أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

آخر الكلام: "بعدك آدمي"؟!

الشيخ محمود كرنيب

 



سؤال طالما سمعته يتردد بين شخصين إلتقيا بعد فترة يمكن لطولها أن يُحدث تحولاً وتغيراً ما في أحدهما أو كليهما... ربّما لحدوث متغيرات عامة أو خاصة يمكن لها إحداث هكذا تحولات. "بعدك آدمي"؟!

للوهلة الأولى يبدو لمن يجهل مصطلحاتنا العامية أنه سؤال عن بديهة ليس من الصحيح -بمقاييس المناطقة والبلغاء- السؤال عنها. فلفظة "بعدك" في هذا الاستعمال تعني "أما زلت" فهي سؤال عن ثبات وبقاء شيء ما، وهنا المقصود صفة وهي النسبة إلى آدم أبي البشر... ولكن هل يمكن أن يتحول الآدمي إلى شيء آخر؟ وهل يفقد الآدمي آدميته ليصح السؤال عن بقائها؟ ألم يُرفَع المسخ ببركة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله. نرجع إلى العارف الكبير الإمام الخميني قدس سره فهو يعتبر أن الإنسانية والنسبة إلى آدم أمر عظيم ومقام عال، إلى من جعله الله قبلة لسجود الملائكة، ومعلِّماً يعلمهم الأسماء كلها بتعليم الله... وعليه فالإنسان عندما يولد يكون مشروع إنسان فيه كل قابليّات و استعدادات الأنسنة. ولكنه حيوان بالفعل لفعلية صفاته الحيوانية الضرورية لبقائه في الحياة وبالتالي فالمطلوب هو أن يحوّل الإنسان قابليات الأنسنة إلى صفات فعلية.

لكن، لقائل أن يقول: إن سؤال "بعدك آدمي" يقوله العامة لبعضهم، فلا يحمل هذه الأبعاد. والحقيقة أن "الآدمي" في العامية تعني ذلك الإنسان الخلوق اللطيف المعشر والنـزيه النوايا المحب للناس والذي يحب الخير لهم، والأمين الذي لا يكذب ولا يؤذي من يعاشرهم، وفي قباله "الأزعر". وعليه فالآدمي هو مشروع ناجز للإنسان. وإذا كان شهر رمضان هو شهر صناعة الإنسان بمشاعره النبيلة وأخلاقه الفاضلة وسلوكه مع الناس وفي علاقته مع ربه وأبناء جنسه ومع نفسه، فيصبح بهذا المعنى شهر رمضان فرصة لصناعة الآدمي في كل واحد فينا. ولو وقف أحدنا لصناعة هذا الآدمي فيه فعليه أن يثْبت ولا يتحول عن ذلك، حتى يصح بعد انقضاء عام ومجيء آخر وفي شهر رمضان آخر،ومهما تحولت وضغطت الظروف والأحداث، أن نلتقيه ونسأله "بعدك آدمي"؟. كل عام وأنتم ونحن "أوادم"!.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع