مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله: الشهادة: اتصال بمبدأ الوجود

إنني لا أدري كيف أتقدم بالشكر للشباب المضحين طيلة هذه الفترة! وكل ما أستطيع قوله هو أن هذا الأمر كان لله ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وكم من الأفضل أن يكون معنا زاد في هذا الطريق الذي لا بد لنا من قطعه والسير فيه، وأن يكون ذلك الزاد هو زاد التوحيد وخدمة الإسلام! إننا لا نتمكن من تقييم عمل الشباب الذي يحيي الليل حتى الصباح جهاداً في خدمة الإسلام معرضاً نفسه للخطر! وإلا فهل يستطيع أحد غير الله أن يجازي هذه الأعمال؟! وهل يمكن أن تكون الطبيعة وزينتها جزاءاً لذلك الكائن الذي يقوم من أجل الله وهو يركب الأخطار؟!

إن ما يطيب الخاطر هو أن حسابكم مفتوح بين يدي الله تبارك وتعالى، وإلا فنحن عاجزون عن شكركم! إن الذي لا شك فيه هو أنكم لله وأن الله مثيبكم ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ إن الجنة التي هي لقاء الله تكفيكم وما سوى ذلك لا يمكن أن يكون هناك شيء في عالم الطبيعة جزاءاً للأعمال التي هي لله! إذ كل ما يتعلق بعالم الطبيعة دون ما هو لله. إنكم جاهدتم لله وإن شاء الله ستواصلون الجهاد حتى النهاية! فكونكم لله أوصلكم إلى النصر. إن قوة الإيمان هي التي دفعتكم إلى الأمام، لا القوة الطبيعية والمادية! إن ما حيّر العلم وخطّأ كل الحسابات هو أنه كيف يمكن أن ينتصر شعب لا يمتلك الوسائل والإمكانيات ولا النظام! حافظوا على رعاية الله هذه! صلوا أنفسكم ببحر الإلهية اللامتناهي وقلوبكم بمبدأ الخير، وكل شيء من عنده. إنه قريب للجميع وكل الإنتصارات والحسنات تحصل بإرادته. كل سيّئ من عندنا وكل جيد منه! فاتصلوا به.

إننا قطرات ضئيلة، بل لا شيء، فإذا ما اتصلنا ببحر الرحمة الإلهية فكل شيء سيتحقق لنا وسنحصل على القوة. لقد كان الوضع في صدر الإسلام هكذا، كان جمع من العرب لا نظام لهم ولا سلاح وكان لكل جماعة منهم سيف واحد وحصان وبعير، وعددهم قليل جداً. كان عدد الجيش الإسلامي ثلاثين ألفاً، فيما كان عدد الجيش الرومي ستين ألفاً يعقبها ثمانمائة أو سبعمائة ألف! فقال أحد قادة المسلمين إذا لم نردْ مواجهة هؤلاء بالشكل المألوف فلا بد لنا من أن نعمل ما يخيفهم. فليأت معي ثلاثون رجلاً لنقاتلهم. فقالوا لا يمكن ذلك، وأخيراً وافق على أن يكون معه ستون رجلاً.

 فأقدم ستون رجلاً مؤمناً على هجوم ليلي مباغت من أجل الله وأوقعوا الهزيمة بطليعة الجيش الرومي، فكان ذلك سبباً في انتصار هؤلاء الثلاثين ألفاً على الروم وإيران وقد كانتا تملكان كل شيء! حتى قيل إن عدة خيولهم كانت من الذهب ولكن لم يكن لديهم إيمان وكانوا خاوين ولم تكن لديهم هذه المعنوية التي نمتلكها نحن والتي تقضي بأننا لو قَتلنا أو قُتلنا لدخلنا الجنة. إنني واثق بأنكم منتصرون إن شاء الله لأنني أرى شعبنا اليوم يتمتع بهذه المعنوية!إنني ألتقي شباباً في ريعان شبابهم جاء أحدهم وجلس أمامي وصار يقسم عليّ بأن أدعو له بالشهادة وبعدها عندما جئنا إلى هنا فوجدنا النساء والشباب يطلبون الاستشهاد أيضاً! حيث إن المرأة التي ضحت بأولادها تقول إنني بقي لي ولد أو ولدان أريد أن أضحّي بهما أيضاً! إن هذه الروح هي التي تجعلنا واثقين بأنفسنا وهي أفضل من كل دبابات الدنيا! إن هذه الروح ما تلطف به الله تبارك وتعالى علينا! فحافظوا عليها. إنها أمانة فاسعوا لحفظها. وما دامت هذه الروح والهبة الإلهية لديكم فلا تخشوا شيئاً ولا تفكروا في أنهم لماذا لم يقولوا لكم أحسنتم ولم يعطوكم أجراً؟! الله معكم وإمام الزمان-سلام الله عليه- يدعو لكم! إذن ممّ نخاف؟! إن طريقنا هو طريق الله، فإذن ممّ نخشى؟! ونحن الذين وقفنا بوجه هذه القدرة الشيطانية التي نهبت منا كل شيء، أنُقتل؟! حسناً، لقد قتل كل شبابنا فهل نخاف أن ينتصروا علينا؟! حتى لو انتصروا علينا فلن نخاف، لأننا على الحق سواء غَلبنا أم غُلبنا. إننا على الحق وسننتصر إن شاء الله! فكونوا مطمئنين.

لتتصل قلوبكم بمبدأ الخير وناجوا الله في هذه الليالي التي تحملون فيها أسلحتكم على أكتافكم، وجّهوا قلوبكم إلى مبدأ الوجود واتصلوا ببحر رحمته العظيم ولا تخافوا من أي شيء! ولا تتوقعوا من غيره شيئاً ولا تفكروا بغيره ولا تعرفوا شيئاً غير قدرته فهو كل شيء. رزقكم الله الاطمئنان والإيمان الكامل وحشركم مع شهداء كربلاء، ووفقنا جميعاً للعمل بواجباتنا التي تقع على عواتقنا! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع