مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع القائد: التحجُّر والالتقاطية: وجهان مشوَّهان يروِّجهما الأعداء للإسلام‏

* فليطرح الإسلام نفسه‏
إن العالم اليوم يعاني من الفراغ الأيديولوجي، وإنه لا يوجد في أي مكان من العالم فكر واضح وثابت تستطيع المجتمعات التمحور حوله والانطلاق من خلاله لبناء نفسها وصناعة مستقبلها، وهكذا تصبح الفرصة سانحة أمام الإسلام ليطرح نفسه بين شعوب العالم. إن الإسلام يقوم على دعائم تمثل في حد ذاتها آمال وتطلعات الإنسان منذ فجر التاريخ البشري وحتى يومنا هذا. لقد قام الإسلام على العدالة والأخوة والمساواة والكرامة الإنسانية، وهو ما تتعطش إليه البشرية في عصرنا الحاضر. إن البشرية متعطشة للكرامة والعدالة والإنسانية الحقيقية التي تمثل دعائم الإسلام. لقد آن الأوان لكي يطرح الإسلام نفسه في الدنيا بشكله الأصيل والحقيقي، وأن يرفعه المثقفون والسياسيون المسلمون شعاراً خفاقاً في كل أرجاء العالم.

إن الإسلام الأصيل يتمتع بجاذبية شديدة، وإن أعداء الإسلام وعلى رأسهم الصهيونية وأمريكا لا يرغبون في أن يظهر الوجه الحقيقي للإسلام الأصيل، إنهم يريدون للإسلام أن يكون منحصراً في شكلين: أولهما ذلك الشكل المتحجر... بوجهه الجامد والمتعصب والعاري عن المنطق والعلم والمعرفة، وذلك حتى يمقت الجميع الإسلام ويديرون له ظهورهم. والثاني هو ذلك الإسلام الذي يفقد هويته تماماً أمام الغرب، أي الإسلام الالتقاطي الذي يذعن لكل ما يقوله الغربيون والذي يروج للثقافة الغربية تحت غطاء الدين دون أن يكون لديه ما يقال. إن أعداء الإسلام اليوم لا يريدون له إلا الظهور على إحدى هاتين الصورتين، وأما الإسلام الذي يدخل الساحة بجد وثبات والذي يريد للأمة الإسلامية العزة والعظمة والاقتدار والعدالة والديمقراطية والتقدم العلمي أي الإسلام الذي يصنع الحياة فهم يتنكرون له ويقفون دونه.

* محاربة الإسلام بأسماء أخرى‏
الحقيقة أن أعداء الإسلام اليوم وفي مقدمتهم أمريكا والصهيونية يعلمون جيداً بأن الأمة الإسلامية تنطوي على طاقة عظيمة متأججة، ولذلك فهم يخافون الإسلام ويخشونه، فلا يحاربون العالم الإسلامي باسم الإسلام، بل بأسماء أخرى. إنهم يوسّعون مفهوم الإرهاب من أجل قمع حركات التحرر، وإنهم يريدون قمع المجاهدين الفلسطينيين الذين يمثلون أشجع المجاهدين اليوم في سبيل الإسلام باسم الإرهاب. إنهم يستخدمون اسم الإرهاب لإخلاء الساحة من الشباب المناضلين في لبنان والعراق وأفغانستان وسواهم من الشباب المجاهدين في أنحاء العالم الإسلامي كافة الذين يقفون بوجه المطامع الاستكبارية والتدخل الأجنبي، وإن لم يكن فإنهم بذريعة أسلحة الدمار الشامل، أو بحجة حقوق الإنسان، أو بعذر الديمقراطية يقومون بمواجهة العالم الإسلامي، إن الاستكبار يتوسل اليوم بشتى تلك الذرائع والمعاذير لأنه بات يخشى مواجهة الإسلام باسم الإسلام.

* سلاح الترهيب والترغيب‏
إنني أعتقد بأن أعداء الإسلام والأمة الإسلامية يستخدمون سلاحين أساسيين اليوم ضد العالم الإسلامي: أحدهما سلاح الترهيب، والآخر سلاح الترغيب، إنهم يستخدمون الترهيب تارة ضد الحكومات والمثقفين والنخبة وأفراد الشعب، وأحياناً أخرى يستخدمون معهم الترغيب، وكلاهما من شباك الشيطان. إنه لا ينبغي الخوف من ترهيبهم »الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا اللَّه ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من اللَّه وفضل لم يمسسهم سوء«. فهذا درس لنا، ولا بد من اتباعه، إنه لا ينبغي الخوف من ترهيب الأعداء، وأيضاً لا ينبغي الركون إلى ترغيبهم، إن الذين كانوا يتطلعون إلى السيطرة على مقدرات المسلمين في الخمسين عاماً الماضية وما سبقها كانوا يبشرون المسلمين بالحداثة، وكانوا يدعونهم إلى الاستسلام لهم والركوع أمام ثقافتهم وأنهم سيمنحونهم الحداثة والمعاصرة. والآن، وعندما ينظر المسلمون إلى تلك الحقبة الزمنية، فإنهم يجدون أن الحداثة لم تجرّ على العالم الإسلامي سوى المزيد من التبعية والفساد والضعف الذي منيت به الشعوب والحكومات الإسلامية. إن الحداثة لم تخلق من بين المسلمين عالماً أو مخترعاً، بل دفعتهم للتبعية. فترغيبهم ليس سوى فخ منصوب، وهذه القاعدة تنطبق على الدول والحكومات كما تنطبق على الأشخاص، وتصدق على أبناء الشعب كما تصدق على النخبة، إنه لا يجدر بنا تعليق الآمال على ترغيبهم، ولا ينبغي لنا الخوف من ترهيبهم ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع