* إقامة مجالس العزاء
"إن الحق منتصر لكن للنصر مفاتيح ورموز ينبغي لنا العثور عليها ومعرفتها. إن أحد هذه الرموز الكبرى وهو أكبرها قضية سيد الشهداء عليه السلام". "أحيوا ذكرى نهضة كربلاء والاسم المبارك للحسين بن علي د فبإحياء ذكراه يحيا الإسلام". "ينبغي أن تستمر المجالس بإقامة العزاء، ينبغي أن نذكر المظالم كي يفهم الناس ماذا جرى، بل إن هذا يجب أن يقام كل يوم، فإن لذلك أبعاداً سياسية واجتماعية غاية في الأهمية". "لتقم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد وليلقي الخطباء مراثيهم وليبكِ الناس".
* نحن أمة البكاء
"إن من الأخطاء التي ألقمت في الأفواه أن يقال نحن قد قمنا بالثورة وليس من الضروري قراءة العزاء، وهذا مثل أن يقال نحن قد قمنا بالثورة ولا لزوم للصلاة، فنحن قمنا بالثورة لإحياء شعائر الإسلام، والإبقاء على عاشوراء حية موضوع سياسي وعبادي مهم جداً... يقولون أمة البكاء!! نحن أمة البكاء السياسي، نحن أمة تشكل بدموعها جريان السيل الذي يحطم السدود التي تقف في وجه الإسلام".
* ليس مجرد بكاء
"القضية ليست قضية بكاء فحسب، ليست قضية تباكي فحسب، إنما هي قضية سياسية فأئمتنا عليهم السلام يريدون وعبر بصيرتهم وعمق رؤيتهم الإلهية أن يوحدوا صفوف الشعب ويعبئوه بالطرق المختلفة لكي يصان من الأذى". "... ولا تظنوا أن الأمر مجرد بكاء وحسب، أبداً، فالقضية سياسية اجتماعية ولو كان الأمر مجرد بكاء فقط فلم التباكي؟".
* المستكبرون يخافون بكاءنا
"... وأخذت تتحول (أي الشعائر الحسينية) تدريجياً إلى وسائل لتحقيق الوقوف بوجه الحكومات التي كانت تجيء آنذاك هادفة القضاء على الإسلام وعلى أسسه الروحانية، وقد أخافت هذه المجالس والمواكب تلك الحكومات وأرعبتها". "... إنهم يخافون من هذا البكاء بالذات لأنه بكاء على المظلوم وصرخة بوجه الظالم". "... هؤلاء الذين يوحون إليكم بأنكم "شعب بكَّاء" فأسيادهم وكبراؤهم يخشون هذا البكاء...". "... لا يظنوا أننا مجرد "شعب بكاء" فإننا شعب تمكن بواسطة هذا البكاء والعزاء من الإطاحة بنظام عمّر ألفين وخمسمائة عام". "طوال التاريخ كانت مجالس العزاء منتشرة في أرجاء البلدان الإسلامية، وفي إيران صارت مهداً للإسلام والتشيّع، وأخذت هذه المجالس تتحول إلى وسيلة لمواجهة الحكومات التي توالت على سدة الحكم ساعية لاستئصال الإسلام وقلعه من جذوره والقضاء على العلماء فهذه المجالس والمواكب هي التي تمكننا من الوقوف بوجهه وإخافتها".
* لماذا البكاء؟
"لو بكينا على الإمام الحسين د إلى الأبد فإن ذلك لن ينفعه شيئاً، بل ينفعنا نحن، وفضلاً عن نفعه لنا في الآخرة فإن له في الدنيا من المنافع ما ترون، فلا يخفى عنكم ما له من الأهمية من الناحية النفسية والدور في تأليف القلوب وانسجامها". "إن البكاء يعد إحياءً للنهضة وإدامة لها، والرواية الواردة "من بكى أو أبكى واحداً فله الجنة ومن تباكى فله الجنة" إنما تشير إلى أن حتى المتباكي يعمل عملاً من شأنه إدامة النهضة وحفظها، وهذا يصون نهضة الإمام الحسين د ويديمها". "... وإنما البكاء وسيلة حفظ بها الدين، بل حتى التباكي يثاب المرء عليه، لماذا؟ لأنه هو الآخر يساعد على صون الدين". إن البكاء يؤدي إلى توجيه اهتمام الناس نحو هذا المنهج وتقويته وإثارة موجة من السخط والنقمة ضد الظالم...". "إن البكاء هو الذي يحفظ مذهب سيد الشهداء وإن كل مذهب وحركة تحتاج في حفظها وبقاء أساسها إلى البكاء". "لا يوجد شيء أكثر تأثيراً من عزاء سيد الشهداء وأنتم لا تظنوا أنه بلا مجالس العزاء والبكاء وتقاليد اللَّطم على الصدور كان يمكن أن يتحقق النصر، أي قدرة لا يمكنها ذلك بهذه الكيفية إلا قدرة سيد الشهداء". "إن البكاء على الشهيد يعد إبقاءً على اتقاد جذوة الثورة وتأججها" .