حوار: منهال الأمين
الحج هل هو ظاهرة تقليدية تتكرر كل عام، فيندفع ما يزيد عن مليوني مسلم أو أكثر سنويًا، لتشكيل أكبر تجمع بشري في العالم، في بقعة من الأرض، ولمدة محددة، يمارسون نفس الأعمال، ويتوجهون بالصلاة والدعاء بشكل جماعي ليس له من مثيل؟، أم أن الحج هو وسيلة وليس هدفًا بحد ذاته، ارتأى الشارع الإسلامي منها تنظيم الفكر الجماعي للمسلمين، ومنحهم فرصة التلاقي والتواصل لكي يكونوا قلبًا وعقلاً واحدًا، أو كما عبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
الحج فرصة، كما سماه سماحة العلامة الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الذي جال بنا في أجواء هذه "العبادة السياسية"، تاريخها، واقعها وأهدافها، وكيف استثمر الرسول وأهل بيته عليهم السلام هذا الموسم لخدمة الأهداف السامية التي عملوا لأجلها، مستعرضًا تجربة الإمام الخميني قدس سره الرائدة في هذا المجال، والتحول الذي أحدثه هذا الرجل في النظرة إلى فريضة الحج -فضلاً عن كل شعائر الإسلام ومفاهيم الدين الحنيف- وهو الذي وضع للمسلمين أسسًا وشق لهم دروبًا نحو الصلاح والرشاد والحرية، والخروج من دائرة الفكر الظلامي والتكفيري، والخوض بكل قوة في ساحات التصدي لمشاريع القوى المستكبرة للهيمنة والتسلط على الأمة، فكان يوم القدس، ويوم المستضعفين...ثم يوم البراءة من المشركين بمسيرة ضخمة، جعلها إحدى مراسم الحج؛ فكان ثمن هذه الصحوة غاليًا، وغاليًا جدًا، إلا أنه كان الهدى الذي أخرج الذين آمنوا من الظلمات إلى النور، ولا زال ينير درب السالكين. فيما يلي نص الحوار مع سماحة الشيخ نعيم قاسم:
* فضلاً عن الأهداف العبادية والروحية للحج، ما هي الأهداف العامة لهذه الفريضة من الناحية السياسية والاجتماعية، وحتى الثقافية في بعدها العملي؟
الحج فريضة إلهية تستهدف توفير فرصة فردية وجماعية في آن معًا: فمن الناحية الفردية تستهدف التعبئة الروحية وتصعيد جذوة الإيمان إلى درجة تجعل الفرد يخضع "لدورة تدريبية" خاصة لا تتوفر للإنسان في حياته العادية، فتأتي هذه "الدورة" لتصقل الشخصية أكثر فأكثر. وأما على المستوى الجماعي فهي توجد الفرصة المؤاتية للقاء المؤمنين، ولهذا اللقاء منافع كثيرة. والأمر يعود إلى المؤمنين، في حسن الاستفادة من هذا الظرف وهذا المكان الذي هيأه الله تعالى لتحقيق هذه المنافع. وهي في الواقع عندما ترتبط بالجماعة، تشمل الأطر السياسية والاجتماعية والثقافية، والمسلمون يطرحون في هذا الموسم ما يرونه مناسبًا وما ينفعهم في هذه المجالات المختلفة. على المستوى السياسي، الحج فرصة للاجتماع من اجل التداول في شؤون المسلمين وبقضاياهم المختلفة في بلدانهم، ليتحدثوا عن أصدقائهم وأعدائهم، وعن التعاون بين المسلمين لتشكيل القوة الملائمة لمواجهة التحديات، سواء أكانت تحديات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو عسكرية... والحج مؤتمر سياسي لبحث قضايا الأمة الإسلامية، وبلورة المواقف المناسبة والملائمة. أما على المستوى الاجتماعي، فالحج فرصة للقاء الألوان والأجناس واللغات والثقافات المتباينة من دولة وأخرى، من اجل مزيد من التفاعل. هو فرصة لتبادل المعارف والخبرات التي تنفع البلدان المختلفة من تجارب بعضها البعض، والإستفادة من الكفاءات الموجودة فيها. وهذا اللقاء في الحج هو لقاء بين المسلمين على قاعدة الأخوة، وقد قال تعالى"إنما المؤمنون أخوة"، والأخوة الدينية هي أرقى نماذج الأخوة، فكيف إذا حصل التفاعل بين الأخوة فيما بينهم، فهذا سيولد المزيد من العلاقة العاطفية والإنسانية والشخصية، وهذه كلها تدعم العلاقة بين المسلمين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بوحدتهم. فنحن بحاجة إلى هذا النمط الوحدوي الذي يقرب بين المذاهب، والدول، وكل المسلمين المنتشرين في أقطار العالم. أما على المستوى الثقافي، فتطرح آراء وأفكار متنوعة، وقضايا معاصرة، واجتهادات فقهية وسياسية ومجتمعية في قراءة الإسلام. فنحن بحاجة لأن يفهم بعضنا البعض في هذه القراءات، لنتنور وتكتمل الصورة عندنا بشكل أفضل.
* كل هذا جيد على مستوى الطموح، ولكن إلى أي مدى يقترب المسلمون -إن لم نقل يطبقون بشكل كامل- من هذه الأهداف والمعاني السامية للحج؟
لو أردنا أن نقارن بين المنافع التي يمكن أن تتحقق في الحج، وما يحققه المسلمون فيه، لوجدنا أن البون شاسع جدًا. فنحن بحسب الواقع وللأسف لا نستفيد من هذه العبادة السماوية إلا القليل القليل، على المستويين الفردي والجماعي. ولعل السبب الأساس في ذلك، هو تلك الثقافة الخاطئة عن الحج، سواء في نظرة وفهم المسلمين لموسم الحج، أو فيما يتعلق بطريقة أداء المسؤولين في البلدان المختلفة، في سعيهم لحصر شؤون الحج في إطار لا يتجاوز الزاوية العبادية المحضة، من دون الالتفات إلى كل ما يحيط بها ، وما ينتج عنها من تحقيق الأخوة والمنافع والتعاون والاستثمار لهذا المؤتمر العالمي. وهذه مشكلة حقيقية، علينا كمسلمين أن نتابعها وأن نتداول فيها دائمًا، وأن نسعى لتغيير هذا النمط السائد، ولو في حدود معينة تتناسب مع الظروف القائمة، للاستفادة من الحج. وقد جرت محاولات كثيرة في هذا الشأن، سواء ما قام به الإمام الخميني قدس سره من إحداث منعطف حقيقي في النظرة إلى الحج، أو ما تابعه فيما بعد الولي الفقيه الإمام الخامنئي حفظه المولى في هذا الشأن. أو أيضًا ما قام به عدد من علماء المسلمين، أو الجهات التي اهتمت بواقع الحج، بإنشاء حملات خاصة إلى الحج، تكون لها برامج تأخذ بعين الاعتبار سعة المنافع الفردية والجماعية. وهذا كله احدث بعض التطور، وأمكن من خلاله الاستفادة من الحج لكن لا زلنا بحاجة إلى الكثير الكثير.
* ما تفضلتم به هو لا شك كان في صلب أهداف واهتمامات الرسول صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام، كيف استثمر الرسول والأئمة عليهم السلام موسم الحج في سبيل تحقيق الأهداف الإلهية؟
أراد النبي صلى الله عليه وآله وأئمتنا الأطهار عليهم السلام، إعطاء أبعاد ومعان خاصة لدور الحج ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وخاصة في مكة المكرمة؛ فالرسول صلى الله عليه وآله استفاد من فرصة الحج قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، باستقبال وفود من المدينة في بيعة العقبة الأولى، ثم بيعة العقبة الثانية، في موسم الحج وفي الليلة الثانية من أيام التشريق في منى، ليؤكد أن فرصة التلاقي كانت مناسبة لصياغة اتفاقات لها علاقة بإقامة دولة الإسلام المستقبلية في المدينة المنورة، والتزام المسلمين الذين بايعوا على هذا الخط بأن يكونوا في درب الجهاد وأن يحموا دولة المسلمين وأن يكونوا مع بعضهم يدًا واحدة على من عاداهم. هذا يثبت أن حالة التواجد في وقت موسم الحج هي حالة يمكن أن تنتج اتفاقات ومعاهدات والتزامات قد تؤسس لمستقبل عظيم في حياة الأمة. فمن نتاج بيعة العقبة الأولى كان أن ذهب مصعب بن عمير مكلفًا من رسول الله صلى الله عليه وآله ليعلم أهل يثرب. وكان من نتاج بيعة العقبة الثانية أن كان العدد كبيرًا إلى درجة اختيار12 نقيبًا منهم موزعين بين الأوس والخزرج، كجزء من تنظيم الإدارة في المدينة المنورة، وهذا كان قبل سنة واحدة من الهجرة النبوية الشريفة. إذًا موسم الحج حتى في معناه "القديم" التاريخي، كان يستفاد منه في هذه الدائرة. كذلك رأينا أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما أتى فاتحاً إلى مكة المكرمة كان له موقف مهم جدًا ترك آثاره، عندما أطلق من هذا الموقع بالتحديد، أولئك الذين واجهوه خلال فترة طويلة من الزمن وواجهوا المسيرة الإسلامية، فقال لهم: "اذهبوا انتم الطلقاء"، ليقول أن هذا الموقع هو موقع إنشاء العلاقات الإنسانية من موقع الرحمة الإنسانية لنشر هذا الدين بالطرق المناسبة. ففي العقبة كان الاستعداد للبناء والالتزام بالحرب والجهاد ، وفي فتح مكة كان هناك التطبيق العملي، بإطلاق سراح أولئك الذين اساؤوا للإسلام والمسلمين، كجزء من الخطة السياسية الواعية التي تعمل لخدمة الإسلام. ونستطيع أيضًا فهم أبعاد الحج، من خلال الموقف البارز للنبي صلى الله عليه وآله عندما اختار موقع غدير خم في آخر حجة له المسماة "حجة الوداع"، ليعلن إمامة أمير المؤمنين أمام الملأ، ولتنزل الآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، كتعبير عن أهمية الولاية والقيادة. فأعلنها صلى الله عليه وآله أمام جميع المسلمين في مؤتمر الحج. لأن هذه قضية كبرى وخطيرة، تتطلب هذا المكان وهذا الموسم لتنطلق منه ، وليتعرف المسلمون على حقائقهم.
وإذا قرأنا تجربة الأئمة عليهم السلام أيضًا مع موسم الحج، نجد أن الإمام الحسين عليه السلام توجه من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة كمحطة قبل الذهاب إلى كربلاء، مع العلم أن بقاءه في المدينة المنورة هو بقاء في ظل أجواء قد تكون مساعدة نوعًا ما، لحمايته من الحاكم الظالم لكنه فكر كيف يستحضر المزيد من التعبئة والترويج لهدفه ومشروعه الذي هو مشروع الإسلام، فذهب إلى مكة المكرمة واستمر فيها حوالي 4 أشهر و10 أيام، قبل أن يتحرك في الثامن من ذي الحجة، وهناك كان يلتقي في دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بالحجيج والمعتمرين الذين جاؤوا إلى مكة المكرمة، ليوجههم ويرشدهم، وقد وقف خطيبًا في بعض الحالات، وخطبته معروفة، لتبيان الأبعاد والأهداف. إذًا، مكة المكرمة منطلق في موسم الحج للتعبئة، والتوجيه، وتبيان الأهداف، وتحديد الصديق من العدو، وتعريف المسلمين بالقضايا التي تهمهم. كذلك كان الموقف البارز مع الإمام زين العابدين عليه السلام، حيث لم يستطع هشام بن عبد الملك أن يدخل إلى الكعبة ويلمس الحجر الأسود، فاضطر للوقوف جانبًا قرب ماء زمزم، بينما بمجرد أن اطل الإمام زين العابدين عليه السلام انفرجت الطريق أمامه بابتعاد الناس ليفسحوا له المجال ليصل إلى الحجر الأسود. وقد احدث هذا الأمر صدمة عند هشام وعند الكثيرين من أعوانه، لأن هذه الحادثة تدل على المكانة التي كانت للإمام بين الناس ومعرفتهم به وبدوره، وهذه خطوة مؤثرة في عملية التعبئة والقيادة والتوجيه. إذًا، الحج فرصة تتجاوز مجرد الذهاب العبادي، هو كما قال الإمام الخميني قدس سره عبادي وسياسي في آن معًا.
* في تاريخنا المعاصر نجد أن استثمار موسم الحج كان ضعيفًا و"مرعيًا" في العادة من السلطة الحاكمة، حتى بدأ التحول مع الإمام الخميني، ما هي الأفكار التي أحياها الإمام عن فريضة الحج؟ أَوَلمَ ْيكن من تحرك على هذا الصعيد قبله، أي هل أنه تفرد بذلك؟
يمكن القول بكل دقة وجدارة أن الإمام الخميني أحدث تغييرًا حقيقياً في النظرة إلى الحج، وهو بذلك خالف تقليداً شائعاً استمر لمئات السنين، ولم يكن بالإمكان تغيير شيء منه ، لا على المستوى الثقافي ولا على المستوى العملي، لولا هذا الأداء لهذه الشخصية الفذة. فمما ذكره الإمام في نظرته إلى الحج، نجد أنه يقول في إحدى خطبه:"أيها الخطباء أيها الكتاب أوصلوا إلى إسماع إخوانكم بالإيمان، في التجمعات العظيمة في عرفات والمشعر ومنى ومكة المكرمة والمدينة المنورة، قضايا مناطقكم الاجتماعية والسياسية واطلبوا النصرة من بعضكم". وبهذا القول يلخص أهدافاً جوهرية للاجتماع والسياسة والنصرة. وفي محل آخر قال : " إن البعد السياسي هو الأكثر تجاهلاً وغفلة عنه، من بين جميع أبعاد هذه المناسك العظيمة، إذ أن الأيدي الحاقدة عملت وتعمل على إقصائه عن واقع الحياة أكثر فأكثر". ومما قاله قدس سره يظهر بشكل واضح، أن الحكام على مر الزمن وعلماء السلاطين، حاولوا أن يقصوا الأبعاد السياسية للحج، لأن هذه الأبعاد ستؤثر في حركة المسلمين ونهضتهم، وقد تخرج الأمور عن سيطرتهم وإدارتهم. وقد نجحوا في ذلك بشكل واضح. أما عن التحرك قبل الإمام، فإننا نجد في الواقع أن كل التحركات التي قام بها بعض العلماء المتنورين، كانت محصورة ومحدودة وغير فعالة، حتى أن اغلبهم لم يجدوا فرصة ملائمة للتحرك. لكن الإمام قدس سره، بما كان يحمل من جرأة وبما وفقه الله تعالى له من تحقيق ثورة عظيمة ونجاحات كبرى، استطاع من موقعه القيادي وجرأته المميزة، أن يطرح هذه الأفكار التي اعتبرت خطاً جديداً ومميزاً في العالم الإسلامي، وهو إستفاد من مقدرته التأثيرية ومن موقع الدولة الإسلامية المباركة التي أنشأها، ومن قناعته بأن هذا الخط لا بد له من بداية، مهما كلف ومهما واجه من عقبات. ولا ننسَ أن مجزرة كبرى حصلت في مكة المكرمة، كثمن من أثمان هذا التوجه الأصيل، وبالتالي لم يكن الآخرون على مستوى وواقع وقدرة يتمكنون معها أن يتحملوا ما تحمله الإمام المسدد. ونستطيع إذا فهمنا شخصية الإمام الخميني، أن نقدّر تمامًا لماذا كان هو صاحب هذا الطريق الذي شق مسار العبادة السياسية الدينية التي لا تتمايز ولا تتجزأ، وإنما تتفاعل في كل شؤون الحياة، ليكون الإنسان عابدًا ومسيّسًا في آن معًا، لأنه لا فرق بين شخص العابد وحياته، على المستوى الخاص وعلى مستوى المجتمع.
* إستنادًا إلى ما تقدم، كيف نستطيع أن نثير القضايا الكبرى للمسلمين في موسم الحج، من خلال الحديث عن تجربة البعثات ولاسيما أن سماحتكم تترأسون البعثة الرسمية لحزب الله سنويًا إلى الحج؟(1).
هدف بعثة حزب الله إلى الحج، هو التواجد بين المسلمين والتعرف عليهم وتعريفهم على أهدافنا وقناعاتنا، والتأكيد على أهمية الجهاد والدور الريادي في مواجهة الاستكبار والمخططات الأمريكية والإسرائيلية. وقد استطاعت البعثة خلال السنوات الماضية، أن تكون محجة للكثير من المسلمين الراغبين في التعرف والاطلاع والتفاعل والتحاور. كما شاركنا في مؤتمرات عدة أقيمت هناك، تحت عناوين مختلفة سواء أكان الوحدة الإسلامية أو قضية فلسطين أو مواجهة الاستكبار، وغيرها من العناوين الأساسية. وكان هناك تأكيد دائم على ضرورة تعاون المسلمين فيما بينهم، سنة وشيعة، ورفض أي شيء يفرق بينهم، أو يشتت قدراتهم وإمكانياتهم. فالبعثة إذًا تقوم بالدور الإعلامي السياسي الذي يبين أهداف المقاومة، وطبيعة قناعتنا بالإسلام المحمدي الأصيل. والحمد لله استطعنا أن نحقق الكثير في هذا المجال، ولكننا لا زلنا في بداية الطريق، فالمهمة كبيرة جدًا ، وعدد الحجاج ضخم جدًا أيضًا، وفترة موسم الحج قصيرة، وعليه فإننا لا ندعي إنجاز ما علينا، فنحن نسعى دائمًا نحو الأفضل. والبعثة تقوم بكل نشاطاتها، بحرية مطلقة وبشكل علني، وانطلاقًا وانسجامًا مع أهداف حزب الله ومقاومة المشروع الصهيوني، وهي موضع ترحيب من الجميع، ولا تواجه أية مصاعب أو مشاكل في تحركاتها.
1- سماحة نائب الأمين العام لحزب الله كان رئيساً لبعثة الحج في الأعوام السابقة الأخيرة.