ومَن مثل علي عليه السلام؟
أهواكَ يا علي..
يا لغزاً ما فَقِهه العارفون..
يا سراً ما كَشَفه المفكّرون..
يا لحناً ما أدرَكه العازفون..
يا نوراً ما أبصَرت مثله العيون..
يا قرآناً يأنس به المؤمنون..
يا صراطاً يتبعه الموالون..
يا عنواناً للحق المتلألئ المكنون..
أهواك يا علي..
يا أخ الرسول الحكيم..
يا ابن عمه الكريم..
يا صهره الحليم..
يا صديقه الحميم..
أهواكَ يا علي..
يا مَن اسمه اشتُق من الإله العلي..
يا مَن حُبّه يجري بدفقٍ في دمي..
يا مَن أرضعتني ولايته في الصغر أمّي..
يا مَن هو عمادي ومَدَدي ومفرّج همّي..
أهواكَ يا علي..
يا مَن أناجيه في النوائب.. فيغيثني..
يا مَن أناديه: يا مظهر العجائب.. فيعينني..
كل الآلام والآثام حتماً ستنجلي..
بحُبّك يا علي يا علي يا علي..
فمن مثل علي؟ يا عشاق علي!
فاطمة وفيق بحسون
****
السيد الغائب الحاضر/ بمناسبة تغييب الإمام السيد موسى الصدر
سيدي... الحبر يتوجع كلما أتى آب، ينكسر قلبه على ضفاف الكلمات وينأى وحيداً يبكي سيده الذي عفّره بعلم الأنبياء وورثه كل مداد العلم الممتد من الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. نبحر إليك وأنت ممعن في الصلاة والقيام، تشرق وجهاً شمساً وقمراً بدرياً، تتألف نوراً في مداد الحياة كلما اقتربنا منك كلما أدركنا الفجر وعباءتك تمتد تسرج كل خيول الضوء إلى ينبوع العشق ونوار النهار... أيها السيد المنار يا أبجديتنا، يا أحرف المجد في كتاب العزة، يا أمة، يا وطناً، يا شعباً، يا حلماً، يا ربيع كل الفصول يا عشق المحرومين والمستضعفين، يا أمن اليتيم، يا رعشته، يا قلبه ودفئه وحنانه، يا تراب الفلاحين يا حقلهم وزيتونهم وقمحهم، يا صوت المستضعفين أنت، يا صدى المقاومة، يا رصاصتها الأولى، وأنت الذي قلت لنا قوموا إلى السلاح يرحمكم اللَّه، فهذا العدو على الحدود يشهر أنيابه الزرقاء، وخوذاته الفاشية تحتشد، سأخلع ردائي وأصبح فدائياً لأدافع عن هذا الجنوب الذي ستتحطم أحلام إسرائيل على صخرته، وقلت لنا: إسرائيل شر مطلق، تهيأوا، تدربوا، السلاح زينة الرجال... كأنك كنت تقرأ الحاضر وترسم المستقبل، كأنك كنت تقرأ مقاومة مدادها كل هؤلاء الشهداء، انتصر الحلم يا سيدي وكبرت مقاومتك وكبر تلاميذك الذين اغترفوا من حبرك أحرف العبادة والإيمان والجهاد.
سيدي كنت لنا حلماً نعشقه ونرعاه، نحملك في قلوبنا سيداً وعالماً ثائراً وإماماً، كنا نبدد غربتنا بوجودك، أتيت إلينا بعمّتك المشرقية، رحنا نخف الخطى خلفك وأنت ممعن في عيون المحرومين والمستضعفين، أنت الحلم المسروق يا سيدي كما فلسطين، منعوك عنّا أرادوا أن ينتزعوا الحلم، كبر الحلم وانتصر الإمام الخميني، وكنت ابناً له كما سمّاك الإمام يا حلماً وستبقى لنا قضية نجاهد من أجلها وستبقى لنا صلاة تؤم جموع المجاهدين وستبقى صلاتك ما بين قناة السويس في مصر وكفرشوبا في الجنوب، ستبقى صلاتك بوابة العروج للعاشقين نحو القباب هناك في الأقصى، ما أجمل صلاة العاشقين تحت القباب يا سيدي وأنت فيهم، ليتك ترى القدس اليوم، كيف المؤمنون الذين قلت عنهم، إنهم شرف القدس هم الذين ستتحرر على أيديهم وأنت قلت بعمامتي وجبّتي سأجاهد من أجل فلسطين... سيدي لكأنك البحر يخفق في أديم هذا التراب يلفظ كل الطغاة والمستكبرين ويعلن أن لا مكان للطواغيت في هذا العصر. يا سابق عصرك... تمتد عمراً في كتاب المقاومة والقدس... ظنوك رقماً ينتزعه الطغاة، ما عرفوك إنك المتجذر في خلجات ونبض الشمس وأنّى لهم أن يحجبوا عينيك عن شرفات المجد. أنت لون الحرف والكلمة في كتاب الوله إلى كربلاء والقدس... يا موسى عصرك والعصا لم تسقط من يد المستضعفين وأنت الذي قلت سأبقى عيناً وقلباً وسيفاً عن المعذبين في الأرض، يا وجع الأمة، يا تأوه نوافذ الفقراء في أحزمة البؤس، لكأنك الصبح تترنم على أكتافه، يا سيد المجد والعمامة الجليلة يا هجرة الطيور العائدة، تسكننا وتسكن مقاومتك والوطن والقدس... سلام عليك يا وارث علم الأنبياء...
عماد عواضة
****
دماؤك هتفت عهداً ووفاء/ مهداة إلى روح الشهيد المجاهد يوسف مرعي (جواد)
إليك أيها الفارس المهاجر... في قلمي رسالة...
إلى عينيك الحالمتين ووجهك الصبوح...
إلى قلبك الممتلئ بعشق الحسين لجرحك المفتوح...
إلى دمك الزاكي... من قلبي رسالة...
سلامٌ يا سراج الليل ونجمة الصباح...
سلامٌ يا مجد الشهادة وعطرها الفواح...
من قلبي أهديك نداء... من باقة دمعي الحمراء...
في شهر محرم كان اللقاء...
مع قائد ركب الشهداء...
مع من دمه للدين فداء...
مع روح محمد... مع قلب علي... مع نفس الزهراء...
بدمائك كانت بيعتك...
فدمائك سبقت راحتك...
سقطت في كفٍ قد مدت من عاشوراء
لبيت نداءً للنصرة...
قد أطلقه ابن الزهراء...
لبيك دماؤك قد هتفت عهداً ووفاء...
من بعد قرونٍ قد ولّت...
أنوار العترة قد هلّت...
في الخامنئي... في نصر اللَّه...
من نهج حسين قد نهلت...
أبداً ما وهنت ما ذلّت...
بيرقها للنصر شعار... شهداؤها رمز الثوار...
في مدرسة العشق تربوا... في عاشوراء...
مع كل شهيد قد لبى...
وأبيّ للنصرة هبّ...
للمهدي ننتظر الطلعة... للخامنئي نعقد بيعة...
ولنصر اللَّه بنا يمضي نحو العلياء...
مع كل شهيدٍ أو نصرٍ أو فتحٍ جاء...
نهدي للأمة عزتها...
ونصون حياض كرامتها...
من مدرسة الدم الزاكي... من عاشوراء...
جواد