الشيخ حسين زين الدين
يعكس المشهد السياسي المعاصر صورةً جديدةً لحقيقة الصراع لطالما حاولت الدبلوماسية إخفاءَها بين طيات المواقف شبه المتناقضة. نحن أعداء أعداء السامية، صدقني يا صاحب القوة الخفيّة! أنا لا أحب التمرّد وأحترم سيادة الاحتلال وأشكركم على الإهانة التي أيقظتني عندما زرت الوطن الذي صار وطنكم بشهادة الشرعية الدولية. هكذا بدا "شيراك" في المشهد غير الختامي لمسرحية "إما معنا أو مع الإرهاب" التي كتبها وأنتجها وأخرجها المتسيّد الأميركي.
"المنار" مؤسسة إرهابية بامتياز! فهي التي ترهب الطامحين القلقين على مستقبل الكيان. وهي صوت وصورة، صوت لا يحب غير الوتر الذي خلق لأجله وصورة لا تستهويها الأقنعة، فأجمل ما في الصوت أنه يوقظ النائمين من الغفلة، وأجمل ما في الوجه أنه مرآةٌ يرى فيها المظلومون صورة ظالميهم الحقيقيين. شكراً للَّه تعالى على هذه النعمة، لقد تأكّد ما كنا نعتقد به، نحن أقوياء صادقون وقد شرّفنا المستكبر بعدائه فهو أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا، وهكذا يُعرف المؤمنون. لم تنته فصول القصّة بعد في فلسطين والعراق ولبنان و...
والمشهد الأخير قد يشهد المفاجئة (وهي متيقنة عند المنتظرين) سوف يموت البطل على خشبة المسرح وهو يهمّ بتمثيل آخر لقطةٍ له، حين يرفع سيفه للنيل من الضحية المفترضة فيهوي على سيفه ممزقاً جوفه الفارغ من القوة والمملوء بصُوَر الوهم. أبشروا فإنّ هلاك عدوّكم في حسن تدبيره أو ما يعتقد أنه تدبير حسن يوصله إلى غايته. ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله.