السيد سامي خضرا
القرآن الكريم كتاب الله المنزل على نبيه المرسل صلى الله عليه وآله، وهو نعمة عظيمة لا تقدر، يكفي أنه كلام البارئ المصور. ذُكر في الحديث المبارك عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله". فالمؤمن الصادق صاحب القلب النقي هو الذي ينفق وقته في تعلم كتاب الله تعالى أو تعليمه وفي ذلك راحة ما بعدها راحة.
أولاً: يستحب جعل وقت لتدارس القرآن الكريم وحفظه واستذكاره وعرف عن المسلمين وفي الحوزات العلمية أن هناك علوماً كثيرة تتدرج تحت عنوان "العلوم القرآنية" وهي كناية عن العلوم التي تهتم بالقرآن الكريم في شكله ومضمونه وتفسيره... فكل مسلم ينبغي أن ينال شيئاً من هذه البركات الربانية ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "خياركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه". وعن مولانا الصادق عليه السلام: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلَّم القرآن أو يكون في تعلُّمه" وهذا يشير بوضوح إلى أن حمل الهم القرآني ينبغي أن يكون مرافقاً لكل حياة المستقبل.
ثانياً: الجلسات القرآنية الجماعية مطلوبة ولعلها تؤدي إلى التعاضد والحماس وبذل العلم... وهذه الجلسات يحبها الله ورسوله. ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وحفّتهم الملائكةُ، وذكرهم فيمن عنده". وعن أحد الصحابة قال: "كنت مع علي عليه السلام فسمع ضجتهم في المسجد يقرؤون القرآن، فقال عليه السلام: طوبى لهؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله".
ثالثاً: يستحب قراءة القرآن من المصحف مباشرةً حتى لو كان القارئ حافظاً فقد روى إسحاق بن عمار أنه سأل الصادق عليه السلام: جعلت فداك، إني أحفظ القرآن عن ظهر قلبي، فأقرأه على ظهر قلبي أفضل، أو أنظر في المصحف؟ قال عليه السلام: بل اقرأه وأنظر في المصحف، فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة!
رابعاً: يستحب تعلم القرآن منذ أن يكون ولداً وهذا من حق الولد على والده كما يستحب ذلك في سن الشباب بشكلٍ عام وقد نطقت بذلك الروايات حيث إن القرآن يختلط حينها بلحمه ودمه.
خامساً: يستحب الاستماع والإنصات للتلاوة القرآنية، ومن المظاهر الاجتماعية المَرَضِيَّة أن يُتلى القرآن في المناسبات والناس منصرفة عنه، وحسبنا في ذلك قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(الأعراف: 204). وقال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ (الحديد: 16). ويبدو أن عدم الاستماع والإنصات إلى القرآن الكريم يؤدي إلى قساوة القلب والجفاء نعوذ بالله تعالى.
سادساً: يستحب للنساء خاصة تعلم سورة النور، وأن لا يُعلَّمْنَ سورة يوسف عليه السلام.
سابعاً: يستحب إهداء ثواب القراءة إلى النبي والأئمة صلوات الله عليهم وإلى المؤمنين من الأحياء والأموات؛ ففي الروايات أنه يحشر معهم يوم القيامة.
ثامناً: هناك سور وآيات لها آثار خاصة في السلامة أو الأمن أو الشفاء أو الرزق أو غيرها... قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: 82)، ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ (فصلت: 44). ومن هذا الباب لا بأس باتخاذ المصحف وتعليقه في البيوت روي عن الباقر عليه السلام: "إنه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزّ وجلّ به الشياطين".
تاسعاً: وردت آثار خاصة لسورة الإخلاص حيث تُكرر في كل يوم وليلة، وقبل النوم، وعند القيام والجلوس، وعند الصحة والمرض، وعند لقاء السلطان الجائر... وفي شأنها أسرار عظيمة جداً.
عاشراً: يستحب في حالات خاصة قراءة سور ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾.
الحادي عشر: تستحب قراءة الفاتحة 70 مرة على المريض أو من به صداع وفي النص الشريف "ما قرئت الفاتحة على وجع 70 مرة إلا سكن".
الثاني عشر: تستحب قراءة سورة الأنعام فإن اسم الله عزّ وجلّ فيها في 70 موضعاً... ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها. هناك الكثير من السور ورد في فضلها مئات النصوص، لا مجال لذكر فضائلها في هذه العجالة؛ لكن القرآن فيه من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله تعالى.