مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فنون‏

عبد الحليم حمود

 



* الحروفية العربية
الحروفية شكل من الفن استمد جمالية الحرف العربي وطوّعه في اللوحة ليخدم حركتها في الشكل دون الوقوف عند المضمون والمعنى الذي يبتغيه الحرف. ظهرت الحروفية الحديثة في الدول العربية كصيغة فنية تبناها الفنانون استجابة لضرورات حضارية وسياسية وثقافية، دفعت إلى البحث عن فن قومي له هوية حضارية، وذاتية ثقافية خاصة، كما أنها كانت محاولة للهروب من سطوة المؤثرات الثقافية والفنية الغربية. ارتكزت الحروفية الحديثة، سواء في المجتمعات الغربية أو المجتمعات العربية، على مبدأ فني وجمالي متماثل، يرى أن للحرف طاقة تشكيلية وتعبيرية يختص بها دون غيره من الأشكال والأنماط البصرية، حيث إنه يحمل بنية شكلية ومفاهيمية وعلى اعتبار أنه ليس شيئاً طبيعياً ولا تأليفاً هندسياً، فإنه يمثل نوعاً من الإشارة الدالة، التي تتضمن بداخلها قيم التشخيص وقيم التجريد معاً، بالإضافة إلى أنه يتضمن قيمة صوتية نادرة في أي شكل آخر من أشكال الفن، وذلك انطلاقاً من مضمونه البياني المفاهيمي. وبذلك نجد أن توظيف الحرف العربي في الفنون التشكيلية العربية الحديثة، أو ما يسمى بالاتجاه الحروفي، قد انتشر بين أكبر عدد ممكن من الفنانين.

* المذهب الكلاسيكي‏
الجمال في الكلاسيكية مرادف للكمال، يُحس بواسطة العين ويدرك بواسطة العقل، فهي أي الكلاسيكية تستند إلى الواقعية ولكنها تأخذ منها القيم الأكثر كمالاً حسب مفهوم مقرر سلفاً، ترتبط بالتاريخ والتراث. تضع الكلاسيكية قواعد صارمة للتركيب الفني، فالجسم الإنساني مثلاً يبلغ طوله ثمانية أضعاف طول الرأس بالنسبة للرجل وسبعة أضعاف بالنسبة للمرأة... كما اعتمدت على علم المنظور الهندسي المبني على قاعدة خداع النظر، فالخطوط المتوازية تتلاقى بالنسبة للنظر في نقطة الهروب المحددة حسب موقع النظر، وتتسع الرؤية كلما اقتربت الأشكال من العين المشاهدة. فالعمل الفني يبنى على ثلاثة أبعاد لمحاكاة العمق والحجم والتناسب في الأشكال، وهذا المنظور مطابق للحقيقة الواقعية. الكلاسيكية اعتمدت المواضيع النبيلة والخطوط الصارمة والألوان الرصينة بعيداً عن أهواء العاطفة. ويعتبر رمبرانت ودافينشي ودافيد من أهم الفنانين الكلاسيكيين.

* إطلالة على الكاريكاتور الإيطالي‏
- فوراتيني يصوب على شارون‏
التجربة الإيطالية في فن الكاريكاتور تمتلك عراقة تاريخية تمتد إلى مئات السنين إذ يدّعي الطليان بأنهم مؤسسو هذا الفن منذ أيام عصر النهضة الإيطالية حيث نما هذا الفن في أعمال الفنان تشيمبولدو الذي كان يرسم وجوه الأمراء والسياسيين والقادة الكبار وبعض الوجوه الثقافية والفكرية من أشكال الفواكه والخضراوات التي يركبها على بعضها بفطنة وذكاء ساخر لتحاكي صورة الشخص المطلوب، كما عبّر قبله الفنان ليوناردو دافينشي عن استيائه من الحرب فرسم معركة دانغري بأسلوب ساخر. من بعدهم ظهرت عدة أسماء في إيطاليا رسمت الكاريكاتور، وهناك أيضاً بصمات قوية لمعاصرين مثل فونتانا وكوتوزو ودي كيركو. ومن أشهر رسامي الكاريكاتور الإيطالي يقف جورجو فوراتيني، مواليد روما 1931، في المقدمة كنموذج للناقد الساخر اللاذع الحر الذي اختار أن يكون متخصصاً في الحدث السياسي منذ بدايات عمله عام 1975 وبشكل يومي حيث رافق صدور أول عدد من جريدة لاريبوبليكا "الجمهورية" اليسارية الواسعة الانتشار ولحد يوم استقالته عام 1999 بعد احتجاجه على تدخل مؤسسات الدولة في محاولة لعرقلة حرية التعبير. وكان فوراتيني أول من رفع أصبع الاتهام باتجاه رئيس الوزراء الإيطالي السابق أندريوتي وعلاقته بالمافيا، ولم يستثن كبار الفاشيين في عصر العولمة الذين صب جام غضبه عليهم وعلى رأسهم المجرم شارون الذي جعله في معظم رسوماته كتلة كبيرة من لحم الخنزير لا تنام إلا على أنغام موت أجساد أطفال فلسطين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع