مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

اعرف عدوك‏: الإرهاب الصهيوني في الذاكرة البريطانية

حسن زعرور

 



كيف تعرّى الحقيقة من جلد حقيقتها؟ كيف يبدّل الأبيض بالأسود والأسود بالأبيض؟ كيف تنبت للكذب أجنحة وتقص أجنحة الصدق؟ كيف يصبح الإرهابيّ ملاكاً وينسب الملاك للشيطان؟ كيف يحوّل اللص إلى بطل والشريف إلى لص؟ الأمر بسيط... كن إسرائيلياً وافعل بعدها ما شئت.

* أثناء الانتداب البريطاني‏
في مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، قتلت المنظمتان اليهوديتان (إتسل، ليحي) عشرات الجنود البريطانيين على مدى أعوام، وأعدمت بعضهم شنقاً أمام أعين العالم كله في نتانيا(1)، ودمرت عشرات الطائرات في اللد وقسطنية(2)، وسرقت عشرات المصارف والمؤسسات ومخازن الأسلحة(3)، وقتلت مئات المدنيين العزل في أبو لبن وسينما ركس وبيرعدس وسوق الخضار في حيفا، وفي فندق الملك داود وحده نسف 82 شخصاً، 42 عربياً و25 بريطانياً، و17 يهودياً لم يتمكنوا من مغادرة الفندق بسبب فارق توقيت الانفجار الذي كانوا يعلمون به(4)، ومع ذلك لم يرف جفن بريطانيا العظمى على مقتل جنودها، ولم تتجرأ والعالم معها على وصف اليهود بالإرهابيين، ولو أن بريطانيّاً واحداً قُتل بشكل عرضي في دولة عربية ما، لوصمت الأمة العربية كلها بعار الارهاب، ترى، لماذا تظل الحقيقة عوراء عندما يتعلق الأمر باليهود؟ وحتى متى تظل الأسماع صماء عن افتخارهم بقتل الآخرين "إن جوهر الدم المسفوك هو الاختبار الوحيد لفعل التاريخ، وليس مهماً جوهر هذا الدم"(5)، أليس من يكتب التاريخ بدم الآخرين هو أصل الإرهاب ومنبعه؟ لقد تولى إسحاق شامير رئاسة وزراء دولة العدو واستقبله معظم رؤساء دول العالم بالأحضان وهم يعلمون وعلى رأسهم بريطانيا أن شامير هو المسؤول الأول عن قتل وزير الدولة البريطاني اللورد موين(6)، أليس ذلك خداعاً سياسياً أم إدمان المذلة لليهود؟ أم أنهم لا يعلمون؟

* قتل اللورد موين‏
عام 1941 تولى اللورد موين منصب رئاسة المستعمرات واتهم بوضع العراقيل أمام الهجرة اليهودية وقال في مجلس اللوردات "إن اليهود خليط من عدة شعوب" وقال في خطاب آخر "إن العرب الذين عاشوا وقبروا موتاهم في فلسطين على امتداد خمسين جيلاً لن يسلموا بلدهم إلى اليهود عن طيب خاطر"(7)، وعليه قرر اليهود قتله وقام إسحاق شامير بوضع مخطط القتل واستعمل لذلك خلية يهودية مجندة في الجيش البريطاني العامل في القاهرة وأوفد للتنفيذ الياهو حكيم والياهو بت تسوري. ظهيرة السادس من تشرين الثاني 1944 نجحت الخلية التي أرسلها شامير في قتل اللورد موين أمام منزله في القاهرة غير أن السلطات البريطانية تمكنت من إلقاء القبض على حكيم وتسوري واعترف الأول بمسؤولية شامير عن العملية فيما انتحر الثاني في سجنه، وأما باقي الخلية وهم يهود يخدمون في سلاح الجو البريطاني فقد تمكن قسم منهم من الهرب إلى فلسطين، وكعادتهم في الكذب وتغطية الحدث نشرت صحيفة همشكيف أن "أرض إسرائيل كدولة عبرية ذات فوائد جمة للإمبراطورية، لقد ربط القدر مصير الشعبين ليس باحترام كتاب التوراة فقط بل أيضاً بالمصلحة المشتركة وما حصل في القاهرة خدمة سيئة لإسرائيل"(8)، ومن خلال الوثائق نجد أن بكاء التماسيح اليهودي على اللورد موين كان مجرد خداع وأن اتفاقاً سرياً جمع التنظيمات اليهودية لمواجهة رد الفعل البريطاني على الحادث ورأس الاجتماع غولمب، وناتان يلين مور كما أن بن دايفد (بيغن) ويسرائيل الداد اعتبروا أن المسألة لربح الوقت فقط(9)، ومن مهازل التاريخ أن يقف ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في حفل تأبين اللورد موين ليقول "إن الحركة الصهيونية فقدت بمقتل موين صديقاً لها" ولا ندري موقف تشرشل بعد ذلك بسنوات قلائل من قيام اليهود بقتل الوسيط الدولي الكونت برنادوت وبأسلوب مشابه لمقتل موين غير أن ما نعلمه أن القوات البريطانية وقبل انسحابها من فلسطين تركت عتاداً لا يستهان به للقوات اليهودية لعلها مكافأة من نوع ما أو ترضية خاطر لإرهابيين منذ النشأة.


(1) كتاب تاريخ المنظمة العسكرية القومية ص‏161 الجزء الخامس دايفد نيف.
(2) كتاب في الطريق لجيش الدفاع الإسرائيلي ص‏223، يوسف أفيدار.
(3) كتاب موجز تاريخ الهاغاناه ص‏329، يهودا سلوتسكي.
(4) كتاب تاريخ المنظمة العسكرية القومية الجزء الرابع ص‏281، دايفد نيف.
(5) كتاب تاريخ الهاغاناه، ص‏1056، المجلد الرابع، دينور ويهودا سلوتسكي.
(6) كتاب جنود مجهولون، ص‏261، يعقوب بناي.
(7) كتاب تاريخ المنظمة القومية الجزء الرابع، ص‏82، دافيد نيف.
(8) كتاب جنود مجهولون، ص‏310، يعقوب بناي.
(9) كتاب العقد الأول، قدامى ليحي ص‏172، يسرائيل الداد.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع