* صديقة تُعطِّل زواجي
توفيت زوجتي ولديّ طفل صغير، تعرفت منذ فترة إلى فتاة وتقدمت لخطبتها وكانت الأمور تسير على أحسن وجه. ولكن حدث خلاف بسيط بيننا فأخبرت إحدى صديقاتها به، فكان أن تعززت بذرة الخلاف وتأزمت الأمور بيننا إلى حد كبير بفعل تدخلات هذه الصديقة المتواصلة التي تحرضها دائماً ضدي. فكيف ترون هذا النوع من التدخل في شؤون الآخرين وكيف يجب أن أتصرف حيال ذلك؟ الأخ أبو علي
يقول سماحة الشيخ محمد المقداد (مدير مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان):
إن التدخلات الخارجية في أمور الآخرين قد تكون مفيدة أحياناً، وقد تكون مضرة في أحيان كثيرة وهذا ما ثبت بفعل التجارب الكثيرة التي عايشناها. ومن الناحية الشرعية التدخل في مشاكل الآخرين إسلامياً ينبغي أن يكون ايجابياً ولصالح التوفيق وتقريب وجهات النظر بين الفريقين المتنازعين. وهذا ما حث عليه الإسلام وشجع عليه لأن "إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام" كما ورد في الحديث الشريف أما إذا كان سلبياً فهو مرفوض إسلامياً لأنه قد يحمل غايات وأهدافاً بعيدة عن الآداب والأخلاق التي أكد عليها الإسلام. أما بالنسبة لمشكلة الأخ أبو علي فمن الأفضل أن يتواصل مع الفتاة بصورة مباشرة محاولاً تجاوز صديقتها. ويحاول إعادة اللحمة لعلاقتهما، موضحاً بأنه يريدها ويرى فيها الفتاة التي سيرتاح معها في السكن وفي المعاشرة. لذلك يجب أن يحلاّ مشاكلهما معاً دون تدخل أحد إلا إذا كان يفيد في مصلحة الطرفين ويقرب وجهات النظر ولا يبعدها وإلا زاد في المشكلة. فأفضل الطرق إذن المحاورة المباشرة ومحاولة إزالة العقبات التي توجب الخلاف بما يرضي اللَّه ويقرب منه، ويجب أن يرتضيا برضى اللَّه تعالى، ويتفقا على طاعته وبذلك يصلح اللَّه شأنهما ويعيشان بسعادة تامة.
*****
* هل أخبر ابنتي عن زوجها؟
ابنتي متزوجة ولديها طفلان، وقد عرفتُ مؤخراً، وبالمصادفة بأن زوجها مرتبط بامرأة أخرى. ولكنني لم أقطع بذلك إلا بعد أن تأكدت من الموضوع. هل تنصحونني بأن أخبرها، أم أتحدث معه مباشرة، أم هنالك أمور أخرى قد أقوم بها للمحافظة على حياة ابنتي من الضياع. السيدة وفاء
يقول سماحة الشيخ نجيب صالح: (عضو مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان):
حينما اطلعت الأم على علاقة صهرها بامرأة أخرى، وإن كان ليس لها حق شرعي بأن تمنعه من الارتباط أو العلاقة مع أخريات من وجهة نظر شرعية وضمن الضوابط الشرعية، ينبغي عليها أن لا تخبر ابنتها بذلك، لأن العلاقة الزوجية قد تتأثر بين ابنتها وصهرها، وعليها أن توجّه ابنتها إن علمت بالأمر إلى أن العلاقة الزوجية يجب أن لا يؤثر فيها شيء وأن واجبها كزوجة لا يتغير مهما حدث، وأن يكون رضى اللَّه والحكم الشرعي هو الحاكم على تصرفاتها. نعم لو تأكدت أنها علاقة غير شرعية فواجبها أن تنهاه عن أمر محرم من منطلق التكليف الشرعي بالنهي عن المنكر فيما لو احتملت التأثير عليه، ونؤكد أنه لا ينبغي أن تُطلع ابنتها حتى في هذه الحال لأنه سيكون حراماً لأنه كشف لعيوب الآخرين وغيبة. وعلى كلٍ لو كان هذا الزوج مرتبطاً بعلاقة شرعية مع أخرى ومع ذلك تؤثر على استقرار الأسرة والعائلة يمكنها توجيه النصح إليه مبدئياً بالمحافظة على بيته وأولاده لتبقى حياة المودة والرحمة قائمة بين الزوجين وفي النهاية إذا لم تؤثر هي به، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن مقصراً في واجباته المنزلية وفي الإنفاق على زوجته ومعاشرتها بالمعروف ليس لها أن تصرّ على صهرها فيما لو لم تكن هناك مخالفة شرعية في علاقاته.