فاطمة
المثل أخي القارئ كلام يقال في حادثة معينة ويردّد فيما بعد إذا سنحت مناسبات مشابهة للحالات الأصلية التي ورد فيها الكلام، فَكَمْ من كلمة أو عبارة أصبحت حكمة يعمل بهديها ومثلاً يقتدى به. لذلك من المفيد هنا أخي القارئ أن نلفت انتباهك إلى بعض الأمثال التي تروّج لمعانٍ وأفكار غير مقبولة في قاموس الرفاء لا بل إنها تنافي المعاني الإنسانية السامية ولهذا رأينا من الضروري تناول تلك الأمثال والتصدّي لها ولو من هذه الزاوية الغيرة.
"ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمو"، المعروف أخي القارئ أن هذا المثل يتردّد بكثرة على ألسنة الناس لدى محاولتهم الهروب من مسألة معينة دون أن يأخذوا بعين الاعتبار ماذا يعني هذا المثل بالتحديد.
فلو تأملنا في كلمات هذا المثل لرأيناها تعبّر عن نفسية تميل للشعور بالخوف واللجوء إلى الهروب من المصاعب صغيرة كانت أم كبيرة وهذه دون شك هي نفسية الجبان الذي يضحّي بقيمه ومبادئه نتيجة خوفه وضعفه وهروبه من الموت. لذلك فمن الواجب أخي القارئ إعادة النظر في مثل هذا المثل الذي لا يخدم إلا مَنْ هَمُّهُمْ زرعُ الخوف في النفوس وخصوصاً أولئك الذين لا يخدم إلا مَنْ هَمُّهُمْ زرعُ الخوف في النفوس وخصوصاً أولئك الذين يعملون جاهدين لإبعاد الناس عن روح المقاومة وعن خطّ الجهاد والشهادة. فمن المستحسن أخي القارئ أن نستبدل "ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمو" بـ"ألف كلمة الله يرحمو ولا كلمة جبان" لأن هذا المثل يعبّر فعلاً عن نفسية لا تهاب الموت ولا المصاعب بل تتحلّى بالشجاعة والصبر على المكاره في سبيل قضية مقدسة وأهداف إنسانية نبيلة.