لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

آخر الكلام‏: اختبار

ايفا علوية ناصر الدين‏

 



"لديكم ثلاث دقائق فقط" قال الأستاذ لطلابه وهو يوزّع عليهم ورقة اختبار للسرعة في حل مجموعة من الأسئلة مؤكداً: "عليكم بقراءة الاختبار بتمعن قبل المباشرة في الإجابة عليه". وما إن استلموا الأوراق حتى سيطرت أجواء المنافسة والسباق، فكل يريد أن يبرهن عن قدرته الفائقة في إنجاز الاختبار بأسرع وقت ممكن وربما تسجيل رقم قياسي لم يسبقه إليه أحد.

بدا الاستغراب شديداً على ملامحهم عندما طلب منهم الأستاذ التوقف بعد مرور دقيقة فقط ما لم يسمح لأكثرهم سرعة بحل نصف الأسئلة ومع ذلك فقد أصدر الأستاذ حكمه كاشفاً عن بسمة خفيفة لا تخلو من معنى التأسف: لم تنجحوا في هذا الاختبار لأنكم لم تقرأوه بكامله كما أوصيتكم، فلو كنتم فعلتم لاكتشفتم أن المطلوب فقط هو الإجابة على سؤالين فقط كما هو مذكور في الفقرة الأخيرة من الاختبار، وهذان السؤالان لا يتطلبان أكثر من دقيقة واحدة لحلهما إلا أن السرعة دفعتكم للمباشرة فوراً والاستغراق في حل جميع الأسئلة".

ضحك الجميع عندما انتبهوا إلى أن اللغز كان يقع في تحديد المطلوب وهذا ما أراد لهم الأستاذ اكتشافه كمثال يوضح لهم ضرورة التدقيق عند اتخاذ القرارات ووجوب عدم التسرَّع في الحكم على الأمور وهذا ينطبق على كل شي‏ء في حياة الإنسان... لم يقل لهم الأستاذ أيضاً أن ما حصل معهم يشبه إلى حد كبير حال الإنسان في هذه الدنيا وتخبُّطه في ميادينها ودورانه في عجلتها واستغراقه فيها دون تحديد الهدف الأساس ومعرفة المطلوب منه وهو ما يقع فيه الكثير من الناس. لم يخبرهم الأستاذ بذلك إلا أنهم شعروا بذلك بأنفسهم.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع