشهوة والانقياد لها.

5- عقدة التفوّق: يرى الكاتب في الفصل الخامس أن بواعث هذه العقدة أربعة هي: الغرور الفارغ وحب السيطرة والأنانية وأخيراً الشعور بالنقص، ثم يدعو إلى عملية تقييم للذات وشكر الله على تميز الشريك الآخر وتفوقه.

6- تعيين الحدود: يقول الكاتب فيه: ".. إنَّ حرية المتزوج تنتهي عندما يبدأ حق الآخرين، فلو أن كل عضو في الأسرة يعمل ويتحرك في ضوء أهوائه وأذواقه دون أن يأخذ بنظر الاعتبار "الآخرين" في ذلك، ستعم الفوضى وسيطغى الاضطراب، وبالتالي ستفكك الأسرة".

7- تحمُّل الآخر: يركز هذا الفصل على موضوع تحمّل الزوجين لبعضهما وينصح بعدم الوقوع في شرك الخصام وكثرة النقاش وسوء الخلق والفظاظة في التعامل من خلال دعوة الرجل أكثر من المرأة إلى ذلك كونه أقل عاطفية إلى ضبط النفس والسعي الدائم للتفاهم.

8- الأهداف المادية: إن الزواج الذي لا يقوم على أسس أخلاقية ومعنوية سامية ويرتكز على تحصيل المصالح المادية هو زواج هزيل لا يمكن له أن يصمد أمام عواصف الحياة ومصاعبها، ومن أسباب ذلك: الوعود الكاذبة قبل الزواج هاجس المادة امتعاض المرأة من حالة الفقر لدى الرجل عمل المرأة وإنتاجها المالي الخاص.

9- الزواج الثاني: يقول الكاتب: "إن المرأة تعتبر قدوم الزوجة الأخرى سيفاً مسلّطاً فوق رقبتها، كما أنها تنظر إلى الرجل من خلال ذلك باعتباره مجرد متصاب يحاول استعادة أيام الشباب. ويبقى إقناع المرأة بذلك بالرغم من احتمال وجود مصلحة شرعية واجتماعية وأخلاقية أمراً صعباً إذا لم نقل مستحيلاً، فلقد بقي حل تلك المعضلة العويصة مستعصياً على الرجال طوال التاريخ". ويقول: "يمكن أن نطرح تعدد الزوجات على أنه حق للمرأة وليس حقاً للرجل فقط". ثم يختم بحديث مع الرجال ويقول: "إنَّ تعامل الرجل يجب أن يكون بمستوى الإنسانية على الأقل، وأن لا يهمل زوجته الأولى ويحرمها من حقوقها".

* أهداف النزاع الزوجي‏
يبحث الكاتب في القسم الثالث في أهداف النزاع الزوجي فمنها ما يرتبط بنفس أحد الزوجين ومنها ما يرتبط بالطرف الآخر ومنها ما يرتبط بالاثنين معاً وأحياناً فهناك ما يرتبط بالآخرين وتدخلاتهم ثم ينصح بضرورة الاعتراف بالخطأ من كلا الزوجين والترفع عن مسائل عديدة ويتحدث عن التسامح والصبر وضروراتهما وعن التحكيم وهو الخيار ما قبل الطلاق والانفصال.

* نتائج النزاع‏
في القسم الرابع أربعة فصول يتحدث فيها الكاتب عن مرارة الحياة وعن الشجار وأسبابه ونتائجه وعن الطلاق ونتائجه وآثاره على الأطفال.

* تعزيز العلاقات الزوجية
في القسم الخامس يُظهر الكاتب الطريق الأمثل في تعزيز العلاقات فيتحدث عن الجمال الظاهري خصوصاً للمرأة، وينبه لعوامل أخرى منها: الاعتناء بنظام المنزل، كسر الرتابة والجمود توفير الراحة رعاية الأدب والأخلاق. بعد ذلك يتحدث عن الجمال الباطني وقيم الكمال، ثم يرتقي الحديث إلى الحب وأساسه ومراحله والعلاقات الجنسية فيحذِّر من أضرار الامتناع عنه وكذلك التفلت وعدم كبح الجماح إذا زاد عن الحد المعقول.

* ديمومة الحياة الزوجية
يتمحور القسم السادس حول ديمومة الحياة الزوجية وفي أربعة فصول يتحدث الكاتب عن الأمن العائلي ودور الأم والأب ومكانتهما في الأسرة ثم يتناول الحقوق الزوجية واحترامها ومسؤوليات كل من الرجل والمرأة وحقوق الأبناء، ويأتي على موضوع الإخلاص وضروراته ثم يتطرق لأهمية الهدية وينبه إلى الوقوع في كثرة الانتقاد واجتناب الإهانة والابتعاد عن العنف. وأخيراً يتحدث عن الأبناء ودورهم في السعادة الزوجية، وردعهم لوالديهم عن الطلاق.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع