الشيخ محسن قراءتي
اللَّه تعالى خلق الغرائز في الإنسان لذلك لا يجوز القضاء عليها، بل يجب العمل على ضبطها. الغرائز أمور ضرورية لحفظ وبقاء وتكامل البشر. لو لم يمتلك الإنسان البطن لمات جوعاً، ولو لم يمتلك الغضب لما تمكن من الدفاع عن نفسه، ولولا الغريزة لما بقي الجنس البشري.
لكن يجب اختيار الطريق الصحيح عند إرضاء الغرائز. الغرائز تشبه قارورة الغاز التي إن أحسنا الاستفادة منها أدت إلى نتائج مطلوبة كالطبخ والحرارة... ولكن لو استعملناها بشكل خاطئ أدت إلى الانفجار. التزين مثلاً غريزة عند المرأة، فلو ظهرت هذه الغريزة داخل البيت لساهمت في إيجاد حياة هادئة سعيدة ولكن لو ظهرت في الخارج وفي الشوارع لأدى الأمر إلى زوال وتفكك عائلات متعددة. ستضطرب علاقة الرجل بعائلته عندما يشاهد في الخارج عشرات النساء اللواتي قمن بتزيين أنفسهن، ذلك لأن المظاهر الخارجية سلبته ارتباطه بزوجته. بالإضافة إلى أن تعاطي الرجل العازب مع هذه المظاهر الخارجية يؤدي به إلى طوفان داخلي يحمل نتائج سلبية فإما أن يذوب فيه ويحترق كالشمع، وإما أن يحمل في ذهنه فكرة الاعتداء وسوء القصد، وتكثر عندها الأفكار الغريبة كالفرار من البيت والقتل وتزداد الأمراض النفسية والجسدية...