مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام‏: طلاق بالثلاثة


ايفا علوية ناصر الدين‏


كنا صغاراً وكانت تتهادى إلى مسامعنا كلمات الكبار يغبطون فينا نعمة الطفولة، ويتأوهون من حال الدنيا التي هم في شباكها يتخبّطون: "نيالهم... بكرا بيكبروا وبيكتشفوا حقيقة هالدنيا وما فيها...".

وآنذاك لم نكن نُعير تلك الحقيقة التي تنتظرنا اهتماماً، أو ندرك المعنى المختبئ خلف تلك العبارة. ومرّت الأيام، وكبرنا، وارتفعت الستارة أمام ناظرينا عن تلك الحقيقة الموعودة: وجه البراءة الذي ألفناه في ملامحها لم يكن سوى قناعاً زائفاً يُخفى وراءه أنياباً ضارية ومخالب فتّاكة تترصد فينا الفريسة! الجمال الباهر الذي تجسدت لنا به بأحلى حلة وأبهى مظهر ما كان إلا كذباً وغروراً! الأحلام الوردية التي زرعتها في سماء مخيلتنا ما كانت إلاّ قصوراً رملية على شواطئ السراب! السعادة البرّاقة التي نسجت خيوطها في بيوت قلوبنا كانت أوهن من أن نتخذها لباساً!

صغاراً كنا، وكنا نلهو ونرتع في ملاعب الحياة وكانت الصورة مجتزأة في أعيننا، واليوم ها نحن كبار تتجلى لنا الصورة كاملة بجميع تفاصيلها، فهل نغلق على أنفسنا أبواب الغفلة ونتركها تلتهمنا في سواد العتمة المبحرة نحو الضياع...!؟ أم نتجه بكل قوتنا إلى سفينة النجاة التي يعلو منها صوت أمير الأتقياء عليه السلام مردداً: "يا دنيا! يا دنيا! إليك عنّي... هيهات غرِّي غيري، لا حاجة لي فيكِ، قد طلَّقتكِ ثلاثاً، لا رجعة فيها فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد"(*)...!؟


(*) نهج البلاغة حكم 77.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع