مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فنون‏

عبد الحليم حمود

 



* الأصالة في العمل المعماري تفضح الفن الزائف‏
إن التجديد في العمل المعماري ليس خلقاً من العدم، بل هو تركيب جديد لعناصر قديمة كانت موجودة من ذي قبل والتجديد هنا هو القيمة الجمالية الأصيلة التي ما كان يمكن أن تظهر يوماً إلى عالم النور لو لم يأخذ مهندس المعمار المجدد على عاتقه أن يقوم بتحقيقها بعبقريته.  وحينما يجد مهندس المعمار المجدد نفسه إزاء عصر متزمت قد ساد فيه التقليد والرتابة والاغتراب وفقد فيه المجتمع صلته بالتراث والأصالة وفُقد فيه التعبير عن هوية ذلك المجتمع، فإنه يأخذ على عاتقه مهمة فضح الأكاذيب الفنية البالية المنقولة عن الغرب الزائف والكشف عما فيها من زيف أو رياء أو تضليل. ومن المعماريين من رجع إلى حيث الجذور والبداية الحقيقية ليعبر عن المعنى الشامل للأصالة والواقع الحقيقي لبلاده النامية فظهر منهم حسن فتحي بفكره التقليدي كمحاولة منه لإيجاد انطلاقة جديدة لأجيال المعمار. وعلى المستوى المحلي كان مهندس المعمار عبد الواحد الوكيل بالفكر المعماري العربي نفسه والمعماري د. عبد الباقي إبراهيم بفكره المعماري الإسلامي المعاصر لكنها مجرد اتجاهات فردية في ظل التخلف الحضاري الشامل للمنطقة.

* مسرح تجريبي أَم تخريبي؟
لقد أثبت المسرح التجريبي العربي وعلى الرغم من عمر المسرح العربي المحدود عامة، وقوفه بجدارة إلى جانب التجريب في دول عريقة في المسرح في العالم. أصبح التجريب في المسرح هدف غالبية المسرحيين وبخاصة الذين يحملون الروح الشبابية في خروجها وثورتها على السائد ونزوعها إلى التمرد والرفض والتغيير واختراق العادي المألوف معبراً بذلك عن متغيرات العصر السريعة في المفاهيم والأذواق. لقد سار جانب من التجريب في مسارات موغلة في الابتعاد عن أساسيات المسرح وشروط العرض المسرحي، مما أبعده عن الهدف الذي من أجله ظهر كحركة تغييرية في مسار تاريخ العرض المسرحي. أما عن الشباب العربي وتجاربهم التجريبية فلا نستطيع إدراجها ضمن هذه الخانة، بل لن يبذل المشاهد جهداً في التقاط الهموم الاجتماعية والسياسية والفلسفية في أعمالهم. لم يلجأ الشباب العربي إلى التجريب سعياً إلى التقليد بل هدفاً في التغيير بعيداً عن الخطاب المسرحي التقليدي الذي ما عاد يثمر في عصر انحسر فيه دور الكلمة. قد يفهم البعض المسرح التجريبي ويعرِّفه على أنه دعوة إلى موت المؤلف والنص المسرحي وباقي العناصر المكملة لأي عرض على الخشبة، لكنه رأي خاطئ يتناول السطح دون ولوج عمق هذه الحركة فالعرض المسرحي سبيكة مؤتلفة من النص والإخراج والفنون والتقنيات الأخرى فالتجريب الحقيقي جهد مبدع يعمل على مبدأ الإفادة والتوظيف لعناصر السبيكة، وليس على مبدأ الإلغاء، إن التجريب لا يعني بالضرورة أو في النهاية تدمير العرض المسرحي وإلا فإننا بذلك نكون قد خرجنا من جنس في الفن إلى جنس آخر لا علاقة له بالمسرح.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع