مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

قضايا إسلامية: المسلمون في فرنسا

الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا، هذا ما تؤكده الإحصاءات والمقالات الصحفية التي أخذت منذ مدة تحذر من ظاهرة اعتناق الإسلام في صفوف الفرنسيين، إضافة إلى انتشار المزيد من المساجد، والمراكز الإسلامية على الأراضي الفرنسية.
ويعود انتشار الإسلام إلى فترة الفتوحات الإسلامية التي توقفت ولظروف تاريخية عند جبال "البيرنيه" الواقعة بين فرنسا وإسبانيا.


هذا الانتشار كان ضعيفاً مقارنة مع الصحوة الإسلامية الحالية نظراً للحساسية الماضية بين المسلمين والمسيحيين التي خلّفتها الحروب الصليبية والغزوات الاستعمارية لبلاد المسلمين. والحساسية القديمة أثّرت لحد ما في عدم تقبل الإسلام كدين جديد تدين به أوروبا، خصوصاً وأن للكنيسة الكاثوليكية وقعها وأثرها في هذا المجال.
لكن الظروف تغيرت وأثر الكنيسة خف وأصبحت معظم الدول الأوروبية حالياً دولاً علمانية تسيطر عليها أحزاب وشخصيات لا تقيم للدين أي وزن سوى "مطية" تسيطر من خلالها على ثروات الشعوب المستضعفة في أفريقيا وآسيا.
ومنذ سيطرت فرنسا على شمال أفريقيا وبدأ تدفق المسلمين المغاربة إلى الشواطئ الفرنسية وخصوصاً مرسيليا بسبب حاجتها لليد العاملة وأثر هؤلاء يزداد داخل المجتمع الفرنسي الذي لم يقدر على تغيير قناعة المهاجرين الجدد الذين حملوا معهم الإسلام كدين والالتزام كشعيرة من الشعائر التي من خلالها يتقرب الإنسان إلى خالقه.

وهذه الهجرة تعود إلى العشرينات وإلى أيام الغزو الفرنسي لتونس والجزائر والمغرب. ومن آثار هذه الهجرة أن تأسس في باريس عام 1926 مسجد باريس الشهير لاستيعاب المسلمين وإعلام الفرنسيين وتعريفهم على الإسلام.
منذ ذلك الحين المساجد تنتشر والجمعيات الإسلامية تظهر وتزداد. أما عدد الجاليات الإسلامية فتبلغ حسب إحصائيات 1983 حوالي 2,5 مليون مسلم.
808 آلاف جزائري 150 ألف تركي.
421 ألف مغربي. 25 ألف مالي.
300 ألف تونسي. 40 سنغالي.
15 ألف إيراني. 15 ألف كاميروني.
11 ألف موريسي. 9 آلاف ساحل العاج.
10 آلاف موريتاني. 90 ألف يوغسلافي.
500 ألف فرنسي من أصل جزائري.

لكن حسب الاحصائيات الحالية فيبلغ عدد المسلمين حوالي 4 مليون نسمة.

ومع وصول المسلمين إلى هذا العدد وتنامي الصحوة الإسلامية بدأت السلطات الفرنسية تحد من نشاط المسلمين وتمارس بحقهم أبشع الممارسات العنصرية والصليبية. خصوصاً وأن غالبية المسلمين من الشباب الذي يرفض الاندماج بالحياة الفرنسية، والتي كان نتيجتها أن طردت إحدى المدارس الحكومية ثلاث تلميذات مسلمات لإصرارهن على ارتداء الحجاب بدعوى أن الحجاب يتعارض مع حظر مفروض على الأنشطة السياسية والدينية في المدارس.
والعجيب أن السلطات التربوية تعتبر حجاب المسلمة فقط "دلالة دينية" في حين يتم تجاهل الصلبان المذهبة المعلقة على الصدور والقلنسوة التي يرتديها التلامذة اليهود على رؤوسهم وتخلفهم عن حضور الحصص نهار السبت.
وفي المجال ذاته شب حريق متعمد في مسجد في جادة مونتي -اون- اوستروفان في شمال فرنسا، وهدم مصلى في مدينة شاروا شافينو في منطقة الألب الفرنسية والحجة أنه بناء غير شرعي. ووقع انفجار مماثل في مسجد المركز الإسلامي في مدينة رين.
هذا ويتزعم الهجمات الارهابية على المسلمين في فرنسا عصابة أطلقت على نفسها اسم عصابة "شارل مارتل" وهو اسم قائد الفرنجة الذي أوقف المسلمين في بواتييه على ضفاف نهر "اللور". ومن أعمال هذه العصابة اختطاف الشيخ فريد الغبطاني مؤسس جمعية "صوت الإسلام" وزوجته.

أما الذي يغذي هذه الممارسات فهو اليمين الفرنسي الذي يطالب باخضاع ممارسة الشعائر الدينية الإسلامية للقانون الفرنسي وبألا يسمح بأي استثناء بشأنها في حال من الأحوال كما يطالب بالتشديد في اعطاء الجنسية.
من جهة تواجد المسلمين فإنهم يتوزعون على المدن التالية: باريس - ليل - تولوز - غرينوبل - بوردو - مارسيليا - الرون - منطقة الألب.
أما المؤسسات التي تم تأسيسها فهي:
1- المساجد: حوالي 1500 مسجد.
2- الجمعيات: 600 جمعية إسلامية أغلبها ثقافي.
3- المجلات: حوالي 15 مجلة.
4- الاذاعات: إذاعة المسلمين في باريس، إذاعة الشرق وإذاعة النهضة.
5- مراكز إسلامية: حوالي 6 مراكز أهمها في باريس.
6- المحلات التجارية: وهي محلات تبيع المأكولات الإسلامية والألبسة الشرعية وأشرطة التسجيل والفيديو التي تنقل أخبار فلسطين ولبنان وأفغانستان.

إلى ذلك يطالب المسلمون "بمجمع ديني إسلامي" على غرار المجمع البروتستنتي والمجمع اليهودي. لكن السلطات الفرنسية تماطل خوفاً من أن تزداد مطالب المسلمين لتطال بعض التعديلات التي عدلت قانون الجنسية الذي يعتبر أكثرية المسلمين مواطنين فرنسيين سواء من حيث المدة التي قضوها على الأراضي الفرنسية أو شهادة الولادة.
أما نوعية الأعمال التي يقوم بها المهاجرون فهي الأعمال التي تتطلب جهودات بدنية ولا تعتمد على اختصاص مهني معين.

من ناحية الصعوبات والمشاكل التي تواجه المسلمين كما ينقل أحد الفرنسيين فهي:
أ- عدم توافر جمعية خاصة أو مقر خاص بالمسلمين معترف به من قبل الحكومة الفرنسية.
ب- عدم اجتماع المسلمين على رأي واحد كي يكون لهم صوت واحد أمام السلطات الفرنسية.
ج- عدم توافر مدارس خاصة بالمسلمين على غرار المدارس اليهودية.
د- مشكلة التعليم العشوائي في المساجد في فرنسا مع عدم وجود دعاة مؤهلين لشرح الإسلام.
هذا إضافة إلى أن معظم المساجد والجمعيات يشرف عليها عادة وهابيين أو يتلقوا مساعدات ودعم السفارة السعودية والسفارات الخليجية والمغربية.
مسلمو فرنسا طاقة وتجمع مهم لكن لا يتذكرهم الفرنسيون إلا عند الحاجة لجنود الحرب أو أصوات للفوز بالانتخابات. فهل سيصبحون مع الزمن "لوبي إسلامي" مؤثر أم سيبقون تجمعاً بشرياً.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع