* ضرورة إصلاح النفس:
"إن ما هو ضروري بالنسبة إلينا جميعاً هو أن نبدأ بإصلاح أنفسنا وعدم الاقتناع بإصلاح الظاهر وحده، بل السعي للبدء بإصلاح قلوبنا وعقولنا والإصرار على أن يكون غدنا خيراً من يومنا، على المرء أن يبدأ بإصلاح نفسه والسعي لجعل عقائده وأخلاقه وأعماله مطابقة للإسلام، لذلك من الطبيعي جداً أن نشاهد ما نشاهده من المفاسد العامة وبصمات الفشل والخسران طالما أن الإنسان خسر في معركة الذات وصراعها مع العدو الذي بين جنبيه". "إن العلم والتهذيب النفسي هما اللذان يوصلان الإنسان إلى مرتبة الإنسانية... عليكم أن تصلحوا أنفسكم لتتمكنوا من القيام ولا يكون الإصلاح إلا باتباع أحكام اللَّه".
* جهاد النفس:
"عبارة عن انتصار الإنسان على قواه الظاهرية وجعلها مؤتمرة بأمر الخالق، وتطهير المملكة من دنس وجود قوى الشيطان وجنوده". "تحرّر من حب النفس والعُجْب فهما إرث الشيطان، فبالعجب وحب النفس تمرّد على أمر اللَّه، واعلم أن جميع ما يحل ببني ادم من مصائب ناشئ من هذا الإرث الشيطاني فهو أصل الفتنة، وربما تشير الآية الكريمة ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾ (البقرة/193) في بعض مراحلها إلى الجهاد الأكبر. وقتال أساس الفتنة وهو الشيطان وجنوده، ولهؤلاء فروع وجذور في أعماق قلوب بني الإنسان كافة، وعلى كل إنسان أن يجاهد "حتى لا تكون فتنة" داخل نفسه وخارجها، فإذا حقق هذا الجهاد النصر، صلحت الأمور كافة وصلح الجميع".
* أركان جهاد النفس:
1- القرآن: "فوظيفة السالك إلى اللَّه أن يعرض نفسه على القران الشريف، فكما أن الميزان في صحة الحديث أو عدم صحته واعتباره أو عدم اعتباره يكون بعد عرضه على كتاب اللَّه فما خالف كتاب اللَّه فهو باطل وزخرف، كذلك الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاء والسعادة هو أن يكون مستقيماً وصحيحاً في كتاب اللَّه... كذلك جميع معارفه وأحوال قلبه وأعمال الباطن والظاهر لا بد أن يطبقها على كتاب اللَّه". "فالقران الكريم كتاب معرفة اللَّه وطريق السلوك إليه تعالى... وأن من أعظم وأسمى معاجزه هي هذه المسائل العرفانية العظيمة التي لم تكن معروفة لدى فلاسفة اليونان...".
2- المعصومون: "مفتاح الدائرة ومختمها ومؤخر السلسلة ومقدمها محمد صلى الله عليه وآله واله المصطفون من اللَّه الذين بهم فتح اللَّه وبمعرفتهم عُرف اللَّه، الأسباب المتصلة بين سماء الإلهية وأراضي الخلقية الظاهر فيهم الولاية، والباطن فيهم النبوة والرسالة".
3- العلم: "إن جميع العلوم الشرعية مقدمة لمعرفة اللَّه تبارك وتعالى ولحصول حقيقة التوحيد في القلب التي هي صبغة اللَّه "ومن أحسن من اللَّه صبغة" غاية الأمر أن بعضها مقدمة قريبة وبعضها مقدمة بعيدة وبعضها مقدمة بواسطة... وهكذا العلم بالمنجيات والمهلكات في علم الأخلاق مقدمة لتهذيب النفوس وهو بدوره مقدمة لحصول الحقائق والمعارف ولياقة النفس لتجلي التوحيد وهذا عند أهله من الوضوح بمكان". قد يكون العلم حجاباً: "إن كان الهدف من طلب العلوم وتدارسها ومنها علم العرفان والتوحيد هو تكريس بعض الاصطلاحات... فإنها تذهب بالسالك بعيداً عن الهدف فضلاً عن أنها لا تقربه إليه "العلم هو الحجاب الأكبر" وإن كان العشق الإلهي وطلب رضاه يشكل الدافع لطلب العلم وهو نادر الحصول، فسوف يُضْحي العلم مشعل طريق ومصباح هداية "العلم نور يقذفه اللَّه في قلب من يشاء" ولتحصيل جانب من ذلك لا بد من تهذيب النفس وتطهير القلب ممن سواه".
4- التمسك بظاهر الشريعة: "إن الطريقة والحقيقة لا تحصلان إلا من طريق الشريعة، فإن الظاهر طريق الباطن، بل يفهم منه أن الظاهر غير منفك عن الباطن، فمن رأى أن الباطن لم يحصل مع الأعمال الظاهرة واتباع التكاليف الإلهية فليعلم أنه لم يقم على الظاهر على ما هو عليه، ومن أراد أن يصل إلى الباطن من غير طريق الظاهر كبعض عوام الصوفية فهو على غير بيّنة من ربِّه". "إن طي أي طريق في المعارف الإلهية لا يمكن إلا بالبدء بظاهر الشريعة، وما لم يتأدّب الإنسان بآداب الشريعة الحقَّة لا يحصل له شيء من حقيقة الأخلاق الحسنة، كما لا يمكن أن يتجلى في قلبه نور المعرفة وتنكشف له العلوم الباطنية وأسرار الشريعة، وبعد انكشاف الحقيقة وظهور أنوار المعارف في قلبه لا بد من الاستمرار في التأدب بالآداب الشرعية الظاهرية أيضاً".